93 عاماً على إعدام أبطال “ثورة البراق”
يوافق اليوم السبت 17 حزيران / يونيو، الذكرى الـ 93 لإعدام شهداء “ثورة البراق” الفلسطينيين الثلاثة محمد جمجوم،
وفؤاد حجازي وعطا الزير.
وثورة البراق هو الاسم الذي أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 آب / أغسطس
1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين وامتدت بعد أيام لمدن أخرى.
ويعتبر حائط البراق وقفاً إسلامياً، وإبان فترة الاحتلال العثماني سُمح لليهود بإقامة طقوسهم قبالة الحائط، لكن مع مرور
الزمن ادعوا أن حائط البراق من بقايا “الهيكل” المزعوم.
وفي 15 آب / أغسطس 1929 الذي وافق يوم ذكرى ما يسمى بـ “خراب الهيكل” المزعوم، وبالتزامن مع احتفالات
المسلمين بالمولد النبوي الشريف نظمت حركة “بيتار” الصهيونية اليمينية مظاهرة ضخمة احتشد فيها أعداد كبيرة من
اليهود في القدس، يصيحون “الحائط لنا” وينشدون نشيد “الحركة الصهيونية”.
إعدام الثوار:
وبدأت قصة إعدام شهداء ثورة البراق بعدما اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع
ثورة البراق التي بدأت عندما نظم اليهود المظاهرة؛ حيث اعتقلت شرطة الانتداب حينها 26 فلسطينياً ممن شاركوا في
الدفاع عن حائط البراق، كما حكمت عليهم جميعاً بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم
إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم
وعطا أحمد الزير.
ونفذ حكم الإعدام بحق الشهداء الثلاثة جمجوم وحجازي والزير في 17 حزيران / يونيو 1930 بسجن مدينة عكا المعروف
باسم (القلعة).
الشهداء الثلاثة:
فؤاد حجازي ولد في مدينة صفد – شمال فلسطين عام 1904.
تلقى دراسته الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الأسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية بالجامعة الأمريكية في
بيروت.
شارك حجازي مشاركة فعالة في مدينته بثورة البراق التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث البراق سنة 1929، واستشهد
كما وجرح فيها مئات الأشخاص، وقد أقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام على كل من: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل
جمجوم، عطا الزير.
وكان حجازي الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في يوم 17-6-1930، بسجن
القلعة في مدينة عكا، وأصغرهم سناً.
وفيما سمح له أن يكتب لأهله رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام؛ كتب وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك
فنشرتها يوم 18-6-1930، بخط يده وتوقيعه، وقد قال في ختامها:
“إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة، إن
هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيها الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المراقة في سبيل فلسطين
والقضية العربية”.
أما محمد خليل جمجوم فولد بمدينة الخليل عام 1902م، كما تلقى دراسته الابتدائية فيها.
وأكمل دراسته الجامعية بالجامعة الأمريكية في بيروت، وبالإضافة لذلك شارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة
البراق ضد يهود صهاينة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين.
وعرف محمد خليل جمجوم بمعارضته للصهيونية والانتداب البريطاني، وبعد أحداث ثورة البراق أقدمت القوات
البريطانية على اعتقاله في 1929م مع 25 من العرب الفلسطينيين، وقد حُكِموا جميعاً بالإعدام، إلا أن الأحكام تم
تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن الأبطال الثلاثة “حجازي وجمجوم والزير”.
وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً في محمد خليل جمجوم الساعة التاسعة صباحاً.
أما الشهيد الثالث عطا أحمد الزير ولد في مدينة الخليل – فلسطين عام 1895م، عمل في عدة مهن يدوية كما اشتغل
في الزراعة، وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية.
وكانت له مشاركة فعالة بمدينته في ثورة البراق، وهو كان أكبر المحكومين الثلاثة سناً، وتم إعدامه في سجن القلعة
بمدينة عكا، على الرغم من الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
من نتائج الثورة:
ومن نتائج أحداث ثورة البراق التي امتدت من الخليل وبئر السبع جنوباً حتى صفد شمالاً 116 شهيداً فلسطينياً و133
قتيلاً يهودياً، و232 جريحاً فلسطينياً و339 جريحاً يهودياً.