ذكرى مجزرة الشجاعية {الإبادة الجماعية}20/7/2014
استيقظ حي الشجاعية الذي لاينام ، متلعثماً في العد عاجزاً عن الصد ،قلوب آلاف الجرحى بلغت الحناجر ،وعشرات الشهداء لم يحظوا بهدوء المقابر . قصف عشوائي لم يبقي ولم يذر ،أجهز على الحجر والبشر أعاد إلى الأذهان صور ومشاهد مجازر اللد ودير ياسين وصبرا وشاتيلا…..المشهد يتكرر وكأنها دراما سينمائية يُعاد إخراجها من جديد لكن مع اختلافرالأزمنة من دون اختلاف الأشخاص ،فالقاتل هو ذاته والضحية نفسه.
مع بدء فجر يوم الأحد الثاني والعشرين من رمضان بتاريخ 20 /7/2014، بدأ القصف المدفعي الهمجي الإسرائيلي على حي الشجاعية، ما أدى إلى استشهاد مواطناً وما يزيد عن 400 جريح، من بينهم عائلات بأكملها، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. القصف أدى أيضاً إلى تدمير مئات المنازل في مشهد دمار وخراب لا يمكن وصفه، بالإضافة إلى نزوح مئات العائلات الفلسطينية من الحي إلى مستشفى الشفاء “في وسط مدينة غزة،
بينما دمّرت قذائف المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في شرق الشجاعية عشرات المنازل على رؤوس ساكنيها، بعدما انهالت عليهم بشكل عشوائي وهمجيً
أحد الناجين من المجزرة يقول إن القصف كان فوق رؤوسنا، أخذنا نركض مسرعين ويتساقط بيننا شهداء، واستمرينا في الركض ويتساقط الشهداء، كنا 50 شخصاً ووصلنا إلى خارج الشجاعية 12 فقط
بدوره، يقول أحد الناجيين من المجزرة: «خرجنا من بيوتنا كاللاجئين بالضبط، هرعنا نحن وأطفالنا وأبناؤنا وزوجتي في الشوارع والقذائف تنهال على رؤوسنا وفي كل مكان، تركنا كل شيء خلفنا، ما حدث مجزرة تفوق العقل ولا يمكن وصفها».
ويتابع«كنا موجودين داخل المنزل والقذائف تتساقط في كل مكان، سمعنا صراخ جيراننا ومناشدتهم للصليب الأحمر وسيارات الإسعاف بعدما سقطت قذيفة على منزلهم أسفرت عن استشهاد عدد من أبنائهم وإصابة آخرين، ناشدنا الجميع لكن لا أحد يجيب».
ورفضت قوات الاحتلال الاسرائيلي أكثر من طلب للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، بالسماح لها ولطواقم الإسعاف بدخول حي الشجاعية من أجل إجلاء الشهداء والجرحى، إذ تعرضت الطواقم إلى استهداف مباشر واستشهد أحد عناصرها.
أحد المسعفين الذين دخلوا حي الشجاعية. يقول إن “الحي عبارة عن منطقة منكوبة، القذائف تنهال عليه منذ الليل وحتى ساعات الصباح، دخلنا لإجلاء عشرات الشهداء والاصابات. في أحد المنازل تلقينا مناشدة منه بوجود تسع إصابات، لكن قوات الاحتلال أطلقت علينا النار والقذائف لأربع محاولات متتالية ”
ويوضح الأعرج أنه “وفي المرة الخامسة، دخلنا خمس سيارات مع بعضنا البعض ووصلنا إلى المنزل حيث المصابون، حاولنا إنقاذهم، لكننا وجدنا تسعة شهداء ”
ويعتبر حي الشجاعية من أكبر أحياء مدينة غزة، يقع في شرق المدينة، وينقسم إلى قسمين، الجنوبي، أو ما يعرف بـ«التركمان»، والشمالي، يبلغ عدد سكانه وفقاً لإحصائيات بلدية غزة 96750 نسمة، ما حدث في حي الشجاعية “المحرقة والإبادة الجماعية المتعمدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ” يُذكر أنّ إسرائيل رفضت طلبات متكررة للجنة الدولية للصليب الأحمر بإدخال سيارات الإسعاف للحي. .