6 أعوام على استشهاد إياد العواودة
"صورة تلخص حكاية مجاهد..جندي يبكي .. وشهيد ممدد على الأرض سلاحه لم يسقط من يده".
تصادف اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد الشاب إياد العواودة الذي بدد بعملية الطعن التي نفذها في منطقة رأس الجورة بمدينة الخليل نظرية الجيش الذي لا يقهر.
ميلاد الشهيد
الشهيد إياد العواودة ” 26 عاما”، ولد في قرية دير سامت جنوب غرب دورا قضاء مدينة الخليل وهو أسير محرر قضى 3 سنوات في سجون الاحتلال، تميز بدماثة خلقه وحنانه وعطفه على أخيه الصغير، إضافة لكونه بارا جدا بوالديه مطيعا لهم، محبوبا لكل من عرفه.
كما شغف حبا بالمقاومة والمقاومين من كافة الفصائل، وكان يتابع عمليات انتفاضة القدس، ويمجدها عبر صفحته على “الفيسبوك”.
مشهد لاينسى
جرائم الاحتلال كانت حافزاً لتنفيذ عمليته البطولية والتي كان لها وقع مختلف كشف حقيقة جبن جنود الاحتلال حينما وثقت كاميرات الإعلام هرب جندي مدجج بالسلاح أمام شجاعة الشهيد العواودة وإقدامه كالأسد الهصور
ولا تزال صرخات الجندي الهارب أمام الشهيد إياد العواودة لم تفارق المكان ومن شاهد الحادثة ووثقها من الصحفيين
فخلال لحظات ساد المكان جلبة فشاب في العشرينيات من عمره يتشبث بسكين، ويلحق جنديا يحمل بندقيته وحوله عدد كبير من الجنود في منطقة رأس الجورة، ويتمكن إياد من طعنه قبل أن يسارع الجنود لإطلاق الرصاص.
كان الشهيد إياد يعمل في البناء بالداخل المحتل ووضعه المادي جيد لكن ذلك لم يمنعه من متابعة الأحداث وجرائم الاحتلال، خاصة أثناء الحرب على غزة، ويشتد غضبه عندما كان يسمع أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على فتاة أو طفل.
قبل يوم من تنفيذ العملية غادر إياد المنزل لمدينة الخليل وأبلغ العائلة أنه سيتوجه لتصليح هاتفه النقال، ولدى عودته جلس مع أشقائه، ولم يظهر عليه شيء وقام بسقاية نخلتين كان قد زرعهما قبل أيام، وأجلس شقيقه الصغير بجواره، لكنه لم ينم تلك الليلة – كما كتب في وصيته – وأمضاها ساجداً قائماً لله داعياً أن يتقبله شهيداً، وانطلق صباحاً وهو صائم لتنفيذ العملية.
إياد العواودة
وقد خط الشهيد بيده على نعش المسجد “لا إله إلا الله محمد رسول الله.. مرحبا بلقاء الله”.. التوقيع إياد العواودة، ولم تمضِ أيام حتى حُمل عليه ـولم يلحظ المواطنون ما كتبه إياد إلا بعد أيام من استشهاده، فكأنه اليقين والتخطيط للشهادة.
وقد شكل الشهيد رمزاً للبطولة والإقدام، وكسر صورة الجندي الإسرائيلي خلال انتفاضة القدس، وشجع الشبان على المزيد من العمليات البطولية.
ويبقى إياد العواودة وغيره من شهداء انتفاضة القدس نبراساً للشباب الفلسطيني اليوم، بما قدموه من تضحيات لأجل المسجد الأقصى، ورداً على جرائم الاحتلال المتصاعدة، ولما حملته ذكراهم من سيرة عطرة عنوانها الإقدام والبطولة وحب الوطن.