شهداء فلسطين

25 عاماً على رحيله وما زال العيّاش يرعبهم

خلال معركة سيف القدس بعد 25 عاماً على رحيل العياش عاد رعبه مجدداً، وهذه المرة في مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة، حيث أطلقت كتائب القسام لأول مرة صاروخها الجديد عياش 250، لتكون بذلك أدخلت كل شبر من فلسطين المحتلة تحت مرمى صواريخها.
وتحيي المقاومة الفلسطينية وكل أحرار وشرفاء العالم اليوم، ذكرى استشهاد المهندس؛ الذي ارتقى إلى العلا بتاريخ 5 كانون الأول 1996م.

رعب المهندس:

يحتل المهندس مكاناً بارزاً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وبصماته لا تزال حاضرة في الصراع مع المحتل.
خطط وأشرف يحيى عياش على تنفيذ أول عملية استشهادية نفذها الاستشهادي ساهر تمام (كتائب القسام)، وكانت له البصمات الأولى في تصنيع القنابل والأحزمة الناسفة، ليكون رعب العياش حاضراً في كل عملية استشهادية زلزلت العدو ومغتصبيه.

شكّل اسم المهندس عنوانً للرعب في صفوف المحتلين وشكلت عملياته النوعية توازناً للردع، بالرغم من الظروف الصعبة والمعقدة إلا أن العياش صنع الكثير من الملاحم البطولية التي نسفت نظرية الأمن الصهيونية، ودام رعبه حتى بعد استشهاده في كل قنبلة انفجرت داخل الأراضي المحتلة، مع عمليات الثأر المقدس التي قادها ونفذها رفاق العياش، وعاد مجدداً بعد 25 عاماً مع صاروخ قسامي يحمل اسمه ورعبه  العياش 250.

ابن كتائب القسام:

ترجع بدايات المهندس مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى وعلى وجه التحديد عامي 1990-1991م، إذ توصل إلى حل مشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، وتمكن من تصنيع هذه المواد باستخدام المواد الكيميائية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية فكانت العملية الأولى بتجهيز السيارة المفخخة في رامات غان، وبدأت على إثر ذلك المطاردة المتبادلة بين يحيى عياش والاحتلال الصهيوني وأجهزته الأمنية والعسكرية.
إذ قدر الله سبحانه وتعالى أن يكتشف العدو السيارة المفخخة في رامات غان بطريق الصدفة، وبعد تحقيق شديد وقاس مع المجاهدين الذين اعتقلا إثر العثور على السيارة المفخخة طبعت الشاباك اسم يحيى عبد اللطيف عياش في قائمة المطلوبين لديها للمرة الأولى.
يعتبر يوم الأحد 25 نيسان أبريل 1993م بداية المطاردة الرسمية ليحيى عياش ففي ذلك التاريخ غادر المهندس منزله ملتحقا برفاق الجهاد والمقاومة.
وخلال ثلاث سنوات كانت عمليات العياش تفرح قلوب الشعب الفلسطيني، وتدب الرعب في قلوب المحتلين الغاصبين، وخاب ظن الاحتلال وأجهزته القمعية التي حصدت الفشل في مخططاتها وتخبطت في رحلة البحث عن المهندس.

جمعة الشهادة:

الخامس من يناير 1996، وبعد شهور ممتلئة بالجهاد والمقاومة كان الموعد مع الشهادة حيث اغتيل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال وأقيمت له جنازة مهيبة في مدينة غزة>

بعد استشهاد المهندس، تواصلت مسيرة الجهاد حتى غدت كتائب القَسام تفخر بجيش من المهندسين، الذين لا تحيد بوصلتهم عن العمل الجاد والحقيقي من أجل تحرير فلسطين.
فقد قالها يحيى عياش: “لا تنزعجوا فلست وحدي مهندس التفجيرات، فهناك عدد كبير قد أصبح كذلك، وسيقضّون مضاجع المحتلين وأعوانهم بعون الله”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى