25 أيار عيد التحرير دم الشهداء يزهر انتصارات
“إنه يوم المهانة” بهذه الكلمات وصف قادة الاحتلال هزيمتهم مع جوقة عملائهم بقيادة العميل أنطوان لحد – من الجنوب اللبناني بعد 22 عاماً على احتلاله.
ظن المحتل الصهيوني أنه قادر على إخضاع الجنوب المقاوم لسلطته ولسلطة عملائه,فكانت أولى خطواته غزو لبنان عام 1978 لإبعاد الخطر الفلسطيني في ما عرف بعملية الليطاني واحتلال أجزاء من الجنوب,وواصل حربه المفتوحة لتصل إلى غزو العاصمة بيروت في العام 1982 التي واجهته بمقاومة شرسة في ظل صمت أنظمة رسمية عربية.
في غزو لبنان احتل الكيان الصهيوني (125) قرية لبنانية وأخضع (33) منها للميلشيات العميلة.لم يكن غزو بيروت إلا مقدمة المواجهة التي جعلت المحتل في حالة فقدان للتوازن.مقاومة شرسة أبدتها المقاومة الإسلامية التي بدأت توسع نطاق عملها في الجنوب اللبناني وتدك حصونه,وتوقع فيه القتلى.وازدادت وتيرة العمليات فقد كان معدل العمليات حتى العام 1994 حوالي (45) عملية شهرياً لترتفع الى (70) عملية في العام 1995 مع تطور نوعي في العتاد المستعمل والمتنوع في كل عملية.وارتفع مؤشر العمليات بشكل مضطرد لتصل معدل (120) عملية شهرياً حتى العام 1998 حيث بلغ حوالي (127) عملية شهرياً واستمرت العمليات البطولية بالتصاعد.
هذا التصاعد في العلميات وإيقاع القتلى في صفوف جنود الاحتلال والعملاء,شكل نقاشاً في المؤسسة الصهيونية حول إمكانية المواجهة المفتوحة مع حزب الله,وهل يمكن ذلك؟ – لكن الجواب كان سريعاً… أن قام الحزب بتصفية رؤوس من العملاء منهم عقل هاشم واقتحام أكثر المعسكرات تحصيناً.
كعادة الاحتلال ترك عملائه في 24 أيار 2000 بعد أن بدأ بسحب جنوده وآلياته على جنح الليل,والمقاومة تقتحم أشد حصونه.
في صباح 25 أيار 2000,كان مجاهدو حزب الله يعتلون الهضاب,ويلاحقون آخر فلول العملاء الذين تركهم قادة الاحتلال.ومنهم من سلم نفسه وسلاحه وهو في حالة فزع بعد أن وجد نفسه محاطا برجال المقاومة.
الجنوب كل الجنوب خرج عن بكرة أبيه….خرج إلى الساحات…اعتلى الدبابات التي تركها المحتل وعملائه…زغاريد الأمهات غاصت بها الساحات…معتقل الخيام كان ساحة عرس حقيقية وأبطال المقاومة يحررون أخوتهم.
بلغ عدد القرى اللبنانية التي تم تحريرها 125 قرية،بالإضافة إلى 33 قرية أخرى كانت تحتلها المليشيات العميلة للعدو الصهيوني أو ما كان يسمى بـ”جيش لبنان الجنوبي”.
وعد إلهي بالنصر…ببركة دماء الشهداء الذين واجهوا آلة الحرب الصهيونية خلال 22 عاماً والمقاومة تواصل طريقهم لتحرير كل بقعة من أرضها.
منارة دربنا دم سماحة السيد عباس الموسوي… الشيخ راغب حرب والشهيد أحمد قصير والشهيد بلال فحص…… والشهيدة سناء محيدلي والمئات… الذين قدموا أرواحهم لأجل استعادة الأرض .وتبقى المقاومة على عهد الشهداء…عهد الرجال رجال الله الذين يحملون أرواحهم على أكفهم.
عيد التحرير والكرامة…عيد دحر المحتل….سيبقى يوماً للنصر الإلهي…يوماً للكرامة…يوماً لعنوان المواجهة التي تتواصل لتحرير كل بقعة من أرضنا العربية المحتلة.