شهداء فلسطين

22 عاماً على اغتيال القائد أبو علي مصطفى

يوافق اليوم الأحد 27 أغسطس/ آب 2023م الذكرى الـ 22 لاغتيال القائد أبو علي مصطفى – الأمين العام للجبهة

الشعبية لتحرير فلسطين، الذي استشهد عام 2001 بقصف “إسرائيلي” استهدف مكتبه في مدينة رام الله وسط الضفة

الغربية المحتلة.

ويعد مصطفى أول قيادي تغتاله “إسرائيل” بصواريخها خلال انتفاضة الأقصى، إذ قصفت مروحيات الاحتلال بصاروخين

مكتبه في رام الله أثناء تواجده فيه؛ ما أدى إلى تفتت جسده واستشهاده على الفور.

عُرِف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمواقفه الوطنية خلال انتفاضة الأقصى، كما جمعته علاقات طيبة

مع الفصائل والقوى كافة، ومشهود له بالتفاني في عمله الجماهيري والسياسي لتحقيق أهداف وغايات شعبه.

وقبل جريمة الاغتيال تعرّض أبو علي مصطفى خلال مسيرته النضالية لعدة محاولات اغتيال، أبرزها كانت في بيروت

والأغوار الأردنية، لكنه استطاع مواصلة عمله بالسر والعلن.

ومنذ عودته إلى أرض الوطن عام 1999 بعد رحلة اغتراب طويلة أمضاها ما بين الأردن وسورية ولبنان، كان القيادي

الوطني الكبير يدرك أنّه في خطر دائم، لكنّه فضّل الموت في فلسطين.

تاريخه النضالي:

ولد مصطفى علي العلي الزبري في بلدة عرابة بمحافظة جنين عام 1938 حيث كان والده مزارعاً في البلدة، ودرس

المرحلة الأولى في بلدته ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد أسرته إلى عمّان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.

وفي سن الـ 17 ربيعاً انتسب أبو علي إلى حركة القوميين العرب التي أسسها جورج حبش – الأمين العام السابق للجبهة

الشعبية لتحرير فلسطين، عام 1955، وبعدها بعامين اعتقل أبو علي ومَثَل أمام محكمة عسكرية كما قضى خمس

سنوات في سجن “الجفر” الصحراوي بالأردن، وبعد خروجه من المعتقل تسلّم قيادة منطقة الشمال في الضفة المحتلة.

بالإضافة لذلك شارك مصطفى في تأسيس “الوحدة الفدائية الأولى” التي كانت معنية بالعمل داخل فلسطين، كما

خضع للدورة العسكرية لتخريج الضباط الفدائيين في مدرسة “أنشاص” المصرية عام 1965.

وفي أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالاتصال مع جورج حبش؛ لاستعادة العمل والبدء

بتأسيس مرحلة الكفاح المسلح.

ومنذ انطلاق الجبهة الشعبية، قاد أبو علي مصطفى دوريات الفدائيين الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن؛ لإعادة بناء

التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وخلال تلك الفترة، كان مطارداً من قوات الاحتلال واختفى لعدة أشهر في الضفة في بدايات التأسيس.

تولى أبو علي مصطفى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثمّ المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن

إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما شارك في معركة الكرامة 1970

وحرب جرش-عجلون في عام 1971.

وفي أعقاب حرب تموز 1971 غادر الأردن سراً إلى لبنان، وفي المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين

العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

العودة للوطن:

مع نهاية أيلول عام 1999، عاد أبو علي مصطفى إلى أرض الوطن، وقال مقولته التاريخية الشهيرة “عُدْنا لنقاوم وندافع

عن شعبنا وحقوقنا ولم نأتِ لنساوم”.

تولّى مصطفى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، ثمّ انتخب في المؤتمر الوطني السادس أميناً

عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وظل يشغل هذا المنصب حتى استشهاده عام 2001.

وطوال حياته مزج القيادي الوطني الكبير بين العمل السياسي والكفاح المسلح، وكان يردد دائماً أنّ الوسيلة الوحيدة

لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني هي المقاومة بجميع أشكالها.

الشهيد القائد أبو علي مصطفى - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
زر الذهاب إلى الأعلى