شهداء فلسطين
17 عاماً على استشهاد القائدين ذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة
مضيتم مرابطين فوق أرض الرباط حين عز الرباط، وخضتم القتال وأعنف القتال حين عز القتال، وحملتم السلاح في زمن عز فيه السلاح، قبضتم على جمرة الدين وجمرة الوطن، وصعدتم والدنيا من حولكم في هبوط وانحطاط، واشتعلتم بالفرح والأمل والدم حين انطفأ الآخرون، وأنتم ذاهبون إلى الشهادة فداء للأمة والوطن فيما قادة الأمة ماضون في غيهم، فكان موعدكم مع التاريخ، وكانت الأمة على موعد مع ثورتكم الباسلة، التي ولدت عملاقة، وشمخت بسواعدكم، فكانت الخليل على أبواب الوطن هي الملتقى، وهناك طاب اللقاء ذياب وعبد الرحيم، التقيتم محدقين ومحدقين في وجوه أبناء القردة والخنازير، ومطلقين رصاصكم ومحطمين بشجاعتكم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومفجرين بجماجمكم أسطورة شعب الله المختار.
موعد مع الشهادة
في يوم الخامس والعشرين من سبتمبر للعام 2003م وأثناء تحصن الشهيدان في أحد الجبال حاصرتهم قوة عسكرية كبيرة من جنود الاحتلال مدعومة بالدبابات والتعزيزات العسكرية، وبغطاء مروحي من الطائرات، متخذة من شقيق الشهيد ذياب درعاً بشرياً لكي يصل إلى ذياب ويوصل رسالة الأعداء له التي طالبوه عبرها للاستسلام، فرفض وقاوم حتى آخر نبضة في قلبه، ولم ترعبه الطائرات ولا مكبرات الصوت التي نادته بالاستسلام، وجرى اشتباك مسلح بين الشهيدين وجنود الاحتلال.
وبعد ساعات من إطلاق النار المتبادل، قامت الطائرات بقصف المكان بالصواريخ فاستشهد على الفور القائد ذياب ورفيقه عبد الرحيم التلاحمة وأصيب عمار الشويكي إصابة خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ليرتقي ذياب ورفيقه شهداء يوزعوا دمهم الطاهر على جداول فلسطين، وليستلم الراية منهم فرسان الغد الجديد الواعد بالنصر المحتوم القادم من عيونهم ومن أفواه بنادقهم، فهنيئا لكم أيها الأبطال، وسلام عليكم في الخالدين، وسلام على رفاقكم المجاهدين، في الخليل وحرمها، وفي جنين ومخيمها، وفي غزة وبحرها، ونابلس وقلعتها، وبيت لحم وكنيستها.
العدو يسلم جثمانهما الطاهر
وكانت قوات الاحتلال قد سلمت جثماني الشهيدين القائدين ذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة بتاريخ 31-5-2012م، بعد أن احتجزت جثمانهما الطاهر لمدة 9 أعوام بعد أن استشهدا في عملية اغتيال صهيونية بتاريخ 25-9-2003م في الخليل.