وصايا الشهداء

وصية الشهيد طلال سعيد عابد

{يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلاّ قَلِيلٌ، *إلا تنفروا يعذبكم عذابا ً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير }.

الحمد لله رب العالمين قاهر الطغاة والمتجبرين وناصر عباده المخلصين والصلاة والسلام على قائد المجاهدين وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الطاهرين، الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإيمان والجهاد وحب الإستشهاد في سبيل الله، الحمد لله ولا ينبغي الحمد إلاّ لله، يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى ونسألك يا ربنا أن ترزقنا شهادة لوجهك الكريم شهادة يُغفر بها ذنبي وأنال بها رفقة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ورفقة الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
يقول الله تبارك وتعالى{ قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين }.

شعبنا الصامد المرابط: سلام من عند الله تعالى ورحمته وبركاته، سلام الشهداء والربانيون سلام الدم والرصاص:- وبعد والله يا إخوتي ما أحد دفعني إلى هذا العمل إلاّ فقط لمرضاة ربي ونيل شهادة تشفي القلوب والانتقام من اليهود الغاصبين، قتلة الأنبياء والمرسلين والذي دفعني هو استجابة لأمر رب العالمين حينما قال في مُحكم التنزيل {انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.
والله حينما أقرأ هذه الآية أتحسر على نفسي ولأنني أقرأها ولا أعمل بها، ولكن الحمد لله الذي منّ عليّ بأن أعمل بها، يا إخوتي يا أبناء شعبي لو أردت أن أتحدث عن فضل الجهاد والشهداء لطالت وصيتي فالجهاد شرف الأمة إذا تركته الأمة ضاع شرفها والعياذ بالله.

أمّي الحنونة الغالية على قلبي إن كنتي فعلاً تحبيني يا أمي فافرحي لأن ابنكِ قد نال ما كان يحب ويتمنى، أمّي لا تحزني ففرحتي من هجرتي أن تريدين موعداً فغداً في الجنّة إن شاء الله فأنتي تعرفين ما مدى حبي للشهادة وأنا أمري بالله أنه لن يضيعني إن شاء الله فأنتِ مؤمنة وصابرة.

إلى أخي علاء وأخواتي أم عبد الله، وأم العربي، وأم مجد أنتم جميعاً تعرفون ما مدى حبي لكم ولكن حبي لربي أغلى وأكبر من كل شيء فقد أمر ربنا بأن نجاهد في سبيله فإن لم نكن نحن المجاهدين فمن سيكون لذا أوصيكم حينما تسمعوا خبر استشهادي أن تفرحوا وتحمدوا الله أنه قد رزق أخيكم الشهادة بإذن الله.

زوجتي الغالية أم محمد أرجو منكِ أن تسامحيني وتدعين لي وأن تفرحي عند سماعكِ خبر استشهادي فأنتِ أكثر الناس تعلمين ما مدى حبي للشهادة في سبيل الله كما وأوصيكِ بالأولاد رغد وضحى ومحمد، علميهم على حب الله والرسول أولاً، علميهم على الصلاة وقراءة القرآن وحسن الخُلُق ومحبّة الناس وأوصيكِ برغد وضحى أن تعلميهم على لبس الحجاب والجلباب.
أمّا بالنسبة لمحمد حافظي على هذه الوصية حتى يكبر ويسير على درب الجهاد والاستشهاد لأن الجهاد باقٍ إلى يوم الدين إن كنتم تريدون موعداً فغداً إن شاء الله في الجنّة مع إخواني الشهداء وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

إلى أصحابي وأبناء بلدتي: إنها نعم البشرى حينما تسمعون خبر استشهاد أخيكم (طلال) ووصيتي لكم أن تحافظوا على الصلاة وحب الله والرسول وحب الآخرين وأن تلتزموا بالجلسات الأسرية والإيمانية وأن تكثروا من جلسات الإيمان وعدم الحقد على الآخرين ويجب أن تكونوا رحماء فيما بينكم وأن تدعوا لمن خرج عن منهجنا بالهداية ولا تحقدوا عليهم وعليكم بالاجتهاد وبالدعوة إلى الله وخاصّة الدعوة الإنفرادية وأن تستمروا في قراءة القرآن الكريم وأن تثبتوا على هذه الدعوة ولا تلتفتوا إلى الدنيا ونعيمها لأن نعيمها زائل لا محال، ادعوا لي وسامحوني وأكثروا من قيام الليل والصيام لأنه شرف المؤمن كما وأوصيكم بمواصلة الجهاد ودعم المجاهدين كلٌ بما يستطيع لأنه واجب عليكم وسيسألكم الله عنه، فسيروا على درب الشهداء درب الياسين والرنتيسي والشهيد البطل الخلوق المحب لله وللدين أخي وحبيبي إبراهيم العابد وإخوانه الشهداء أخي محمد العابد وخالد درويش ونور مرعي ومحمد مرعي والشيخ المجاهد زياد ملايشه وجميع الشهداء.. إلى كل من أخطأت بحقه في يوم من الأيام اعلم أخي الحبيب أنّنا لسنا معصومين عن الخطأ فكل بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون فأطلب منكم أن تسامحوني وأن تدعوا ليتقبلني الله شهيداً.

إلى أبناء شعبي الصامدين، يجب عليكم أن تعلموا أن أرض فلسطين، أرض رباط إلى يوم الدين فلا تنخدعوا في الاتفاقيات الكاذبة فنحن واثقون بأنّ اليهود لا عهد لهم ولا ذمّة.

ماذا علمتنا إياه عقيدتنا وعلمتنا التجربة مع عدونا لقوله تعالى {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يُرضونكم بأفواههم وأكثرهم فاسقون} فهؤلاء اليهود إن أظهروا قوتهم علينا لا يعرفون فينا عهداً ولا قرابةً فهم قتلوا الأنبياء فماذا تتوقعون منهم وقد رأيتم بأم أعينكم ماذا يفعلون بأبناء شعبنا؟؟ فيجب عليكم أن تتحدوا جميعاً لتقتلعوا هذا العدو من أرضنا { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} فيجب أن تكونوا مع المقاومة والمجاهدين وكونوا واثقين بأن النصر للإسلام وكونوا جميعاً شهداء من أجل إعلاء كلمة لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله.
الشهداء أمانة في أعناقكم كما أن الدماء والوطن أمانة لا يُستهان بها والأمانة الكبرى أن يكون عملكم خالصاً لله عز وجل دون غيره، والمعركة مع الصهاينة حتى إلى إحدى الطريقين إمّا النصر أو الشهادة والصراع طويل لا يركن إلاّ الرجال الأقوياء.

يا أسود المعارك.. يا صهيل الخيول.. وسباق الأعراس إلى الفردوس.. نزلاً بإذن الباري..
لا أقول وداعاً بل إلى اللقاء..

اللهم أعزّ الإسلام.. اللهم أعزّ الإسلام.. اللهم أعزّ الإسلام..

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى