وصية الشهيد خالد محمد فؤاد أبو عسكر “أبو العز”
وصية الشهيد
الحمد لله رب العالمين، نحمدك يا ربنا حمداً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، نحبك يا ربنا حب العاشقين للنظر إلى وجهك الكريم, الحمد لك يا ربنا وأنت تشتري من المؤمنين أرواحهم .. والسلعة الجنة.. حيث تخاطبهم وتقول:” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون”.
والصلاة والسلام عليك يا حبيبي يا رسول الله يا خير البشر وأنت تعلمنا فنون الجهاد، وتتقدم الصفوف، وتربي المجاهدين، وتخرج الاستشهاديين، عليك الصلاة يا حبيبي وأنت تقول:” من لم يغز ولم تحدثه نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية”.
والصلاة والسلام على آلك وصحبك الكرام الذين ساروا على الدرب … وبعد/
فهذه وصية العبد الفقير والمشتاق إلى النظر إلى وجه ربه, والطالب لجنانه، والمشتاق لحور عينه:
خالد محمد فؤاد أبو عسكر… أبو العز
إخواني الأحباب/
أخط لكم كلماتي هذه بحبر قلمي، وأسأله تعالى أن تترجم إلى دماء تسيل بدل الحبر، عندما تُوَدّع المحابر والأقلام، ونخرج للدم والشهادة.
فالشهادة حياة مستمرة.. لا تنقطع بجوار رب الأكوان، العظيم المنان.
فالشهيد أيها الأخوة يخط بدمه أعظم الخطب، ويخط بدمه أعظم الدروس؛ فدماء الشهداء عندما تسيل تقول للناس في كل مكان وزمان:” فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة”.
ويقول للناس: إن دنياكم هذه جيفة، ولا تستحق الجري خلفها، والتنافس عليها.. لذا فليتوارى محبو الدنيا خجلاً.. فلا حياة إلا بالجهاد، ولا عزة إلا بالجهاد، ولا نصر إلا بالجهاد,, والمصير مرتبط ارتباطا حتمياً بالجهاد…
أمي الحبيبة/
يا حبيبتي ومهجة قلبي كفكفي دموعك يا أماه، ولا تهني ولا تحزني.. فلقد نلت أقصى ما أتمنى، ولقد أكرمني الله بالجنان…
مالي أراك حزينة يا أماه.. مالي أرى دموعك يا أماه.. لا تبكي يا حبيبتي.. أتبكي لأني بعت الدنيا واشتريت الآخرة؟! أتبكي لأني بجوار الله عزوجل؟! ألا ترضي أن أشفع لك عند ربي؟! ألا ترضي أن تكوني مثل الخنساء؟! ألا ترضي أن ألبسك تاج الوقار؟!
فيا أماه خلي الدمع والتنهيدا….. إن ابنك المقبور مات شهيداً
واصبري فإن موعدك الجنة,, أنت وأبي وإخوتي بإذن الله عزوجل.
أبي الغالي/
يا من وقفت في وجه المحن والخطوب، ويا من تحطمت أمام عزيمتك كل الكروب، أذكرك بحديث المصطفى(صلى الله عليه وسلم ):”إذا مات ابن العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم مهجة فؤاده؟ فيقولون: نعم ، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد.
وسامحني يا أبي إن قصرت في حقك يوماً من الأيام، أو عاندتك يوما، أرجوك أن تسامحني وتدعو لي بالقبول والمغفرة, وأوصيك بأمي خيراً وبإخوتي خيراً، وملتقانا في الجنان بإذن الله تعالى.
إلى كل أقاربي وأفراد عائلتي الكريمة/
أوصيكم بتقوى الله عزوجل وأوصيكم بالالتزام وبالصلاة والصيام والقيام، وأوصيكم بالالتزام في المساجد، وأوصيكم بأولادكم خيراً، دلوهم على المساجد وربوهم على موائد القرآن الكريم، لأنهم أمانة في أعناقكم.
إلى إخواني شباب مسجد أبو بكر الصديق/
إني أحبكم في الله يا أيها الأحباب الغوالي، ويا من عشت معكم أجمل الأيام، وأروع اللحظات، أوصيكم بمسجدنا خيراً، والذي قصرت في حقه ، وفي حقكم أيضا. أوصيكم بالالتزام في كل الصلوات جماعة خاصة الفجر، وأوصيكم بدعوتنا خيراً وبمشايخنا خيراً.. حافظوا عليهم واسمعوا لهم وأطيعوا, فإنهم والله تيجان على الرؤوس، وسامحوني إن أخطأت في حق أحدكم، وادعوا لي بالقبول وألحوا على الله بالدعاء لي حتى يكتبني في عليين وفي الفردوس الأعلى.
إلى إخواني شباب مسجد الحق/
أيها الأحباب الغوالي.. يا قرة العين ومهجة الفؤاد، وأنا أكتب لإخواني في مسجدي أبو بكر الصديق، انتابني شعور أنني نسيت مسجدي الأول حيث هناك تربيت وترعرعت، ولكني أردت أن أؤخر الحديث معكم قليلاً حتى أنفرد في الحديث، كيف أنساكم؟! وأنا بينكم عشت أجمل الأيام وبينكم نشأت على طاعة الله وعلى حب الجهاد، فأنتم والله من علمني الثبات والشهامة، والرجولة، ويكفيني فخراً أنني يوماً من الأيام عشت معكم، ويكفيني فخراً أنني تربيت على أيدي أفضل مشايخ الدنيا في مسجدكم، فسامحوني أيها الأحباب ولا تنسوني من صالح الدعوات، ولا تنسوا أن تجلسوا عند قبري… والدعاء لي.
إلى مشايخي وكل من له فضل علي/
أقول لكم من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإني والله لا أعرف كيف أشكركم، وكيف أرد الجميل لكم أيها العظماء، يا من أتعبتكم وتحملتموني، رغماً عن أنفسكم، سامحوني على تقصيري بحقكم، أو إن تلفظت بكلمة لا تليق بكم، فإني الآن أرجوكم أن تسامحوني، وادعوا لي عسى ربي أن يرحمني ويتقبلني، وملتقانا في الجنان هناك حيث النعيم الأبدي.
إلى إخواني شباب رفح، وعلى رأسهم شباب مسجد النور والأبرار وعباد الرحمن وعموم شباب رفح الأحباب من الجنينة إلى السلطان مرورا بالبلد والبرازيل/
والله يا إخواني.. إني أحبكم في الله كثيراً، فكم كنت أرتاح معكم، وكم كنت أحب أن أجالسكم وأن أزوركم، وكم كنت أفرح عندما أراكم أو عندما تزوروني، فأنتم والله تاج الرؤوس وقرة العيون، يا أهل الجنوب، سلامي إلى شباب مسجد الأبرار،وإلى مسجد عباد الرحمن وسلامي إلى شباب مسجد النور، قرة العيون الأطهار، فكم كنت أحبكم وأحب مسجدكم وكم كنت أرتاح بالصلاة فيه، كيف لا أحبه ويؤمه المئات في صلاة الفجر، سامحوني إن أخطأت في حقكم، أو إن أسأت إليكم، وأسألكم بالله أن تدعو لي بالقبول وأن يرحمني الله ويرزقني الجنان، وملتقانا في الجنة بإذن الله رب العالمين.
إلى إخواني في كتائب القسام
إليكم أيها الرجال الأطهار يا من بايعنا معاً على أن نحمل أرواحنا على أكفنا ونقدمها قرباناً لله عزوجل أيها الأحباب أوصيكم بأن تحافظوا على هذه الأمانة التي أودعها الله إليكم، وأن تسيروا على درب الشهداء ولا تتراجعوا أبداً عن طريقهم، وأوصيكم بأن تحافظوا على الهمة التي أعطاكم إياها الله عزوجل، وأن تبقوا على نهج الالتزام الذي أنتم فيه من صلاة وصيام وقيام وجهاد ورباط وصبر على وداع الأحباب.
وأوصيكم باليهود وبالأخص قواتهم الخاصة، عليكم بهم، اكمنوا لهم مهما استطعتم وبإذن الله سيفتح الله على أيديكم، ووالله إن الفرج قريب وقريباً سيكرمكم الله بأن تقتلوا منهم وتخطفوا منهم بإذنه تعالى، لكن القضية تحتاج إلى صبر وإلى إيمان عظيم بالله عزوجل وبقدره، وتحتاج إلى تقوية العلاقات مع الله عزوجل.
وأوصيكم بقيادتنا الحبيبة خيراً، قيادة القسام والدعوة وكل قياداتنا خيراً؛ فأنتم الدرع الحامي لهم بإذن الله، اسمعوا وأطيعوا لهم فهم الذين ربونا وأوصلونا إلى ما نحن فيه، وعلى رأسهم قائدنا وحبيبنا ووالدنا قائد لواء الشمال الغالي/ أبو أنس.
يا أسود الحرب.. يا رجال القسام.. يا أبناء الوحدة الخاصة يا أصحاب المعنويات العالية الشامخة في السماء، إني أحبكم في الله وأسأل الله عزوجل أن يجمع خاصتنا تحت ظلال عرش الرحمن يوم القيامة، بإذن الله تعالى.
إلى إخواني في مجموعتي القسامية في سرية الشهيد عبد العزيز الأشقر وفي كتيبة الشهيد القائد عماد عقل/
إني أحبكم في الله يا أغلى الناس على القلب، أحبكم حباً قد سيطر على قلبي يا من سكنتم القلب، والله إني كلما أتذكركم أتذكر العزة والكرامة، أتذكر الشهامة حيث كانت بدايتي معكم من أول الطريق الجهادي في سبيل الله، كم أحبكم وأحب اللحظات التي قضيتها معكم، فكنت معكم على السراء والضراء، وعلى الخير والشر، وكنا معاً نمرح سوياً، ونقضي أوقاتاً مرحة مع بعضنا البعض، أوصيكم بالطريق وأن لا تحيدوا عنه أبداً، وأن نلتقي في الجنة كما بايعنا من أول الطريق، فقد بايعت معكم أن نستشهد مع بعضنا البعض لكنه حب الله عزوجل، والشوق له وللأحباب، آثرت لقاء الله على لقائكم،وآثرت لقاء الأحباب عمي الحبيب أحمد أبو عسكر وعماد الهندي وعبد الرحمن النجار ومحمد حميد، آثرت لقاء الأحباب غسان ارحيم ومحمود أبو سمرة وأحمد أبو سليمان والذين بإذن الله سألحق بهم على ذات الطريق، ولقد كنت أقول في نفسي أن أستشهد قبلهم حتى لا أتحسر على أحدهم، والله يعلم ذلك، لذلك إن أردتم مني موعداً فموعدنا تحت ظلال الرحمن، بإذن الله رب العالمين، ولا تطيلوا علي في الغياب.. الطريق أمامكم وما عليكم إلا لحظة الصدق مع النفس ثم اختاروا الطريق.. وتقبلوا حبي لكم في الله
إلى كل من عرفني وإلى كل الأحباب من جميع المساجد والأقطار.. أكتب لكم كلمات أخيرة من القلب إلى القلب/
أيها الغوالي… اعلموا جيداً بأن الأوقات تمضي، والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد… فيقول الله تعالى:”وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون”.
وسامحوني على كل ما بدر مني وادعوا لي بالمغفرة والقبول .. وإلى كل من له حق علي أن يأخذه من أهلي.. واعلموا بأني قد سامحتكم والله من كل قلبي.. فسامحوني.
وإليك يا أخي ورفيق دربي في الجهاد وفي كل مكان/
هذي سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي
وأخيراً وليس بآخر سامحوني جميعاً، ومن أحبني وأراد مني موعداً فالموعد والملتقى الجنة.
وإلى لقاء ثانٍ في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .