وصايا الشهداء

وصية الشهيد المجاهد “أحمد عايد أحمد الفقيه”

أحد منفذي عملية مغتصبة “عتنائيل”

الحمد لله رب العالمين والصلاة وسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى من ولاه إلى يوم الدين. يقول تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. والقائل: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 

وصدق رسولنا الكريم: (في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض).

تحية طيبة وبعد:

إخواني الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يا أبي وأمي، يا اعز الناس إلى قلبي، يا إخواني يا أصحابي إن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل حياة وخير من أي حياة، والله أنها لبئس حياة يتحكم بها الطغاة والمستكبرون والله إنها لشهادة لا تنتهي في ليلة ولا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شريداً أو شهيداً.

 

لقد اخترت هذا الطريق لإيماني العميق بهذا الطريق، طريق الجنة، طريق مرضاة الله وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبلني شهيداً في سبيله.

 

فلا تهنوا ولا تحزنوا لفراقي فإذا كان هذا طريق الفراق إلى جوار ملك الملوك فإنه خير فراق.

 

إلى أمي الحنونة الغالية، إخواني و أخواتي:

أوصيكم ونفسي بإتباع منهج الحياة الأبدية القرآن الكريم وسنة رسوله الذي يريح الحال والبال.

 

أوصيكم بعدم ترك صلاة الفجر والصلوات كلها فإن تركها يخلفه نار جهنم نار شديد الحر والله إنا لا نقوى على حرها، فلا تحرموا رضا الله وجنته بإذن الله.

 

أعلم يا أحبابي أنه الفراق ولكن الجنة تطلبنا بإذن الله أن هبوا والأقصى يشتكي ظلم الظالمين ينادينا أيضاً أن هبوا.

 

فيا إخواني إنني أكتب كلماتي هذه والعين لتدمع لما عليه واقع الأمة الحزين، فذاك يغتاب، وذاك عاق لوالديه وذلك لا يهمه دين ولا وطن، فاسألوا الله الهداية لي ولكم، وأعبدوا الله كأنكم تروه، وابتعدوا عما يغضبه سبحانه فلا تغرنكم الحياة الدنيا في دار ممر وليست دار مقر.

 

إلى أبي الغالي وأمي الغالية يا أهلي:

أوصيكم أن تبذلوا كل جهد مستطاع لتحفيظ أخواتي وإخوتي ما تيسر من القرآن الكريم والحديث الشريف، وكذلك متابعتهم في دروسهم والتعلم، فلا بد أن يتميز المؤمن عن غيره بثقافته وقبل كل شيء بدينه الإسلام، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ صدق الله العظيم.

 

أوصيكم إخواني أخواتي بأبي وأمي وأخي الصغير فراس وأن تطيعوهما فالجنة تحت أقدام الأمهات وكذلك أوصيكم إن تتعلموا القرآن وأن تجتهدوا في دروسكم، ابتداء من أخي الذكي يوسف والعبقري أكرم والمتميز محمد، والبطل فراس.

 

وكذلك أخواتي العزيزات أوصيكن بأن تلتزمن الحجاب فهو خير ساتر لكنَّ وكذلك الإهتمام بدروسكنَّ فهي المعين في المستقبل، أختي العزيزة ياسمين ونسيم ونائلة والأمورة الحبيبة إسراء، أوصيكم بتقوى الله وطاعته وبإخوانكنَّ وأبي وأمي خيراً وخاصة أمي الحنونة التي تعبت كثيراً لكي تربينا، ولطالما سهرت على راحتنا ونحن نيام لكي تغطينا عن برد الليل لها عنا خير جزاء بإذن الله.

 

وأخيراً أقول لأبي وأمي ولا تحزنوا سامحوني إذا أخطأت في حقكم يوماً من الأيام، وأقول لأصدقائي جميعاً سامحوني و إلى أقربائي جميعاً أقول لكم سامحوني إذا أخطأت في حقكم يوماً في هذه الدنيا وأقول لكل من له علي حق أو دين أن يراجع أهلي وإخواني لأخذ حقوقهم إن شاء الله وإنني أسامح كل شخص أخطأ في حقي أو لي عنده دين أو غيره.

 

أخوكم المحب لكم أحمد عايد الفقيه (أبو عايد)

وأسأل الله أن يجمعني معكم في جناته سبحانه وتعالى ويكتبني من الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.

 

إبنكم الشهيد الحي (أحمد عايد الفقيه)

 

زر الذهاب إلى الأعلى