هآرتس: مفتاح وقف إطلاق النار لم يكن بيد “إسرائيل”
صحيفة هآرتس: مفتاح وقف إطلاق النار لم يكن بيد “إسرائيل”
كانت الإنجازات الميدانية لسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، خلال معركة “ثأر الأحرار”، تمدّ المفاوضين من حركة الجهاد الإسلامي
في مصر، بأوراق القوّة.
وكلما خرجت الأخبار عن فشل المفاوضات، كانت السرايا توسّع من دائرة النار ومن استهدافاتها.
كذلك استدرجت ضربات المقاومة الاحتلال إلى مواجهة أطول مما كان يتوقع، وجعلت من رضوخه لشروط المقاومة أمراً ضرورياً؛ لوقف
حالة الاستنزاف في جبهته الداخلية.
وحتّى عندما خرج الدخان الأبيض للاتفاق، كانت الرشقات الصاروخية تنطلق نحو مستوطنات الغلاف و “تل أبيب”، حاملةً الرسائل من
الميدان إلى الاحتلال.
هذه “المناورة” بين الميدان وطاولة التفاوض أدت في نهاية المطاف إلى اتفاق وقف إطلاق النار بشروط المقاومة في غزة.
وهنا رأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، أنّ “إسرائيل واجهت صعوبة في إملاء استراتيجية خروج
من العملية، في الوقت والظروف التي تناسبها.. ولم يكن مفتاح وقف إطلاق النار بيدها”.
المقال المترجم عن الأصلي في صحيفة هآرتس:
“بعد جهود متعددة، تمكنت المخابرات المصرية من تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بعد ما يقرب
من خمسة أيام من القتال.
رسمياً، كان من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة 10:00 مساء.
لكن في هذا الوقت تقريباً، تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة على منطقة سديروت والمستوطنات المحيطة بغزة – بالإضافة إلى صاروخ واحد
باتجاه وسط إسرائيل – فيما يبدو أنه محاولة من الجهاد لتوجيه الضربة الأخيرة في جولة الضربات المتبادلة.
وطوال اليومين الماضيين، علَّقت إسرائيل أملها على المخابرات المصرية، بأن تنجح في تحقيق وقف لإطلاق النار وأن يستمر بعد دخوله حيز التنفيذ.
ليست هذه هي المرة الأولى التي بدا فيها أنه من الأسهل على الحكومة الإسرائيلية أن تبدأ تحركاً عسكرياً في غزة بدلاً من إنهائه.
إسرائيل، رغم تفوقها العسكري المتميز، واجهت صعوبة في إملاء استراتيجية خروج من العملية، في الوقت والظروف التي تناسبها.
كان من الواضح لإسرائيل أنه لم يعد هناك الكثير لتكسبه من استمرار العملية، وأنه كلما طال أمدها، كان من الصعب تحديد وضرب أهداف في غزة.
هذا هو السبب الذي جعل كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي والشين بيت يوصون الحكومة منذ يوم الخميس بالسعي من أجل وقف إطلاق النار.
على الصعيد السياسي أيضاً، شكّل استمرار الحملة خطراً على صانعي القرار، إذ كان من الممكن أن يتسبب استمرار إطلاق الصواريخ
على الجبهة الداخلية في فقدان صبر الجمهور، وتقليص التأييد لأعمال الحكومة.
مفتاح وقف إطلاق النار لم يكن بيد إسرائيل.
ربما تعلَّم الجهاد الإسلامي الدروس من الجولة السابقة التي استمرت ثلاثة أيام، عملية “الفجر” في آب من العام الماضي، وأراد أن يستمر
الصراع لفترة أطول.
فالقدرة على الاستمرار والصمود في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي يمكن اعتبارها إنجازاً في حد ذاتها.
في المؤسسة الأمنية، بنينا على العلاقة الوثيقة التي نشأت بين رئيس المخابرات المصرية – عباس كمال، والأمين العام للجهاد – زياد نخالة،
لكن ذلك لم يسفر عن نتائج سريعة”.