منشورات تهديد تستهدف المقدسيين المدافعين عن الأقصى
لم يدع الاحتلال “الإسرائيلي” وسيلة إلا استخدمها لفرض العقاب الجماعي على المقدسيين، معتبراً الدفاع عن الأقصى
المبارك والتصدي لاقتحامات المستوطنين “تهمة يجب أن يُعاقب فاعلها”.
ومن ضمن هذه الإجراءات العقابية، علقت شرطة الاحتلال منشورات موجهة إلى الأهالي في بلدتي العيسوية وجبل
المكبر بالقدس المحتلة، تحمل تهديدات باتخاذ إجراءات مختلفة ضدهم.
وجاء في المنشورات أن “أهالي العيسوية وجبل المكبر شاركوا في رمضان الماضي بأعمال شغب في الحرم الشريف
أثرت بشكل سلبي على هذا المكان المقدس وعلى حرية العبادة فيه، ونعلمكم أننا لن نسمح بتكرار ما حدث من إخلال
بالنظام ولن نتساهل، وسنعمل بكل الوسائل اللازمة للقضاء على خرق القانون”.
وخلال رمضان الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين والمعتكفين فيه
بالضرب بالعصي، وباستخدام قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، واعتقلت في ليلة واحدة 500 شاب.
وصباح اليوم الثلاثاء 19 أيلول / سبتمبر 2023م، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية، وداهمت عدة منازل، ومن ثم
علقت منشورات على أحيائها وجدرانها تهدد باتخاذ إجراءات ضد أهالي البلدة.
وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال قبل يومين بلدة جبل المكبر، وعلقت منشورات مماثلة في شوارعها، لكن الأهالي أكدوا
أنهم خط الدفاع الأول عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
توعد وإرهاب:
عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص يقول: إن شرطة الاحتلال تحاول إرهاب وتخويف المقدسيين، من
خلال تلك المنشورات، لثنيهم عن الدفاع عن المسجد الأقصى، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات واقتحامات مستمرة
تتصاعد وتيرتها خلال موسم الأعياد اليهودية.
كما يوضح أبو الحمص، في حديثه لوكالة أنباء، أن الاحتلال توعد الشبان الثائرين المدافعين عن الأقصى باستخدام كل
الوسائل اللازمة ضدهم، في محاولة لإرهابهم، ولاسيما الذين جرى اعتقالهم خلال أحداث رمضان الماضي، التي شهدها
المسجد المبارك.
ويضيف “نحن كمسلمين أصحاب الحق في مقدساتنا ومسجدنا، نُمنع من دخوله على مرأى العالم، ومن ممارسة حقنا
في حرية العبادة، في وقت يسمح للمتطرفين باقتحامه وتدنيسه”.
ووفقاً لأبو الحمص، فإن “شرطة الاحتلال تريد أن تقول للمقدسيين أننا موجودون، ولن نسمح بأي أحداث تقع داخل
الأقصى، وسنتخذ كل الإجراءات العقابية ضد من يشارك فيها”.
بالإضافة لذلك يتابع بقوله: “لن ترهبنا إجراءات الاحتلال التعسفية، ولن تثنينا عن الدفاع عن الأقصى، رغم الاعتقال
والإبعاد والتنكيل بالمرابطين والمرابطات، كما حدث مع نفيسة خويص وأبو بكر الشيمي وعايدة الصيداوي، وغيرهم”.
“وحتى لو أُبعدنا ومُنعنا من الدخول، فإننا سنرابط عند أبوابه، لأن الاحتلال بلغة الوعيد والتهديد يعني أنه فاقد للسيطرة
والسيادة على المسجد الأقصى”.
إجراءات ظالمة:
ويستخدم الاحتلال عديد الأساليب من أجل إدخال الخوف في قلوب الناس، وإبعادهم عن الهم الوطني والدفاع عن
المقدسات، وفي مقدمها المسجد الأقصى، وفق رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب.
كما يضيف أبو عصب، في حديثه لوكالة أنباء، أن الاحتلال يمارس كل إجراءاته الظالمة في مدينة القدس، من بطش
وتنكيل واعتقال وإبعاد، واستهداف للأرزاق، بالإضافة إلى لغة التهديد، بهدف زيادة الضغط على المقدسيين، وإبعادهم
عن مدينتهم، والدفاع عنها ومقدساتها.
ويوضح أن الاحتلال يعتبر الدفاع عن الأقصى “تهمة يجب معاقبة كل شخص له دور فيها، لذلك يعتقل كل من يواظبون
على الصلاة بالمسجد، ويسهمون في حفظ النظام، ويساعدون الناس ويؤدون دورهم وخدماتهم داخله، وكل من يشارك
في حلقات الذكر والقرآن الكريم”.
كما يتابع بقوله: “وحتى التهم التي يوجهها الاحتلال لأبناء شعبنا في القدس يقوم بشيطنتها وربطها بتنظيم أو اتجاه
معين، وبعدها يُحاكم المعتقل عليها”.
بالإضافة لذلك يبين أن “الاحتلال ينظر إلى القضية من الزاوية السيادية، ويزعم أن أي تجمع أو نشاط داخل الأقصى
والقدس يكون مدعوماً من جهة معينة”، مؤكداً أن هذا “تزوير للحقائق، من أجل تبرير جرائمه بحق شعبنا ومقدساته”.
اقرأ أيضاً: اقتحام واسع للمسجد الأقصى واعتداءات على المرابطين في “رأس السنة العبرية”