معركة جنين 2002.. 58 شهيد مقابل 55 قتيل صهيوني
هذه المعركة الضارية دارت في أزقة المخيم خلال فترة الانتفاضة الثانية منذ (2نيسان 2002 – 15 نيسان2002) بين 200 من المجاهدين مسلحين بأسلحة خفيفة وكتيبة عسكرية صهيونية مجهزة بالدبابات وطائرات الأباتشي.
وقد اقتحم الجيش الصهيوني مخيم جنين ضمن خطة حكومة شارون لاجتياح الضفة الغربية فيما سمي بعملية “السور الواقي”، والتي تم الاعداد والتدريب عليها لها بحسب اعترافات رئيس الأركان للجيش المحتل موشي يعلون منذ زمن تحسبا لأي عمليات فدائية فلسطينية مستقبلية، حيث هدفت العملية الإسرائيلية للقضاء على المجموعات الفلسطينية المقاومة، إلا أن وقوع عملية فندق نتانيا الفدائية، عجلت من تنفيذها.
واستمرت عملية الاجتياح خمسة عشر يومًا، نكلت قوات الاحتلال مدعومة بالدبابات وناقلات الجنود وطائرات الأباتشي، خلالها بالمدنيين الفلسطينيين، مما أدى لاستشهاد العشرات واعتقال المئات، وقد تكبدت قوات الاحتلال خسائر جسيمة، في حين تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل.
نتائج المعركة
استشهد في هذه المعركة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا ، واعترف الجانب الصهيوني بمقتل 23 من جنودة قتل منهم 14 في يوم واحد 12 منهم في كمين للمقاتلين الفلسطينيين الذين يقولون ان العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل العدد المتوقع إلى 55 قتيل.
ويقع مخيم جنين غربي مدينة جنين، ويعتبر أكبر مخيم في المحافظة، وثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية، ويقدر عدد سكانه بحوالي 20 ألف نسمة، وينحدر أصل سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل (شمال فلسطين المحتلة عام 1948).
لم تكن المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين لتحقق ما حققته من إنجازات شهد بها العدو قبل الصديق دون تخطيط محكم و إدراك واعٍ لطبيعة المعركة و استعداد استمر لعدة أشهر ، إذ يكفي أن يقال إن المقاومة الموحدة في مخيم جنين بدأت بتحضير نفسها لهذه العملية عبر جمع السلاح و تدريب المقاتلين و وضع الخطط و ما إلى ذلك منذ نهاية الاجتياح السابق للمخيم ، و الذي اندحرت فيه قوات العدو الصهيوني من المخيم بعد ستة أيام من المعارك الشرسة دون أن تتمكن من اقتحامه ، و ذلك في ما سمي بحرب المخيمات ، المقاومة في المخيم أدخلت في حساباتها كل شيء ، و لم تترك أمرا واحدا دون تدبير ، فبادئ ذي بدء كانت هناك غرفة العمليات المشتركة للمقاومين ، و هي التي تدير مقاتلي كتائب القسام و كتائب شهداء الأقصى و سرايا القدس ، رغم وجود مرجعية ميدانية لهؤلاء المقاتلين كل حسب قيادته التنظيمية ، فكان الشهيد محمود أبو حلوة ، قائدا ميدانيا لمجموعات القسام العاملة في هذه المعركة ، و كان الشهيد محمود طوالبة قائدا ميدانيا لسرايا القدس ، و كان المعتقل جمال حويل قائدا ميدانيا لكتائب الأقصى في أرض المعركة ، أما الشهيد يوسف ريحان قبها “أبو جندل” فكان يرأس فرقة من الأمن الفلسطيني تخوض بقيادته المعارك في المخيم خلال الاجتياحات المتتالية السبعة له ،