قصص الشهداء

مجزرة شفا عمر ذكرى تأبى أن تفارق

 

إحدى عشر عاماً مروا على جرح لن يندمل… في تاريخ من صمدوا في الوطن ليقارعوا دولة الإحتلال  ،لتبقى شفا عمر شاهدة على الاجرام وعلى العنصرية الإسرائيلية .

الرابع من آب 2005،ذلك اليوم تغيّر تاريخُ شفاعمرو، وتغيّرت ناس المدينة، وصارَت اللحمة أقرب مِن أيِ وقتٍ مضى، فقد استشهد أربعة من أبناء هذه المدينة في مجزرة يندى لها الجبين، عندما نفذ الإرهابي”تان زادة “19 عمره جريمته ،وهو جندي في الجيش الصهيوني  وفار من الخدمة فيه ،متدين ومقرب من نشطاء حركة ” كاخ ” الارهابية .

استقل المجرم ” تان زادة “حافلة ركاب تابعة لشركة “إيجيد” تمر في مدينة شفاعمرو معه  حقيبة بداخلها رشاش “م16 “،جلس في المقعد الإخير من الحافلة ، ينتظراللحظة المناسبة لتنفيذ جريمته ، فبدأ بأطلاق النار على ركاب الحافلة مما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين  ،”الشهيد سائق ميشيل بحوث ، الشهيد نادر حايك ، الشهيدتان الشقيقتان هزار ودينا تركي ”  وإصابة 15 أخرىن وعندما نفذت ذخيرة الجندي قام مجموعة شبان من شفاعمرو  بماهجمته وإنهالوا عليه بضرب المبرح حتى الموت . وقد إدين 6 شباب شفاعمريين بعلاقتهم بقتل الإرهابي زادة، ويقبع عدد منهم في السجن حتى اليوم

أما الشبان الأبطال الستة الشفاعمريين الذين دافعوا عن شرف المدينة وأهلها وشهدائها، فقد حوكموا، محاكمة الأبطال الذين حموا المدينة ،  وهؤلاء الشبان حتى الآن في سجون الاحتلال بتهمة قتل جندي اسرائيلي .

والدة الشهيدتين هزار ودينا تركي، ترفض كلمة نسيان: لن أنسى ولن أغفر. الجرح أعمق من أن يجف مكانه
وتتابع ام عزات: “لن أنسى أنهم حولوا الفرح في البيت الى حزنٍ مستمر، أغلقوا الباب الذي كانت تُطلُ منه الحياة الحلوة… زهرتان في البيت ذبلتا، ورغم مرور سنوات عديدة  الا ان الذكريات تأبى أن تفارقنا”، ورغم ما قالته الا انها تعتبر نفسها قوية، بالموجودين  بالأبناء والبنات، وبالجماهير العربية التي تُشارك العائلة في حزنها الكبير .
وتستغرب والدة الشهيدتين، زج الشباب الذين دافعوا عن أهل شفاعمرو بالسجن: “بدلاً من محاكمة المجرمين ومن يقف ورائهم يُحاسَب الضحية؟! فأيُ مهزلةٍ ترتكبها هذه الدولة الغاصبة…

 

زر الذهاب إلى الأعلى