قصص الشهداء

مجزرة اللد(2)

مذبحة جامع دهمش

بعد أن ارتكبت قوات البالماخ مجزرة في اليوم الأول للمذبحة الثلاثية، وتخلى المتطوعين من جنود الفيلق العربي عن المدينة. أمرت قوات الاحتلال السكان بالتوجه إلى جامع دهمش ليستجيب الكثير منهم هروباً من نيران القصف والرشاشات .

إلا أن حرمة الأماكن الدينية لم تمنع قوات الاحتلال من اقتحام المسجد ليفتحوا نيران رشاشاتهم ويقتلون كل ما يوجد في الجامع. ولم تنتهي مجزرتهم عند هذا الحد بل قاموا بإخراج الجثث وحرقها أمام بوابة المقبرة.

استمر اغلاق المسجد منذ عام 1948من قبل سلطات الاحتلال، وذلك لإخفاء بشاعة ما حدث داخل المسجد من مشاهد مرعبة، فظل مهجوراً حتى عام 1994 ليتم ترميمه وفتحه من جديد ليكون شاهداً على جرائم الاحتلال .

كانت مذبجة جامع دهمش المذبحة الثانية في هذه المذبحة الثلاثية. التي انتهكت فيها كل الاتفاقيات والقوانين والتشريعات والأعراف. حيث تقوم قوات الاحتلال بتجمع السكان لحمايتهم في مكان للعبادة ومن ثم تقتلهم داخل المسجد لتحرق جثثهم. أي حقد زرع في قلوبهم؟.

على سبيل الذكر في خرق قوات الاحتلال للقوانين والاتفاقيات الدولية:

  • ينص في الملحق (البروتوكول) الثاني الإضافي إلى اتفاقيات جنيف المعقودة في 12 آب / أغسطس 1949المتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية، في المــادة 16 ( حماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة): “يحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية، أو الأعمال الفنية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب، واستخدامها في دعم المجهود الحربي، وذلك دون الإخلال بأحكام اتفاقية لاهاي بحماية الأعيان الثقافية في حالة النزاع المسلح والمعقودة في 14 آيار / مايو 1954”.
  • وفي المادة 13(حماية السكان المدنيين):

1 .يتمتع السكان المدنيون والأشخاص المدنيون بحماية عامة من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية ويجب لإضفاء          فاعلية على هذه الحماية مراعاة القواعد التالية دوماً.

2.لايجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد           به    الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين.

  • وفي المادة 14 (حماية الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين غلى قيد الحياة): ” يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال. ومن ثم يحظر، توصلاً لذلك، مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة مثالها المواد الغذائي والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل…”
  • كما تحظر اتفاقية جينف الأولى لتحسين الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان المؤرخة في 12آب/1949، في المادة (3) الأفعال التالية فيما يتعلق بالأشخاص: ” الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب”.
  • وفي المادة (17): ” لا يجوز حرق الجثث إلا لأسباب صحية قهرية أو لأسباب تتعلق بديانة المتوفى. وفي حالة الحرق، تبين أسبابه وظروفه بالتفصيل في شهادة الوفاة أو في قائمة أسماء الموتى المصدق عليها”.

ينتهي اليوم الثاني لمجزرة اللد بما يقارب 176 شهيد ليصل حصيلة الشهداء إلى 426 شهيد، في حين تقول المصادر الصهيونية بأن عدد قتلى عملية داني لا يتجاوز 250 قتيل.

 

يتبع ….

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى