قصص الشهداء

مجزرة اللد (١)

 

كي لاننسى الخامس من شهر رمضان 10 تموز 1948

 

تقع مدينة اللد على مسافة 38كم شمال غرب القدس و16كم جنوب شرق مدينة يافا و5كم شمال شرق الرملة. حيث تعتبر مدينة اللد الكنعانية من أقدم وأهم المدن الفلسطينية تاريخيا” وجغرافيا”، فقد كانت عاصمة فلسطين بالعهد الروماني، وعاصمة جند فلسطين في عهد عمرو بن العاص سنة 636.

ذكرت مدينة اللد منذ القدم في الكتب، على سبيل المثال كتاب [تاريخ اليهود] الذي قيل عنها: ” إنها قرية لا يقل حجمها عن مدينة”.

كما ذكرت في المصادر الدينية المسيحية واليهودية باسم لود.

تأتي أهمية مدينة اللد من المعالم الأثرية الدينية كقبر القديس جورجيوس (خضر) والكنيسة التي أقيمت فوقه وأعيد بناؤها عام 1870.

افتتح في مدينة اللد أول مطار دولي لدولة فلسطين من قبل الحكومة البريطانية في عام 1937، أطلقت عليه اسم مطار”فلهيلما”. في عام 1948 غيرت حكومة الكيان الصهيوني أسم المطار إلى مطار اللد، ولكن بعد وفاة دافيد بن غوريون عام 1973 أطلق عليه ” مطار بن غوريون”

 

تبلغ مساحة مدينة اللد 12.2 كم، يسكنها ما يقارب 8103 نسمة منهم نحو 925 نسمة مسيحيا” أي ما يقارب 11% • في عام 1948 بلغ عدد سكانها 22 ألف نسمة وذلك بعد اشتداد المعارك في القرى والمدن المجاورة لها مما أدى إلى نزوح الألف من السكان إليها

 

قصف وقتل عشوائي

 

بعد إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني في 14 مايو 1948، تم اتخاذ القرار بشن عمليات عسكرية واسعة على مدينتي اللد والرملة لإبعاد القوات الأردنية والعراقية الموجودة في الرملة وذلك للاستيلاء على مطار اللد.

10 يوليو 1948 كانت بداية للمذبحة الثلاثية. حيث قادة الكتيبة الثالثة للقوات للبالماخ عملية داني الاسم الرمزي الموحى بالبراءة الهجوم على مدينتي اللد والرملة. وذلك في عهد بن غوريون الذي عين (يغال ألون) قائدا” للهجوم و(إسحاق رابين) نائبا” له و “موشيه ديان” قائد كتيبة المدرعات. أصدر يغال ألون أوامر بقصف المدينة، لتكون أول مدينة تقصف من الجو. ومنه سقط العشرات من الشهداء والجرحى. بعد ذلك دخلت قوات البالماخ لترتكب مجزرة أخرى بفتح نيران رشاشتهم على السكان والبيوت وكل شيء يتحرك في الشوارع. انتهكت قوات الاحتلال بهذه الجريمة كل القوانين الإنسانية والحقوقية والدولية. بدون أي اعتبار لأي قوانين أو اتفاقيات دولية تعاقب على هذه الافعال، على سبيل الذكر اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر في المادة الثالثة هذه الأفعال التالية، فيما يتعلق بالأشخاص في جميع الأوقات والأماكن:

(أ) الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب،

(ب) أخذ الرهائن،

(ج) الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة،

(د) إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلاً قانونياً، وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة. كما ورد في اللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لاهاي / 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1907 في المــادة ٢٥: “تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية أياً كانت الوسيلة المستعمل”. وغيرها الكثير من المواد التي تجرم وتعاقب الاعتداء بأي وسيلة كانت على أشخاص أو أملاك خاصة.

يتبع…

 

زر الذهاب إلى الأعلى