شهداء فلسطينقصص الشهداء

مجزرة أطفال عائلة بكر

 

أطفال عائلة بكر:  دمائهم لونت رمال شاطيء غزة

لم يشهد قطاع غزة حرباً أكثر وحشية من تلك التي شنتها إسرائيل عام 2014، وكما كل مرة وأكثر، كان الأطفال من طليعة الضحايا لتلك الحرب، لدرجة يصعب معها حصر المجازر التي راح ضحيتها أطفال طيلة شهر ونصف الشهر هي عمر الحرب.

ويعلو مرح الأطفال الأربعة على الشاطيء على نحو يعيد الحياة للشاطئ الخالي من المصطافين خوفا من غارات إسرائيل.

وفجأة تسكت أصوات المرح، واللهو، بفعل طائرات إسرائيلية أغارت على المكان فجأة

حيث سقط زكريا بكر (10 أعوام) وعلى مقربة منه تتناثر أشلاء عاهد (10 أعوام)، وينفصل رأس إسماعيل (9 أعوام) عن جسده، ويسيل دم محمد ( 9 أعوام) على الرمل الذهبي اللون.

تخاف نوارس البحر، من القصف، يهدأ كل شيء ويبدو الشاطئ ساكنا حزينا، فيما يرتفع صوت المذياع في بيت عائلة بكر، وهو يبث خبرا جديدا: ” في مجزرة بشعة 4 أطفال قتلوا على الشاطئ وهم يلهون”.

تصرخ أم عاهد بشكل هستيري: ” ابني حبيبي”, تهرول سيارات الإسعاف لنقل الأطفال الذين كانوا عبارة عن أشلاء.

وتبكي الأم الثكلي طفلّها” ماذنب عاهد ومحمد، وإسماعيل، وزكريا؟ لقد كانوا يلعبون,, لم يحملوا لإسرائيل صاورخا..أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين العالم”.

لكن مشهد أطفال عائلة بكر يظل محفوراً في الذاكرة، بعدما كانت وسيلة القتل هذه المرة البوارج البحرية التي أطلقت حممها من داخل البحر، لتحول أجساد أربعة أطفال كانوا يلهون على الشاطئ بلعب كرة القدم إلى أشلاء، في واحدة من أبشع جرائم الحرب.

زكريا، عاهد، إسماعيل، ومحمد، هم الضحايا الأربعة، أكبرهم لم يتجاوز العاشرة من عمره، كانوا يحاولون خطف بعض الوقت لممارسة هوايتهم المفضلة، لكن الموت كان أقرب، لتتمزق أجسادهم الغضّة، وينضافوا إلى قائمة طويلة من الشهداء.

قبل وبعد هذه المجزرة سقط العشرات من الأطفال في نفس الحرب، ولعل ما حدث صبيحة يوم عيد الفطر حينذاك كان الأكثر قسوة، لكن مشاهد أجساد أبناء عائلة بكر التي تناثر أشلائها على الشاطئ ظلت راسخة في أذهان الجميع، وستظل كذلك.

ستبقى ذكرى الأطفال الشهداء عالقة في الأذهان، ولا يمكن أن تسقط من ذاكرة الفلسطينيين، جيلاً بعد جيل، حتى أضحوا رموزاً للنضال الفلسطيني من أجل الانعتاق ونيل الحرية، وتجسيداً لوحشية الاحتلال الإسرائيلي وجبروته، وصمت وربما تواطؤ المجتمع الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى