أخبارقصص الشهداء

لن ننسى عائلة دوابش

 

بأي ذنب قُتلوا

في ليلةٍ ظلماء وجدت هذه العائلة نفسها محاصرة بنار المستوطنين ،نار لم تكن برداً وسلامأعليهم كما كانت على سيدنا إبراهيم .

الساعة الثانية بعد منتصف الليل في31 تموز عام 2015 ،تسلل المستوطنين إلى قرية دوما جنوب شرق نابلس ،يحملون نار أحقادهم إلى منزلٍ نُسج من أحلام أسرة بسيطة عائلة دوابشة ، فحرقوا البشر والحجر وحولوا البيت إلى رماد كعظام الصغير “علي” الذي تحول كحل لعيني فلسطين.

تفاصيل المجزرة..

هاجمت قطعان المستوطنين منزلاً فلسطينياً يقع على بعد عشرات الأمتار من مدخل القرية بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال،قاموا بإلقائها عبر النوافذ التي كانت مفتوحة نظراً للطقس الحار ،فاشتعلت النيران داخل المنزل وبدأ صراخ العائلة يعلو ،خرج  سعد ورهام للشارع والنار تأكل أجسادهم  ،كان المستوطنون الملثمون بانتظارهم أمام المنزل  حيث سكبوا عليهم مادة مشتعلة أدت إلى اشتعال النار بهما مرة ثانية ،بدأ القتلة المجرمون يتراقصون حولهم سعداء شامتين ،ولو خرج  الصبي أحمد ابن الخمس سنوات من المنزل لكان لاقى مصير والديه .وعندما بدأ الأهالي بالتوافد للمنزل المنكوب لإسعاف أهله ، كان المجرمون قد لاذوا بالفرار.

ومن الشهادات المبكية التي رواها أقرباء الشهيدة ريهام، أن الأم عند وقوع الحادث ولكي تنقذ رضيعها علي، أسرعت لحمله في البطانية، لكنها عندما خرجت من البيت ولدى محاولات إطفائها، وهي تسأل عن أحمد ابنها الثاني، ظانة انها تحمل الابن الأصغر علي، وإذ بها تكتشف ومن حولها، أن ما تمسك به حقيقة هو بطانية، وليس علي، فأصيبت بصدمة كبيرة ،ولم تستطع عائلة وجيران آل دوابشة الولوج إلى الداخل وإنقاذ علي بسبب شدة اللهيب عند وصول ودخول طواقم الدفاع المدني الفلسطيني للبيت وجدوا الرضيع علي جثة متفحمة ..

ويتساءل أخ الشهيد سعد وهو يبكي : ماذا فعل لهم علي أو أحمد أو سعد أو ريهام؟! أخي كان عامل، كانت له أحلام، سعى إلى بناء أسرة كريمة ومستقبل لأولاده وزوجته، أما الأم المدرسة ريهام، فكانت معلمة فاضلة تربي الأجيال، تحمل القلم، ولم تكن تحمل صاروخاً أو تملك دبابة . ذنب هذه العائلة أنها فلسطينية صاحبة الأرض والحق وهم خفافيش الليل جبناء …

 

أما والدة الشهيد  فكانت تسأل ابنها ماذا حل بأخيك وعائلته في منتصف الليل؟أما أبو نصر والد الشهيد، وهو كبير السن وضرير، وكان إمام مسجد القرية لمدة 40 عاما فقال : احتسبتهم عند الله شهداء، فوالله إن علي الرضيع هو المسمار الأخير في نعش دولة إسرائيل…

ارتقت العائلة شهيدا تلو الآخر ، أما أحمد  بقي لأشهر طويلة داخل مستشفى في فلسطين المحتلة يتلقى العلاج ليشفى من حروق الجسد ، ولكن حرقة القلب لا يمكن أن تشفى فهو يتيم الأم والأب ، رأى بأم العين لهيب الحقد يلتهم عائلته الصغيرة.

وحيداً صرت ياأحمد ،بقيت لتأخذ بالثأر من محتل غاصب فهل يصير دم أخيك الرضيع ماء؟ أتنسى رداء أمك الملطخة بدماء ؟ أتشفع لمغتصب مارق حرمك أباك ؟؟؟

لا تصالح ..فهم أحرقوا طفولتك وأشعلوا بقلبك نار ثورة لا تنطفئ …

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى