قرية ميعار في الجليل
تقع قرية ميعار في منطقة الجليل* شمالي فلسطين، وتبعد 17 كم عن عكا* من الجهة الجنوبية الشرقية، وحوالي 3 كم للجنوب من قرية شعب. لعل كلمة ميعار أو معار هي تحريف لكلمة معارة الكنعانية ومعناها “موضع مكشوف” أو “موضع عار من الأشجار”، وهي تنهض فعلاً على تل صخري عار من الأشجار في الطرف الشرقي لسهل عكا، يرتفع 280 متراً عن سطح البحر. أطلق الصليبيون عليها اسم مياري (Mayary). كانت ميعار مرتبطة بالشارع الرئيسي عكا – صفد.
لقرية ميعار أراض مساحتها 10788 دونماً، منها 361 دونماً غرست بالزيتون. وفي عام 1945 كان 2878 دونماً من أراضيها مزروعة بالحبوب و113 دونماً خصصت للبساتين والمزروعات المرويّة. ويحيط بأراضي ميعار أراضي قرى شعب وكابول* وكوكب وسخنين* وطمرة.
قُدّر عدد سكانها عام 1945 بحوالي 770 شخصاً. وفي عام 1948 وصل عدد سكانها 893 نسمة. وكانت مساحة المنطقة السكنية في القرية 37 دونماً.
كانت بيوتها مكتظة ومبنية من الحجارة واللّبن تخترقها شوارع ضيقة شبه دائرية. أنشأ العثمانيون عام 1888 مدرسة في ميعار، وفي عام 1944 بنت السلطات البريطانية مدرسة ابتدائية أساسية.
وميعار موقع أثري يعود تاريخه إلى العهد الكنعاني يحتوي على نحت في الصخور وأثار مبان قديمة وقطع أعمدة ومعاصر زيتون وصهاريج. تقع قرب القرية مواقع أثرية أخرى كخربة رأس الزيتون شمالي القرية، وخربة الجميجمة بين ميعار وسخنين.
احتلت قوات إسرائيلية من اللواء السابع (شيبع) قرية ميعار بين 15 – 18 تموز 1948 ضمن العملية العسكرية المعروفة باسم “ديكل” أي النخل. وقد اضطر أهالي القرية للنزوح عنها بسبب قصف مدفعي وإطلاق نار تزامن مع اقتراب القوات المحتلة باتجاه القرية.
تشتت أهالي ميعار في القرى والبلدات المجاورة، وقسم كبير منهم يعيشون في كابول وسخنين وشعب وعرابة* وطمرة والمكر وشفا عمرو* وحيفا* والناصرة*. ونزح القسم الآخر إلى لبنان وسوريا. وتم بناء ثلاث مستعمرات صهيونية على أراضيها هي: “سيغف” و”ياعد” و”منوف”، وجزء كبير من بيوت مستعمرة “ركيفت” من الجهة الشرقية. هدمت القوات الصهيونية القرية، ومحت آثار بيوتها، وبقي من آثارها مقبرتان، وبعض أشجار التين والزيتون والصبار.