كانت القرية تقع ف سهل حيفا، عند سفح الامتداد الشمالي الغربي لجبل الكرمل. وكان طريق حيفا- جنين العام يمر شرقيها، ومثله خط سكة حديد حيفا- سمخ كان يبعد عنها نحو نصف كيلومتر. وكان ثمة مدرج للطائرات في الطرف الشمالي من أراضي القرية، على بعد نحو كيلومترين من القرية ذاتها.
وقد سُمّيت بلد الشيخ تيمناً بالشيخ الصوفي الشهير عبد اللّه السهلي، الذي منحه السلطان سليم الأول (حكم من سنة 1512 إلى سنة 1520) جبايات القرية في الأيام الأولى من الحكم العثماني في فلسطين. في سنة 1859.
في سنة 1945، كانت بلد الشيخ ثانية كبرى القرى في قضاء حيفا، من حيث عدد سكانها الذين كانوا جيمعاً من المسلمين. وكان للقرية شكل مستطيل، ومنازلها متقاربة ومبنية في معظمها بالحجارة والأسمنت. وكان في القرية عدد من المقاهي، ومحطتان للوقود تقعان على طريق حيفا- جنين العام. وقد أُقيمت فيها مدرسة ابتدائية سنة 1887، في العهد العثماني. وكنت مقبرة القرية تضم رفات الشهيد الشيخ عز الدين القسّام
ارتكبت الهاغاناه مجزرة في بلد الشيخ، في 31 كانون الأول/ ديسمبر 1947. وجاء في ((تاريخ الهاغاناه)) أن قوة قوامها 170 رجلاً من البلماح أُمرت ((بتطويق القرية، وإلحاق الأذى بأكبر عدد ممكن من الرجال، وتخريب الممتلكات، والإحجام عن التعرض للنساء والأولاد)). وقد خلّف المهاجمون أكثر من 60 قتيلاً؛ وعلى الرغم من الجملة الأخيرة الواردة في الأوامر، فقد كان بين الضحايا نساء وأطفال.
وجاء في تقرير وضعته القوة المهاجمة بعد تلك ((العملية)) أنه ((بسبب نيران أُطلقت من داخل الغرف، كان من المستحيل تجنب إلحاق الأذى أيضاً بالنساء والأطفال)). وقد دُمّر في أثناء هذا الهجوم عشرات المنازل. وكانت هذه المجزرة ثأراً لمقتل عمال يهود في مصفاة النفط في اليوم السابق؛ وقيل حينها إن عمالاً فلسطينيين من القرية قاموا بذلك رداً على قنبلة فجرتها عصابة الإرغون عند أبواب مصفاة النفط في حيفا، قُتل جرّائها 6 عمّال فلسطينيين وجرح 42، وذلك استناداً إلى صحيفة ((فلسطين)). وجاء في الصحيفة أن الضحايا الفلسطينيين سقطوا نتيجة إلقاء قنبلة من سيارة كانت تمر بالمكان مسرعة، بينما كان العمال يقفون في صفّ الاستخدام خارج المصفاة. وبفعل الغضب الجارف بعد ذلك الهجوم، انقضّ العمال الفلسطينيون على العمال اليهود فقتلوا 41 منهم. وكانت الهاغاناه، ولسخرية الأقدار، وصفت هجوم الإرغون الأول .
بعد هذه المجزرة، أُخليت القرية جزئياً في 7 كانون الثاني/ يناير 1948، ولم تحتلها القوات الصهيونية إلاّ في نهاية نيسان/أبريل 1948. وكانت خطة ((دالت)) تقضي بأن يحتل لواء كرمي بلد الشيخ، في عملية احتلال حيفا ذاتها. وبسقوط حيفا في 22 نيسان/أبريل، أُجلي عدد من نساء القرية وأطفالها إلى أماكن آمنة، تحسباً لهجوم قد يُشن. عند فجر 24 نيسان/أبريل، حاصرت وحدات من الهاغاناه القرية وطلبت من السكان تسليم أسلحتهم (وذلك استناداً إلى صحيفة ((نيويورك تايمز)) وإلى بِني موريس معاً).