شهداء فلسطين

في ذكرى ارتقائه.. الشهيد ظافر محمد كميل

المولد والنشأة:

ولد (ظافر الشهادة) في جبل المنارة أحد ضواحي مدينة عمان في الأردن عام 1975، وله من الإخوة أخوين من الذكور

واثنتين من الإناث، وجميعهم إخوانه فقط من والده لكونه وحيد أمه التي كانت الزوجة الثانية لوالده، وكان أصغرهم جميعاً.

تربى شهيدنا في جنبات مساجد المنارة ناهلاً من علمها وآدابها في حلقات العلم، وبعد أن أنهى الصف العاشر اشتدت وطأة

الحياة عليه وعلى أسرته واضطر الخروج من مدرسته؛ ليعول أسرته بعد مرض والده الذي غادر الحياة بعدها بسنوات في العام

1993م، لينتقل بعدها الشهيد ظافر للعيش في مسقط رأسه ومسقط رأس والدته قباطية أكبر وأقرب بلدات مدينة جنين عليها

وليبدأ رحلة جديدة في جهاده للدنيا والآخرة.

ركب الدعوة والجهاد:

بدأ الشهيد ظافر مشواره الدعوي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، ولإيمانه أن العمل عبادة فقد عمل في محاجر البلدة

لسنوات عديدة من أجل الإنفاق على والدته وأسرته التي كونها عام 1997م، بعد أن تزوج من أحد الأخوات الفاضلات من بلدة

دير غزالة ويمن الله عليه بمولوده البكر محمد، ومن ثم بأخيه الآخر إسلام، إلا أنه فجع عام 1998م، بفقدان والدته في حادث

للسير في الأردن، والتي أنفقت جل وقتها تعمل في خياطة الملابس من أجل تربية وحيدها ظافر، التربية الصالحة ليخرج كما تمنت.

ورغم المصاب الكبير الذي وقع على قلب الشهيد ظافر وأدى به لأن يكمل حياته يتيماً، إلا أنه أوجد من المسجد أسرة له، ومن

شبابه إخواناً، أحبهم وأحبوه فقد كان يمضي كل وقته في عقد حلقات العلم لإخوان من أشبال المسجد، أما لمصلي المسجد

فقد خصص لهم يوماً أسبوعياً، لينهلوا جميعاً من سيرة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام.

وليس هذا فحسب فما تزال مساجد بلدته شاهدة على نشاطاته وخطبه الحماسية حيث تعرض للاعتقال والتحقيق في عام

1995م، لمدة عشر شهور في سجن مجدو بدعوى القيام بنشاطات تنظيمية وتحريضية، وليعاد اعتقاله عام 1996م، لمدة ثلاث

شهور في سجن مجدو لنفس التهمة إلا أن ما أصابه لم ينل من عزيمته ليكمل الطريق كما رسمها فقد قام بتشكيل فريق

رياضي من جميع الشباب المسلم في قباطية ليشكل “فريق إسلامي قباطية” ويشرف على تدريبه ويتنقل معهم إلى جميع

قرى المحافظة والمدن المجاورة ليعقد معها المباريات التي تجمع بين الشباب المسلم في كل لقاء رياضي، وكان الشهيد قد

قام قبل أربعة من الشهور بافتتاح أول مكتبة إسلامية في البلدة بالاشتراك مع بعض إخوانه في البلدة لبيع الأشرطة الإسلامية

والقرطاسية أسماها تيمناً بإمام الحديث الشريف “البخاري”.

مجاهد قسامي:

ورغم هذا النشاط الدعوي الذي شهد له فيه جميع إخوانه من مصلى مساجد قباطية إلا أنه أصر على مشاركة إخوانه في

كتائب الشهيد عز الدين القسام في مقارعة العدو الصهيوني ورغم إلحاح إخوانه عليه على البقاء لأهميته في الجانب الدعوي

إلا أن إلحاحه الأكبر ومطالبته بعدم حرمانه من نيل الشهادة، كان دافع إخوانه له لإشراكه في عملياتهم التي لم يكن  الشهيد

(ظافر الشهادة) بأقل إبداعاً في تنفيذها من واجباته الدعوية حيث اشترك مع إخوانه في العديد من العمليات التي قام بها

بزرع العبوات الناسفة في طريق السيارات الصهيونية على الطرق الالتفافية ومشتركاً في العديد من الاشتباكات المسلحة.

موعده مع الشهادة:

جاء موعد البطل ظافر محمد كميل مع الشهادة في العملية الأخيرة له بتاريخ 29/3/2002، حيث اشتبك الشهيد ظافر ليرسم

صورة من صور البطولة والشجاعة متصدياً لمجموعة من الجنود الصهاينة في اشتباك مسلح ليسهل على إخوانه الانسحاب

من مواقعهم التي كانوا يزرعون فيها العبوات الناسفة على طرق الجنود والمغتصبين ليعودوا إلى قواعدهم سالمين وينطلق

هو الآخر موسوماً بجراحه التي أصيب بها برصاصة في الفخذ ورصاصة في الخاصرة ورصاصة في القلب، لون جراحه لون الدم والريح

ريح المسك شهيداً جديداً من مسجد صلاح الدين بعد أن سبقه قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في قباطية إبان الانتفاضة الأولى

محمد عساف ولحقه القسامي صالح محمد كميل قبل أسبوعين ليكون ظافر ثالثهم.

زر الذهاب إلى الأعلى