أخبارشهداء فلسطينعلى الطريققصص الشهداء

“فلسطين ذاكرة الشهداء” تحاور والد الشهيد رمّاح فايز الحسني

 

الشهيد الفنان أبن أستاذ الفنون الجميلة رسم أكذوبة التفاوض… رسم صمود غزة.. وبدمه رسم أمل التحرير

كانت وصية الشهيد هي الجهاد لاستئصال الكيان الصهيوني

 

  • حبذا لو تضعنا بصورة البيئة التي نشأ فيها الشهيد رماح ، والعوامل المؤثرة في تربيته الوطنية والأخلاقية والاجتماعية ؟
  • ولد الشهيد رماح فايز الحسني في الجزائر أواخر عام 1985 م حيث كنت أعمل حينذاك أستاذا للفنون الجميلة .. ثم استقر بنا الحال بعودتنا إلى قطاع غزة بتاريخ 1991م ، ترعرع رماح ببيت العائلة ، يوصف هذا البيت بالتدين والوطنية … عمه الكبير استشهد عام 1974 م ، ووجد باقي أعمامه من هو في سجون الاحتلال ومن هو مطارد من جيش الاحتلال ، فتعايش مع هذه الروح الوطنية ، والتي أكسبته الصفة الأخلاقية وأيضاً ما تحمله شخصيته من قيم إنسانية اكتسبها بما يملك من قريحة لموهبة الفن ، حيث أصبح فنانا مرهف الإحساس ومجاهداً صلباً عنيداً .
  • كان الشهيد فناناً ورساماً ومدرباً في دورات الفن ، فمن أين جاءت الموهبة ؟ وما تأثير تجربتكم عليه؟ماذا تحدثنا عن لوحات الشهيد ورسومه وعلاقتها بالقضية ؟
  • كان رماح منذ صغره موهوب بفن الرسم ، وأصبح فناناً مبدعاً منذ صغره … شارك في مسابقات الرسم وحصل على المرتبة الأولى عام 1992م بقطاع غزة ، تتلمذ رماح فنياً من خلال ملازمته لي أثناء عملي وأنا أرسم ، مما أكسبه القدرة على أن يطور من قدراته الفنية، والتي أعطته الكفاءة على أن يكون مدرباً محترفاً للرسم ، وهو لا يتجاوز العشرين عاماً ، كما كان متفوقاً في الدراسة وحصل على تقدير ممتاز مما أهله بأن يلتحق بكلية الفنون الجميلة في غزة ..امتاز برسمه لفن الكاريكاتير ولمس من خلال مواضيعه جرح الوطن سياسياً واجتماعياً ، فرسم أكذوبة السلام والتفاوض مع العدو .. ورسم صمود غزة ومقاومة المحتل ، كما أنه رسم كاريكاتير ناقداً أو مؤيداً للواقع العربي ولحكامه في بعض من رسومه ، تمرّس الرسم بألوان زيتية فرسم أعمالاً كبيرة مما أهله للمشاركة في المعارض داخل غزة وخارجها .. شارك قبل استشهاده بمعرض الفن المقاوم في طهران عام 2011م  ( الطوفان – ثورة القدس – الطريق إلى القدس )

كان أحد الأعضاء المؤسسين بمجموعة الجذور للفن التشكيلي بغزة والتي أنا رئيسها لغاية الآن .

 

  • حبذا لو تحدثنا عن مناقبه الجهادية وقصة استشهاده؟
  • رماح المجاهد والمقاتل كان يُعرف بين زملائه بالكرّار ، لحبّه لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولسيد الشهداء الحسين عليه السلام  ، كان له الأثر الكبير في نفسه ، وكان قدوته في الجهاد .

المرحلة الجهادية للشهيد كانت حافلة بالعطاء والبذل والتضحيات ، انتمى رماح لحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظافره ولما لا .. وهو الذي تربّى في بيت ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي ، فكان عمه الشهيد زكي الحسني وعمه القائد الأسير محمد الحسني (الذي حكم عليه بمدى الحياة في سجون الاحتلال وخرج بتبادل الأسرى من صفقة الأحرار بعد أن أمضى 26 سنة في المعتقل ) ، وباقي أعمامه الستة لهم صولات وجولات ضد المحتل ، ومن هنا استطاع رماح أن يتشبع بنهج المقاوم في سلوكه ونظام حياته حتى أصبح من أبرز القادة الميدانيين ، وقد كانت صفات رماح هي صفات وأخلاق الأنبياء ، كان كريماً معطاءاً يحب مساعدة الناس  وخاصة الفقراء والمساكين .. متواضعاً زاهداً عابداً يبتغي رضا الله سبحانه وتعالى .

كان يقوم الليل وهو يدعو الله ويبكي وينوح متذللاً لله طالباً الشهادة في سبيله ، يتمنى أن يستشهد ورأسه مغموراً في التراب..

لقد كان الشهيد يعمل ليل نهار لمرضاة الله عز وجل .. متواضعاً لا يحب التفاخر ولا التباهي .. واستطاع في زمن قصير في حياته أن يتدرج في سلم القيادة الى ان أضحى من القادة البارزين للجناح العسكري في سرايا القدس

عمل بصمت وسرية مطلقة ومن محطاته الجهادية :

-عمل في وحدة التصنيع التابعة ل”سرايا القدس”

-أحد القادة الميدانيين في وحدة الرصد والاستطلاع

-الرباط على ثغور حدود قطاع غزة

-تجهيز العديد من الاستشهاديين ومنهم “عثمان أبو حجر و فادي ابو سالم”

-اطلاق الصواريخ و القذائف على مغتصباتالعدو الصهيوني المتاخمة لقطاع غزة.

– الاشراف على عدد من العمليات الجهادية أهمها التي وقعت شرق خان يونس ، تم خلالها تفجير عبوة من طراز ( وعد)وإصابة عدد من جنود الوحدة الخاصة الصهيونية حسب اعترافات العدو حينها .

– الإشراف على تفجير جيب عسكري بزرع عبوة ناسفة وإصابة جميع من فيها شرق وادي غزة .

– إطلاق قذيفة ( RBG )  على منزل تواجدت بداخله قوى صهيونية خاصة شرق بيت حانون وإصابة من بداخله واعتراف العدو بجرح اثنان من جنوده .

– كان له دور بارز في تأسيس أكاديمية الشهيد القائد ” محمود الخواجة” العسكرية التي كانت تعتبر مدرسة عسكرية تخرّج المجاهدين .

– وقد نفّذ الشهيد مهمات وعمليات جهادية  مازالت في طي الكتمان لأسباب أمنية .

لقد رماح شهيداً يوم الأربعاء 7/9/2011 أثناء استهداف سيارته وهو يقودها غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ، بتفجيرها ليتطاير جسده أشلاءً وهذا ماتمناه شهيداً في سبيل الله والوطن .

  • ما الوصية التي تركها الشهيد وما هو تأثيرها في عائلته وابنه ؟
  • من أهم ما أوصى به الأشبال مسجد عسقلان بعد صلاة الفجر من يوم استشهاده “أن يضعوا أمام أعينهم العمل على الجهاد لزوال الكيان الصهيوني عن الوجود ”  كما أوصى أن يُعطى سلاحه بعد استشهاده لابنه فايز حين يكبر ليكمل طريق الجهاد والمقاومة على طريق والده .
  • استشهد رماح وابنه عمره 38 يوم ، كان يأمل أن يعمل على تربيته عاشقاً لنهج الإسلام المحمدي الأصيل ، ومقاوماً ضد المحتل الصهيوني ، نسأل الباري أن يطيل بعمره ليكون كما تمنّاه والده .
  • ماهي الكلمة التي يوجهها لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا في هذه الظروف التي نمر بها ؟
  • في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تعصف بشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ، لا بد من كلمة لأهلنا في فلسطين وخارجها بأن يكون الجهاد السبيل الوحيد والأوحد لمقاومة المحتل لأنه لا يفهم إلا لغة القوة .. كما ننشد أيضاً أبناء شعبنا بالتمسك بالثوابت المشروعة لتحرير أرضنا ومقدساتنا وأن يكونوا على قلب رجل واحد وأن يتسلحوا بالإيمان والوحدة . ونسأل الله تعالى بأن يوفق الأمة الإسلامية وأن تتحقق الوحدة الإسلامية أمام أعداء الأمة والأخطار المحدقة بها من العدو الصهيوني وأعوانه ومن والاه …
  • ونقول لمن انحرفوا عن البوصلة الحقيقة من الحكام المتآمرين على فلسطين بأن طريق المقاومة والجهاد والاستشهاد واضح المعالم نحو القدس وفلسطين وليست بالصراعات الجانبية هنا وهناك ، لكي تنحرف البوصلة الحقيقية عن مسارها ،ويحضرني هنا مقولة لأول رئيس وزراء إسرائيل ” بن غوريون” حين خاطب شعبه بقوله : إن قوة اسرائيل ليس بامتلاكها القوة النووية بل بالعمل على تفكيك ثلاثة أهم دول وهي ( مصر وسورية والعراق) وذلك باشغالها بحروب داخلية أهلية طائفية عرقية … الخ هذا ما صرّح بها الصهاينة وخططوا له منذ عشرات السنين .. !! فهل من متعظ في أمتنا العربية والإسلامية؟؟

 

 

بقلم رشا عبد الحي الخطيب

زر الذهاب إلى الأعلى