فلسطين الشهداء ….بوصلة لن تنحرف أبداً
يقف الشعب المظلوم دقيقة صمت في ذكرى النكبة يجدد بها الأمل ويتناسى بها الألم أمام حدود بلده، ليرى أرضه التي حرم منها وليتنفس رائحة الصبر، ليكمل حياته غريب الدار والوطن على أمل اللقاء والعودة.
جدد الفلسطيني اللاجئ الأمل ولكن ليس ككل مرة، جددها برايات معطر بدماء الشهداء مكللة ببريق العودة . بصرخة غضب تدوي نحن العائدون ولسنا اللاجئون.
انطلقت الأقدام بالمسير اتجاه مارون الراس، لياخذوا جرعة الصمود والصبر و يتركون على أبواب الوطن الهموم والآلام. ولكن طفح الكيل مع الوطن في بُعد أبناءه ليجذبهم ويأخذهم في حضنه لعل ذلك يخفف من ألم البعاد. وتراكض الأبناء ليصلوا إلى ذلك السياج العين، سياج الموت الذي يفصل الوطن عن دول الجوار. ليزول هذا الكابوس الذي عاشوا في ذكره الذي حذروا مرارا وتكرارا بعدم الاقتراب، فهناك عدو غادر خلفه وأمامه ألغام مفخخة وهو مكهرب, الموت بالاقتراب منه لا محال. ولكن لم يكن كافي ليردع من تقدم الشباب باتجاهه ليكون هناك شهداء يتساقطون أمامه برصاص عدو غاشم.
ستة شهداء يوحدون مخيمات الشتات في لبنان ليكون عماد أبو شقرا ابن ال17 عاما من مخيم عين الحلوة، خليل محمد احمد ابن ال20 عاما من مخيم الجليل، محمود محمد سالم ابن ال17 عاما من مخيم البص، محمد سمير صالج ابن ال19 عاما من مخيم البرج الشمالي، محمد ابراهيم أبو شليح ابن ال21 عاما من مخيم المية ومية، عبد الرحمن صحبة ابن ال21 عاما من مخيم عين الحلوة.
هكذا يتوحد الفلسطيني بدماءه من أجل ارضه هذا هو المثال الأمثل للوحدة الحقيقة.
يعود اللاجئ الفلسطيني بموكب كبير يزف ستة شهداء ارتقوا للجنان من أجل فلسطين، ولكن تتزاحم التساؤلات بكثافة…
لكن يبقى الفلسطيني العائد من حدود وطنه يعيش نشوة الفوز على كل التيه الذي كان يشعر به وأيقن أن بوصلته باتجاه فلسطين هي حق ولم تنحرف ولم تضيع.
و أن فلسطين باقية وتتمدد في كل بقعة يوجد فيها اللاجئ فلسطيني.