على الطريق

فاطمة الشيخ خليل نموذج لـ (خنساء الأمـة – ام لخمسة شهداء)

بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ”
صدق الله العلي العظيم

هم الشهداء … قافلة تسير … ولا تتوقف … منذ فجر التاريخ بدأت وعلى امتداد الأفق تمضى …

لهم قضية ثابتة وهدف يتجدد والوسيلة تتعدد … هم الشهداء فازوا بجنة

الرضوان ..

99

هم الشهداء يعبرون عن البوصلة باتجاه الحق المطلق… هم الشهداء مجد أمتنا ونصرنا المجيد

 

هنا حطت رحائلنا، تعال اخلع، وقد أرجوك أن تركع، تعال اخلع نعالك، إننا نمشي على أرضٍ مقدسة فلو أسطيع أعبرها على رمشي،
هنا سُلبوا, هنا صلبوا, هنا رقدوا, هنا سجدوا, هنا قُصفوا, هنا وقفوا, هنا رغبوا, هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء‏
قبل رحيلهم كتبوا كتابات بلا عنوان، ستقرأ في مدارسنا، رجال الله لأن جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد للأوطان .

 

تقف الكلمات عاجزة عند الحديث عن أم الشهيد التي دائما ما كانت تسجل نموذجا فريدا للتضحية والفداء
وها نحن اليوم نتحدث عن أم ليست لشهيد واحد وإنما لخمسة شهداء طالما برهنت بدماء أبنائها أن دمائهم وأرواحهم وكل ما ملكوا
رخيص في سبيل الله وتحقيق لمرضاته
أحرف من نور رسمتها أم رضوان في التضحية والفداء صانعة الأبطال وصانعة الشهداء، وهي رمز العطاء والصبر والإيمان .

“سلام عليكم يا أبنائي الخمسة.. إلى جنات الخلد يا أمي.. إلى الفردوس الأعلى.. وإن شاء الله يجمعني فيكم في الجنة، أبنائنا للجنة وأبنائهم وقتلاهم للنار، لأن أبنائنا ثابتين على دينهم، وهم مرعوبـين من مواجهة أبنائنا”
بهذه الكلمات ودعت خنساء فلسطين فاطمة الشيخ خليل “أم رضوان” أثناء وداعها لابنها الشهيد الخامس،

الحاجة فاطمة الشيخ خليل (أم رضوان) والدة لخمسة شهداء – شرف وأشرف ومحمود ومحمد وأحمد –

الشهيد الأول أشرف الذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال على حدود فلسطين الشمالية بتاريخ 1/7/1991:

نفذت مجموعة مشتركة من حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية في لبنان

عصر يوم الاثنين 1/7/1991 هجوماً بقذائف صاروخية وأسلحة رشاشة على موكب لسيارات المخابرات الصهيونية

منهم نائب قائد القطاع الغربي المدعو (بيروكس)، وذلك بعد نصب كمين قرب بلدة بليدا التي تبعد 400 مترا عن حدود فلسطين.

وقد أدت لتدمير الموكب بالكامل وقتل من بداخله. واعترفت مصادر العدو بجرح ضابطي مخابرات في الهجوم، أحدهما أصيب في رأسه.

واستشهد في العملية ثلاثة مجاهدين

الشهيد المجاهد محمد أبو ناصر، والشهيد المجاهد أشرف خليل الشيخ خليل من الجهاد الإسلامي

والشهيد المجاهد حسين علي منصور من المقاومة الإسلامية.

 

الشهيد الثاني شرف الذي استشهد في اشتباك مسلح وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992:

لحق الشهيد أشرف بعد عام شقيقه ‘ شرف ‘ الذي كان شعاره دائما ‘ احرص على الموت توهب لك الحياة ‘
حيث استشهد في اشتباك مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد
وكانت عمليته ضمن التصدي لقوات الإنزال البحري الصهيوني بتاريخ 2-1-1992 ‘.

الشهيد الثالث محمود الذي استشهد بعد استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح بتاريخ 17/10/ 2004:

محمود القائد الميداني بسرايا القدس برفح حيث يعد الشهيد محمود من أبرز قادة وحدة التصنيع العسكري في سرايا القدس
الذي استشهد بعد أطلقت طائرة استطلاع صهيونية صاروخا على منزل العائلة في مخيم يبنا برفح في شهر أكتوبر عام 2004

الشهيد الرابع محمد الذي استشهد بعد استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة على سيارته بتاريخ 25/9/ 2005 :

الشهيد القائد محمد رفيق درب الاستشهاديين، ومعلمهم .
لم يكن قائداً عسكرياً فذاً فحسب، بل كان أخ ورفيق درب عشرات الشهداء الذين زفوا إلى الشهادة
ويعتبر الشهيد القائد من مؤسسي النواة الأولى لسرايا القدس في فلسطين، حيث اشرف على تخريج عشرات الدورات العسكرية

التي خرج منها عشرات الشهداء فيما لازال الكثير منهم ينتظر نحبه.

وتعرض شيخ الاستشهاديين خلال حياته الحافلة بالجهاد والمقاومة للأسر، والمطاردة، والإصابة،

حيث من ضمن الإصابات العديدة بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش.
وكان الشيخ محمد الشيخ خليل المطلوب رقم ( 1) لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرض لعدة محاولات اغتيال، باءت كلها بالفشل،

كان آخرها محاولة اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004،
إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل، و أدت محاولة الاغتيال هذه إلى استشهاد شقيقه محمود.

ويسجل للشهيد إشرافه وتنفيذه عشرات العمليات الجهادية ضد جيش الاحتلال الصهيوني ومغتصبيه، ومن أهم عملياته الجهادية

  • اشتباك مسلح بمنطقة اليهودية  في شهر مايو عام 2003 م،
  • زرع عبوة ناسفة على طريق “عتسمونا” برفقة الشهيد جمال أبو سمهدانة أسفرت عن مقتل أربعة مهندسين صهاينة،
  • عملية خط “صوفا” وعملية خط ” كيسوفيم” ،
  • عملية حافلة الأمن الصهيوني للمعبر ،
  • عملية  فتح خيبر (محمد العزازي من الجهاد الإسلامي وعماد أبو سمهدانة من لجان المقاومة ويوسف عمر من كتاب ابو الريش)
  • عملية الفتح المبين (شاكر جودة وعلاء الشاعر من الجهاد الإسلامي)
  • عملية بدر الكبرى (محمد المصري وجمال اسماعيل من الجهاد الإسلامي)
  • عملية جسر الموت (يحيى أبو طه من الجهاد الإسلامي وطارق ياسين من كتائب شهداء الأقصى)
  • تفجير دبابة عند بوابة صلاح الدين  التي نفذها الشهيد محمد الراعي.

الشهيد الخامس أحمد الذي استشهد في عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات حربية بتاريخ 29/10/2011 :

التحق بهم مؤخراً الأسد الهصور “أحمد الشيخ خليل” ليرافقهم في جنان الخلد وليتوج والدته الخنساء تاج الوقار

باستشهاده المشرف في أيام مباركة فتحت فيها أبواب الجنة والمغفرة.
الشهيد القائد “أحمد الشيخ خليل” استشهد بعد مسيرة حافلة وناصعة من الجهاد والإبداع في وحدة الهندسة والتصنيع بسرايا القدس.

ويذكر للشهيد القائد “أحمد الشيخ خليل” العديد من الأعمال الجهادية البارزة والهامة في تاريخ سرايا القدس ومنها:
• شارك  في تجهيز جيب مفخخ لإخوانه بلجان المقاومة الشعبية لتنفيذ عملية بالقرب من معبر رفح بالعام 2004 م
والتي أسفرت عن وقع العديد من القتلى والجرحى .
• كان المسئول الأول عن تجهيز جميع العبوات التي استخدمها الاستشهاديين لتنفيذ عمليتي ” فتح خيبر و الفتح المبين ” داخل مغتصبة ” موراج ” .
• أشرف على تدريب الشهيد المجاهد محمد الراعي على كيفية استخدام قاذف RPG قبل انطلاقه لتنفيذ عملية إطلاق القذيفة التي أدت إلى تفجير
دبابة الميركفاة في ذلك الوقت .
• استهداف جيب عسكري بالقرب من منطقة الشعوث بقذيفة RPG فلم تتمكن القذيفة من إصابة الجيب إصابة مباشرة ولاذ جنديين بالفرار من
الجيب حيث قام بقنصهما وإصابتهما .
• الإشراف على  تنفيذ عملية بمغتصبة رفيح يام للاستشهاديين أيمن الجزار وطارق أبو حسنين حيث قام بتوصيل الاستشهاديين الى مكان تنفيذ
العملية وقام بالتغطية حتى يتمكن الاستشهاديان من الدخول إلى عمق المغتصبة .
• قام بتصنيع أول قطعة من قاذف الـ ” P2″ وتم استخدامه بشكل فعال من قبل مجاهدي السرايا .
• تمكن من استخدام العديد من المواد البديلة في تصنيع العبوات والصواريخ .
• قام بتصنيع وتطوير القنابل والعبوات والصواريخ بشكل مذهل .. حتى وصلت لما هي عليه الآن .

 

عائلة الشيخ خليل لم تخلو أيضا من الشهداء صغار السن فقد استشهد اثنان من أحفاد الحاجة ام رضوان ،
وهما حسن أبو زيد والشهيد البطل خالد غنام ، يوم9/4/2005م.

حيث قتلا بنيران الاحتلال بينما كانا يلعبان مع أقرانهما في ساحة تبعد حوالي مائة متر من الشريط الحدودي وتحيطها المنازل الشاهقة،

حيث ظهرت فجأة دبابة صهيونية تقوم بدورية وتقدمت باتجاههما وصوبت نيران أسلحتها عن عمد باتجاههما ‘.

 

خنساء فلسطين التي قدمت خمسة من أبنائها شهداء وأبدت منذ بداية الطريق استعدادها لأن تصنع الرجال وتفدي فلسطين الحبيبة بروحها ومهج قلبها .

وهنا نسجل رائعة الشاعر للمناضلة البطلة بنت فلسطين وأم الشهداء

أجمل الأمهات التي انتظرتهُ,
وعادْ…
عادَ مستشهداً.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد

***
لم تَنتهِ الحرب
لكنَّهُ عاد
ذابلةٌ بندقيتُهُ
ويداهُ محايدتان….

***
أجمل الأمهات التي… عينها لا تنامْ
تظل تراقبُ نجماً يحوم على جثة في الظلام…

***
لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض
لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول.

صامدون هنا, (صامدون هنا)
قرب هذا الدمار العظيم,
وفي يدِنا يلمعُ الرعب,
في يدِنا. 
في القلبِ غصنُ الوفاء النضير.

صامدون هنا, (صامدون هنا) …
باتجاه الجدار الأخير

لك الصبر يا حاجه أم رضوان … ولك الأجر عند الله والمجد والخلود للشهداء .

778

زر الذهاب إلى الأعلى