أخبار

عوائل الشهداء في رمضان

ما أن تحين ساعة المغيب ويقترب موعد الإفطار، معلناً المؤذن نداء الله أكبر حتى تتجمع العوائل حول المائدة، لحظات تبدو طبيعية وجميلة لبعض المواطنين، لكنها في الوقت ذاته عصيبة وصعبة على أولئك الذين فقدوا أبنائهم الشهداء …

لمّة العائلة

لعل حال الذين فقدوا جميع أفراد عائلتهم ومضوا في درب الشهادة هو الأصعب والأكثر تأثيراً في النفوس، فتعجز الكلمات عن وصف مشاعرهم ومعاناتهم بسبب حرمانهم لمّة العائلة ساعة الإفطار أو السحور، ليجلسوا وحيدين على المائدة ليس لهم إلا الدمع وشريط طويل من ذكريات آبائهم وإخوتهم. ومهما وصفنا اللحظات الأليمة التي يمر بها الإنسان لحظة فقدان أعز الأحباب الى قلبه فلن نستطيع أن نرسم تلك الملامح الحزينة التي زرعها العدوان الأخير في قلوبهم .

مجرد عبادة الحاج عوض نصر، فقد اختفت فرحة استقبال شهر الرحمة والعتق من النار على محياه، لتحتل مكانها مشاعر الفقد والحنين، فتراه يجلس قبيل موعد الإفطار يتأمل صورة ابنه الشهيد المعلقة على طول حائط المنزل علها تنطق يوماً وتعوض الشوق الكبير لابنه. مهما امتلك المرء من فصاحة اللغة والبلاغة فلن يستطيع أن يصف حال أسر الشهداء في رمضان فهم وحدهم من يعيش المعاناة ويعيشون الجرح المتجدد الذي لن يزول إلا بتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال وحتى يتحقق ذلك لن يكون أمام أسر الشهداء في رمضان إلا الدعاء لأبنائهم بالرحمة والمغفرة.

زر الذهاب إلى الأعلى