شهداء فلسطينعمليات جهادية

عملية مفترق مجدو

لن ننسى… الذكريات المجيدة ، المليئة بالعز والفخار والكرامة ، بطولة وعنفوان وبذل وعطاء ،، هذه الذاكرة التي لم ولن ينطفئ أوارها مهما تباعدت الأزمان وانقضت السنين ، إنها الذكرى الثانية عشر للعملية النوعية والفريدة التي نفذها الاستشهادي المجاهد “حمزة سمودي “من سرايا القدس والتي تصادفت مع الذكرى الـ45 للنكسة.

وهي من أكثر العمليات التي تميزت بالنوعية  لحركة الجهاد الإسلامي  نفذها المجاهد “حمزة سمودي” من سرايا القدس.

تفاصيل العملية

وقعت عملية مفترق مجدو شمال فلسطين المحتلة في تاريخ 5-6-2002 التي تصادف ذكرى نكسة فلسطين، في تمام الساعة 7:15 بتوقيت القدس المحتلة قرب باص رقم 830 التابع لشركة آيجد الصهيونية. حيث تجاوزت السيارة المفخخة والتي يقودها المجاهد الاستشهادي حمزة سمودي أحد مجاهدي سرايا القدس في فلسطين، قبل تقاطع مجدو الحافلة التابعة لشركة «آيجد» للنقل لتنفجر فيها، وغطى الحطام وقطع المطاط المحترق وأجزاء الحديد الملتوية الأرض بدائرة يبلغ قطرها أكثر من 200 متر. اختلطت فيها قفازات الأطباء المغطاة بالدماء وأكياس المصل التي استخدمتها أجهزة الإنقاذ.

وقد حدثت عدة انفجارات داخل الباص بعد الانفجار الأول وتعلل شرطة العدو هذه الإنفجارات لانفجار الذخيرة التي كان يحملها الجنود داخل الباص، وجميع من كان داخل الباص قد تطايرت أجسادهم وأشلائهم إلى خارج الباص والعديد من الجثث.

بلغ قوة الانفجار لتقفز الحافلة البالغ وزنها 12 طناً وتحط على الحاجز الأمني من جهة اليمين والذي سوته بالأرض لمسافة 50 متراً قبل أن تتوقف وإطارها الخلفي في حفرة على بعد 100 متر من مكان الانفجار.

وأدت لمقتل 18 جنديا ومجندة صهاينة كانوا ضمن القتلى الذين أعلن عنهم، ويتوقع أن يكون العدد أكبر من ذلك.

 

في تلك اللحظات استيقظ مئات المعتقلين الفلسطينيين في سجن مجدو الذي يبعد فقط ثلاثمائة متر فقط عن مفرق مجدو الذي وقعت فيه عملية التفجير الفدائية على صوت انفجار مجدو. وقال أحد السجناء  انه «ما إن علم الأسرى بان الانفجار ليس إلا عملية استشهادية حتى تعالت صيحاتهم بالتهليل والتكبير تعبيرا عن الفرحة التي اعتبروها هدية من السماء.وأضاف أبو معاذ أن بعض أشلاء الجثث وصلت إلى داخل المعتقل.

الشهيدحمزة سمودي:

ولد في بيت فلسطيني متدين عام 1984 ليكون الابن الأخير والأصغر، قبل عامين من العملية  ترك حمزة المدرسه وقرر العمل لمساعدة عائلته فعمل بائعاً متجول ومرة عاملاً في منشار حجر في قرية سالم. عرف بالتزامه الديني والأخلاقي فكان يقضي أوقاته بين الصلاة والعمل والبيت حتى أنه طلب من اشقاءه ترك رعاية والداه له فاهتم بهم، فقد كان ابنا مميزا لأسرته لوالده ووالدته ووفياً لفلسطين وقضيه شعبه حرم نفسه الكثير وضحى بمستقبله من أجل أسرته وبلده. وعندما جاءه نداء الحق والواجب وفلسطين لم يتاخر فلبى نداء الجهاد والإسلام والشهادة وأبر بعهده للشهداء وفلسطين وخاصة شهداء المجزرة الوحشية في المخيم وثار لهم.

تستذكر والدته اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد “حمزة” فتقول: بالرغم من اعتزازي الشديد بابني “حمزة” إلا أني حزينة بعض الشيء لأنه لم يودعني، وقالت الله يرحمه تعشيت أنا وإياه وسهرت معه وبقي يتحدث عن الإسلام والدين والشهادة لم أكن أعرف انه لن يعود ولو أنني عرفت لعانقته وباركته ولكنه نهض ونام كالعادة لم يقوم بأي حركة مثيرة ونمت حتى شاهدته آخر مرة عندما قام وصلى الفجر وخرج دون أن يودعنا ولكن عثرنا بعد العملية على وصيه قال فيها إنه يهدي عمليته لفلسطين والمسجد الأقصى والشهداء وطلب من إخوته مسامحته وعدم الحزن منه وأوصاهم بوالده المسن ووالدتهم وإخوته وأن يهتموا بشقيقاته وأكد أنه نفذ العملية لأنه مقهور من اليهود وأمريكا الذين اضطهدونا ودمرونا.

هذه العملية “مفترق مجدو” إحدى سلسلة عمليات التي جاءت رداً على المجازر الصهيونية في غزة ونابلس وجنين، لتحطم السور الواقي لهذا الكيان الغاصب ولتعلن للعدو أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه ولن يسكت عن جرائهم وأنهم مستمرون في المقاومة والجهاد .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى