عملية مطار اللد
من الذاكرة
أربعة وأربعون عاماً مرت على عملية اللد التي هزت الكيان العدو ،وأكدت للصهاينة أن القضية الفلسطينية هي قضية كل ثائر ، وكل إنسان حر ينصر الحق ويقف بوجه الظالم ،و يؤمن بمظلومية هذا الشعب الذي تآمرت عليه جميع الدول الإستعمارية الإمبريالية المهيمنة .
في هذه العملية شارك الفدائييون اليابانيون من منظمة الجيش الأحمر الياباني ،بقيادة المناضل كوزو أكومتو ، مع مجموعة من خيرة شباب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،بتاريخ 30/5 /1972 . عملية مطار اللد الرأس المدبر والمخطط لهاهو الدكتور وديع حداد ،القائد العسكري في الجبهة الشعبية. جاءت هذه العملية رداً على عملية الكومندوس الإسرائيلي ،وإحراقه لمطار بيروت ،وطائرات لشركة الشرق الأوسط.
انطلق الفدائيون من مطار روما في إيطاليا ، متوجهين إلى مطار اللد في رحلة عادية . دخل الركاب ومعهم الفدائيون: البطل ياسويويكي ياسود الإسم الحركي (صلاح ) ،والبطل تسويوشي أوكودايرا (باسم) ، والقائد أكوز أكوموتو (أحمد ) إلى صالة المطار في إنتظار الحقائب وعندما استلموا حقائبهم أخرجوا منها بنادقهم الرشاشة وقنابلهم اليدوية ،وبدأوا بإطلاق النار على موظفي الأمن والجوازات والجمارك .ودامت سيطرة الفدائيين على المطار حوالي 15 دقيقة .عطلوا خلالها طائرات تابعة لشركة العال الإسرائيلية وذلك برمي قنبلة ثلاث قنابل يدوية عليها ، وإلقاء قنبلة على قسم الجمارك في المطار ،ورمواواحدة على السيارات الموجودة أيضاً.
نجحت المجموعة الفدائية بتحقيق هدف العملية بإغتيال العالم الأسرائيلي ،وقتل 26 صهيونيا وجرح أكثر من 80 آخرين.
بعدها انسحب الفدائيين من أرض المطار واشتبكوا في طريقهم مع دورية للعدو قرب سجن الرملة .أسفر الاشتباك عن إصابة خمسة من أفراد الدورية، واستشهاد اثنين من الفدائيين .وأسر الصهاينة الفدائي البطل(( أكوزو أوكوموتو )) وبقي الأخير أسيراً في سجون الإحتلال 13 عاماً، إلى أن قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _القيادة العامة بعملية ((الجليل )) في 20 ايار 1985 ،عملية تبادل واسعة شملت المناضل أكوزو أكوموتو .
وإنطلاقاًمن الإحترام الكبير لهذا الثائر ،استقبلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذا القائد مرفوعاً على الأكتاف ،تكريماً له على مافعل وتخفيفاً لهول ما رأى بسجون الإحتلال في العزل الإنفرادي طيلة سنوات اعتقاله .
في شباط سنة 1997 قامت قوة أمنية لبنانية بمداهمة منزل في جب جنين وألقت القبض على أكوزو ومعه خمسة يابانيين أخريين ، وتم سجنهم ثلاث سنوات بتهمة الدخول خلسة إلى لبنان
وعندما سئل البطل أكوزو في المحكمة عن سبب وجوده في لبنان بشكل غير رسمي وعن سبب إستعماله لجواز سفر مزور .
أجاب وهو يتلمس رأسه عند نطقه بهذا الكلام ((من آثار التعذيب في سجون الإحتلال بعد قيامي بعملية اللد ظننت أنني أصبحت مواطناً عربياً لي الحق الإقامة في أي بلد عربي .أما إعتمادي لجواز سفر مزور فسببه ملاحقة الشرطة اليابانية والإنتربول الدولي لي بسبب هذه العملية )) .
ستبقى ذاكرتنا متقدة..فخوريين بعملياتنا وبطولاتنا … مستبشرين الخير والأمل بشبابنا وشهدائنا الذين يرسمون بدمائهم طريق النصر.
فلسطين أنت البوصلة..أنت قبلة الجهاد والمقاومة……أنت محط أنظار كل ثائرٍ مناضلٍ شريف يرفض الذل والهوان .
.
#فلسطين_ذاكرة_الشهداء