عملية “كدوميم”.. انتهت “سنوات العسل” للمستوطنين في الضفة
تعيش “إسرائيل” حالة من الذهول والصدمة مع تصاعد وتيرة العمليات الفدائية النوعية في الضفة الغربية المحتلة،
وهو ما لم تعهده منذ سنوات انتفاضة الأقصى عام 2000 بالنظر إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد القتلى “الإسرائيليين”
خلال العام الجاري.
وكانت آخر العمليات، عملية “كدوميم” التي نفذها الشهيد القسامي أحمد ياسين غيظان، عصر يوم الخميس 6 تموز/ آب
2023م في مغتصبة “كدوميم” الواقعة بين مدينتي نابلس وقلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن مقتل
جندي “إسرائيلي” وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وتبنت كتائب الشهيد عزالدين القسام – الجناح العسكري لحركة “حماس” العملية، وقالت إنها جاءت رداً على العدوان
“الإسرائيلي” بحق مدينة جنين ومخيمها، متوعدة الاحتلال بالمزيد.
كما تبنت “القسام” بشكل رسمي على لسان متحدثها الرسمي أبو عبيدة، سلسلة من العمليات النوعية التي نفذت
مؤخراً؛ أبرزها عملية مستوطنة “عيلي” قرب رام الله في 20 حزيران/ يونيو المنصرم وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين
صهاينة، وجاءت بعد ساعات من مجزرة ارتكبها الاحتلال في جنين وأسفرت عن استشهاد 5 مواطنين.
وتواصلت الضربات كردٍ سريعٍ على عدوان الاحتلال الأخير على مخيم جنين بعملية نفذها الشهيد عبد الوهاب خلايلة في
قلب “تل أبيب” وأسفرت عن جرح 8 مستوطنين بينهم اثنان بحالة الخطر.
وأسفرت العمليات الفدائية بالضفة والقدس والداخل المحتل منذ مطلع العام الجاري عن مقتل نحو 30 “إسرائيلياً” وجرح
المئات في وتيرة لم يعهدها كيان الاحتلال منذ قرابة العقدين.
دلالات نوعية:
وبحسب مراقبين فإن عملية “كدوميم” التي نفذها القسامي غيظان تمثل نقلة نوعية في أداء المقاومة بالضفة نظراً
لرمزية المكان؛ حيث المستوطَنَة التي يقطنها وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فضلاً عن سرعة الرد
على جريمة جنين.
ويؤكد المراقبون أن اختيار مكان العملية ليس أمراً عابراً أو صدفة إنما كان مدروساً وأوصل رسالة قوية لرموز التطرف
“الإسرائيلي”، مستدلين على ذلك ببيان القسام.
وقالت كتائب القسام في بيان التبني: إن “عملية كدوميم جاءت لتقول للوزير الصهيوني المجرم سموتريتش بأن القسام
كاد أن يطرق عليك باب بيتك”.
المختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف يقول لوكالة “صفا” إن: “من خطط للعملية واختار مكانها أراد توجيه
رسالة للمتطرف سموتريتش أنك لست ببعيد عن أيدي المقاومة، وستطالك آجلا أم عاجلاً”.
بالإضافة لذلك يشير الصواف إلى أن الشهيد أحمد ياسين غيظان أكد بعمليته البطولية أن المقاومة مستمرة ولن
تتوقف، وستشتد في توجيه ضرباتها ليس فقط لجنود الاحتلال ومستوطنيه بل لمنظومته الأمنية والمخابراتية.
كما يضيف: “يبدو أن المقاومة المتسلحة بإرادة قوية وعزيمة لا تلين ورغم شح الإمكانات قادرة على تسجيل نجاحات
يومية على غرار نجاح عملية تل أبيب، وعملية الخميس، وما كان من قبل في بطولات جنين، وما سيكون في الأيام
القادمة”.
ويتوقع الصواف اشتداد المقاومة في الأيام المقبلة مضيفاً أن الاحتلال قد يكون أمام أيام أكثر إيلاماً.
ويتابع أن الفلسطيني الجديد الذي ظن الاحتلال أنه سينسى بعد أن يموت الكبار؛ بات أكثر وعياً وأصلب إرادة، ومصمم
على عودة الأرض، ومتمسك بحقه مدافع عنه بكل ما لديه من قوة، وعازم على مقاومة المحتل حتى يرحل عن أرضه.
أحلام زائفة:
الباحث في الشؤون “الإسرائيلية” عدنان أبو عامر يرى أن عملية كدوميم تحمل دلالات كثيرة؛ أهمها أنها وقعت في
“المستوطنة الدينية” التي يسكنها رموز الاحتلال، وأبرزهم وزير المالية الفاشي سموتريتش.
بالإضافة لذلك يقول أبو عامر: إن المنفذ غيظان هو سليل عائلة عريقة فهو ابن عمة الشهيد معتز الخواجا منفذ عملية
ديزنغوف في آذار/ مارس الماضي، كما أن عمه أحد رفاق المهندس يحيى عياش ونفذ عملية نوعية عام 1993.
كما يشير أبو عامر إلى أن أول قتيل “إسرائيلي” شمال الضفة الغربية بعد العدوان على جنين، يجعل مزاعم الاحتلال عن
نجاح عدوانه أحلاماً زائفة، وكلاماً مكتوباً على الجليد.