عملية عيون الحرامية
هي اللغز الذي تاه فيه الكيان الصهيوني أكثر من عامين ونصف. لتنتهي التساؤلات والتكهنات حول قناص عملية وادي الحرمية، فالقناص ليس كهلاً كما اعتقد الكثيرون وذلك بسبب استخدام بندقية انجليزية قديمة الصنع في حينها.وإنما شاب فلسطيني من قرية سلواد، ثائر كايد قدورة هو الشاب الفلسطيني الذي استطاع أن يظهر الوجه الحقيقي لضعف الأجهزة الأمنية لهذا الكيان الغاشم الذي هو أوهن من بيت العنكبوت بعملية نوعية الأولى من نوعها منذ عام 1967.
حياة الأسير ثائر كايد قدورة:
الأسير المجاهد ثائر كايد قدورة (33 عامًا) ولد عام 1980 لأسرة مجاهدة، حيث تعرض والده وإخوانه للاعتقالات في سجون الاحتلال منذ ثمانينيات القرن الماضي، فيما يقبع شقيقه الأصغر عبد القادر (28 عامًا) داخل السجن منذ سنوات وهو محكوم بالسجن لمدة 12 عامًا بسبب إطلاقه النار على سيارة مغتصب صهيوني بالقرب من سلواد عام 2004م. وسبق ثائر جده المرحوم الحاج قدورة الذي جاهد في صفوف الثوار ضد الانتداب البريطاني عام 1936 وفي معركة القسطل بالقدس المحتلة عام 1948م. فيما اغتالت وحدة من قوات المستعربين الصهيونية خاله الشهيد نبيل حماد (19 عامًا) في عام 1991 خلال مواجهات داخل البلدة.
عملية وادي الحرامية:
في يوم الاثنين 3/آذار/2002، في وادي يقع في الطريق بين مدينة رام الله ونابلس، يطلق عليه وادي الحرمية، (كان في السابق نقطة للشرطة البريطانية أيام الانتداب)، لكن في اليوم المذكور كان عليه حاجز عسكري كان يهين الفلسطينيين ويريهم الويل ويقهرهم ويذلهم ويعيقهم من الوصول إلى بلداتهم وقراهم فجأت هذه العملية للثأر والانتقام من هذا الحاجز وبعد العملية تم إزالة الحاجز بالكامل.
وفق لمصادر التحقيق في العملية عثر حامد في العام 1998 في بلدته على بندقية قديمة الصنع ومعها 300 رصاصة، واعتاد في مرحلة لاحقة على اطلاق الرصاص منها على أهداف معينة في منطقة الوديان المحيطة بقرية سلواد، وفي العام 2002 قرر أن ينفذ هجوماً ضد جنود الحاجز الذي يعرفه جيدا”.
وتضيف تلك المصادر “انطلق حامد في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم العملية باتجاه الحاجز، حيث كمن في منطقة تسمى الباطن وتشرف على الجهة الغربية للوادي، إذ أن الجهة الشرقية لا تتيح مجالاً واضحاً لرؤية الجنود في الموقع، وعند الساعة السادسة صباحاً بدأ باطلاق الرصاص على جنود الحاجز وعددهم ستة، حيث تمكن من قتلهم جميعاً، وإنه خلال اطلاقه الرصاص سمع أصوات طلقات نارية في جميع الاتجاهات كان يطلقها الجنود، وبعد أن ساد الهدوء قام مجدداً بتلقيم مخزن الرصاص”.
وبعد خمس دقائق وصل جيب عسكري إلى الحاجز نزل منه ثلاثة جنود واحد من كل جانب والثالث من الخلف، وتمكن حامد من قتلهم جميعا، وبعد عدة دقائق وصلت سيارة مدنية نزل منها ثلاثة اسرائيليين، وعن تلك الواقعة يقول ثائر في اعترافه ” تمكنت من قتل احدهم أما الآخران فقد هربا بسرعة واختبأا خلف ساتر من الباطون ولم أعد أراهما.”
وبعد دقائق وصلت سيارة اسرائيلية من جهة نابلس نزل منها مستوطن وبيده مسدس، وتمكن حامد من قتله بسهولة، وخلال نفس الوقت وصلت سيارة اخرى لكن السائق لم ينزل منها، فاطلق عليه حامد النار واصابه بجروح خطيرة ،كما وصلت سيارة اخرى نزل منها مستوطن وبيده بندقية ام 16 حيث بدأ بتوجيه سلاحه بعد ان تمركز خلف مكعب من الباطون، وقد تمكن حامد من اصابته بجروح خطيرة ايضا، وفي مرحلة اخيرة وصلت دورية عسكرية الى الحاجز من الجهة الشمالية فاطلق حامد عليها الرصاص، وفي تلك اللحظة انفجرت البندقية وتفككت اجزاؤها، فاضطر الى الرجوع سيرا على الاقدام والعودة الى منزله في قرية سلواد.
وكانت تلك العملية قد أسفرت في نهايتها عن مصرع عشرة اسرائيليين من بينهم سبعة جنود وثلاثة مستوطنين، كما أصيب ستة من المستوطنين والجنود بجراح خطيرة وثلاثة بجروح متوسطة.
وأكد حامد خلال التحقيق معه كما ذكرت نفس المصادر “الى ان العملية برمتها استغرقت عشرين دقيقة اطلق خلالها 30 رصاصة
اعتقال صاحب اللغز الغامض:
اقتحم الاحتلال بلدة سلواد، وقام بمنع التجوال فيها، ومن ثم قام باعتقال ثائر وعدد آخر من شبان البلدة ممن يمتلكون الخيول.
وقام الاحتلال على فوره بجلب خبراء لمقارنة “حوافر” الخيول بالآثار التي وجدت بالقرب من العملية، ولكنهم لم يعثروا على تطابق بين حافر الخيل التي ملكها ثائر وبين تلك الموجودة في أرض العملية.
يقول ثائر في معرض حديثه عن ذلك إنه بعد تنفيذ العملية قام بتبديل خيله مع خيل صديق آخر من قرية مجاورة لسلواد، وبسبب ذلك لم يجدوا تطابقا مع الآثار، وقام الاحتلال بإطلاق سراح منفذ العملية بعد عدة أيام بسبب عدم وجود أي من الدلائل أو الإثباتات.
وصل الاحتلال لحل لغز عملية حماد بعد أكثر من عامين ونصف العام استمر خلالها في البحث عن منفذ هذه العملية، وأشارت جميع نظريات الاحتلال أن منفذ هذه العملية هو خبير وكبير في السن.
وفي الليلة التي اعتقل فيها ثائر، توجه ضباط كبار من قوات الاحتلال لمنزل ثائر لأجل اعتقاله، ومن ثم قاموا بوضعه في غرفة الضيوف، وقام الضابط الصهيوني الذي اعتقله بأداء التحية العسكرية له، ومن ثم قام باعتقاله.
هكذا تمر قافلة الأبطال، إما شهداء إلى القبور وإما أسرى إلى السجون. فالمجد للشهداء والحرية للأسرى.
ثائر اسمك، وأنت ليس بثائر مثلهم. فمنك الثوار تعلموا وبك الفلسطينيون على اختلاف انتماءاتهم يفتخروا..