عملية «ديزنكوف» الاستشهادية
نوع العملية: استشهادية.
مكان العملية: شارع “ديزنكوف” وسط مدينة (تل أبيب).
تاريخ العملية: 19-10-1994م.
خسائر العدو: مقتل 23 صهيونياً وإصابة 47 آخرين.
المنفذ: الاستشهادي/صالح صوي نزال من قلقيلية.
ميلاد الاستشهادي
في مدينة قلقيلية وبتاريخ 13/9/1967 ولد صالح عبد الرحيم حسن صوي نزال بين ستة من الإخوة الذكور، وأربعة من الأخوات الإناث.
نهل تعليمه في جميع مراحله الدراسية في مدينة قلقيلية، فمن مدرسة المرابطين الأساسية انهى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، لينتقل لمدرسة السعدية لينهي مرحلته الثانوية سنة 1987، والتحق للدراسة في معهد قلقيلية الشرعي ألا أنه آثر على نفسه متابعة دراسته الجامعية ليساعد والده في إعالته أسرته الكبيرة، تراوح عمله ما بين العمل في مخبز والعمل في الزراعة.
ارتاد الشهيد المساجد في سن صغيرة، فقد كان من ابرز الصبية الذين ارتادوا مسجد ابن تيمية في المدينة، وكان من ابرز حفاظ القرءان الكريم فيه، كما كان كثير المطالعة، عرف بهدوئه وصمته وكثرة صيامه
انضم إلى حركة حماس منذ فجر انطلاقتها, أصبح مطارداً ومطلوباً للقوات الصهيونية في 16/4/1994م انضم خلال هذه الفترة لكتائب الشهيد عز الدين القسام.
مسيرة حياته
نهل الشهيد القائد صالح صوي تربيته في بيت كانت التضحية احد أهم سماته، فشقيقه الذي يليه في إخوته حسن ارتقى شهيدا في 9/8/1988 اثر اشتباكات عنيفة جرت في البلدة، أما شقيقه الأصغر قاسم فقد أصيب في الانتفاضة الأولى برصاصة من نوع “دمدم” خلال مشاركته في احد فعاليات المقاومة في صفوف حركة المقاومة الإسلامية قبل أن يتعرض للاعتقال وعند اندلاع الانتفاضة الأولى في عام 1987م.
كان صالح من المشاركين في فعالياتها وقد عرَّضه نشاطه المميز للاعتقال على يدي القوات الصهيونية، وهناك تعرض للكثير من الضرب والإهانات لثنية على المشاركة في فعاليات الانتفاضة، كما تعرض اغلب أفراد أسرته للاعتقال على خلفية المشاركة في فعاليات حماس، وعليه فلم يسلم منزلهم في أي عملية اقتحام للمدينة من الاقتحام هو الآخر، والتعرض لعمليات التفتيش التعسفية التخريبية.
مع اشتداد فعاليات الانتفاضة ، وتأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام لخلاياها الأولى، كان صالح من لبناتها الأولى بعد أعوام قليلة على تأسيسها، ويكون من ابرز مساعدي ولوجستيي عياش في منطقة قلقيلية، لذلك تعرض قبيل انكشاف سره في العمل بكتائب القسَّام للاعتقال أكثر من سبعة مرات، إلا أن صلابته في التحقيق وعدم وضوح ملامح دوره في العمل العسكري، سهل عليه الخروج من المعتقل والحكم عليه فترات قليلة.
في آخر مرة وفي الشهر الثالث من 1994 اقتحمت قوة كبيرة من القوات الصهيونية البلدة لاعتقال صالح، إلا انه استطاع الخروج من المنزل قبل دخول تلك القوات ، ورغم الإلحاح الكبير من قبل المهندس لصالح بتسليم نفسه كون التهم التي تتهمه بها القوات الصهيونية لن تُمكثُهُ في المعتقل إلا أشهر معدودات، إلا أن صالح أبي الاعتقال، رغبة في الشهادة.
بعد استشهاد الخلية القسامي التي قامت باختطاف الجندي الصهيوني ” ناحشون فاكسمان” في بلدة “بير نبالا” قضاء رام الله، كان تخطيط المهندس النيل من تلك القوات وتلقينهم درساً قاسياً نظير من اقترفوه بحق المجاهدين.
تفاصيل العملية
فجَّر الاستشهادي القسامي صالح عبد الرحيم حسن صوّي (نزال) “26” عاماً من قلقيلية نفسه داخل حافلة صهيونية في شارع ديزنكوف في قلب مدينة (تل أبيب) داخل الأراضي المحتلة عام 48م، حيث أسفر الهجوم عن مقتل (23) صهيونياً وإصابة ما يزيد عن (47) آخرين.
تعدّ هذه العملية الاستشهادية الثالثة في سلسلة عمليات ثأر بطولية جاءت رداً على مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل والتي وقعت بتاريخ 25/2/1994م، وهي من أكثر العمليات الاستشهادية قوة وتأثيراً ونجاحاً.
هزَّ الانفجار الضخم مدينة (تل أبيب) وحول الحافلة إلى كومة من الحطام، وأسفر عن إلحاق خسائر مادية كبيرة في واجهات المحالّ والمنازل المجاورة لمكان الانفجار، إضافة إلى إحداث حالة من الإرباك وسط أركان أجهزة العدو الأمنية، وضجة واسعة في أوساط حكومة المجحوم “رابين” الذي قطع زيارته لبريطانيا فور سماعه الخبر، فيما قطع وزير الحرب الصهيوني هو الآخر زيارة كان يقوم بها للولايات المتحدة آنذاك.
كما تعتبر هذه العملية الأخيرة للشهيد المهندس يحيى عياش أثناء إقامته في الضفة قبل توجهه إلى قطاع غزة برفقة الشهيد المهندس سعد الدين العرابيد.