عمليات جهادية

عملية “الهروب الجماعي الكبير”

عملية “الهروب الجماعي الكبير”

نوع العملية: هروب من سجن غزة المركزي.

مكان العملية: وسط مدينة غزة.

تاريخ العملية: 17-05-1987م.

الجهة المنفذة: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

تفاصيل العملية: هروب الشهداء مصباح الصوري، محمد الجمل، سامي الشيخ خليل، برفقة المجاهدين: صالح أبو شباب، عماد الصفطاوي، خالد صالح.

التفاصيل الدقيقة للعملية

ففي الـ17 من آيار/مايو عام 1987م الموافق هجرياً 19 رمضان من العام 1407هـ، وببركات شهر رمضان الفضيل، نجح ستة أسرى ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي في سجن صهيوني يقع وسط مدينة غزة ويُطلق عليه “سجن غزة المركزي” (السرايا) من نشر قضبان غرفة (7) في قسم (ب) الواقع في الطابق الثاني من السجن والهروب من عالم القيد رغم أنف السجان والإفلات من قبضة الاحتلال إلى عالم الحرية وساحة الجهاد.

بدأ الأسرى بنشر قضبان نافذة زنزاتهم في العاشر من آيار/مايو بشكل مدروس ولمدة سبعة أيام متواصلة دون أن يلاحظ أو يشعر أحد بما يفعلون، حيث بدأوا النشر من الجهة الخلفية للقضبان الحديدية خلال صلاة التراويح وأثناء آذان الفجر أحياناً، وفي ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة الموافق السابع عشر من آيار وبعد الانتهاء من النشر وكسر القيود، بدأ الشيخ/ مصباح الصورى وتبعه المجاهدون/ محمد الجمل وسامي الشيخ خليل ووصالح أبو شباب وعماد الصفطاوي وخالد صالح، بالخروج من النافذة الصغيرة والضيقة والتي تكاد تتسع لأجسامهم النحيفة.

ونزلوا إلى سقف تحت الغرفة بمسافة ثلاثة أمتار ومن ثم إلى معرش حديدي ثم الهبوط على الأرض على ماسورة من الحديد وتجولوا في السجن وفتشوا بعض السيارات التي كانت تقف بجانبهم بحثاً عن سلاح، وخشية من اكتشاف أمرهم سارعوا بتسلق شجرة كبيرة وعالية كانت تقع بجانب أسوار السجن الشاهقة ومنها قفزوا إلى خارج السجن باتجاه شارع الثلاثيني بغزة.

وفي تمام الساعة السادسة من صباح اليوم التالي اكتشف ضابط (العدد) أمر هروبهم حينما تبين له أن 19 أسيراً فقط في الغرفة من أصل 25 أسيراً، فأطلق صفارة الإنذار وأعلنت حالة الطوارئ في السجن ومبنى الحاكمية العسكرية الصهيونية الملاصق للسجن وسط مدينة غزة وانتشرت قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود حول السجن، وأجرت عمليات اقتحام وتفتيش واسعة لغرف وأقسام السجن، وبعد فشل محاولاتهم بالعثور على الأبطال الستة أعلن مدير عام مصلحة السجون هزيمته وهزيمة جيشه وفشل كافة اجراءاته الأمنية أمام إرادة وعزيمة وإصرار الأسير الفلسطيني.

عملية رائعة استندت إلى خطة مدروسة ومتقنة اتسمت بالكتمان والسرية، وتنفيذ دقيق لبنودها ومسارها وتعليمات معدها، واعتمدت على الله ودعوات ورضا الآباء والأمهات وإرادة صلبة وعزيمة قوية وإصرار لا يتزعزع من قبل المنفذين. لتشكل وعلى لسان بعض قادة الاحتلال فضيحة أمنية كبرى، وصفعة قوية للمنظومة الأمنية الصهيونية ولادارة مصلحة السجون واجراءاتها الصارمة.

فالجهات الأمنية والعسكرية الصهيونية أصيبت بالذهول ويجب أن تصاب بذلك وحتى بالانبهار للطريقة التي إستخدمها الأسرى الفلسطينيون للهروب من سجن يقع داخل مبنى الحاكمية الصهيونية بغزة ويحظى بحراسة كبيرة ومشددة على مدار ساعات اليوم, ومحاط بجدار شاهقة، وأسلاك شائكة، وأنوار ساطعة طوال ساعات الليل، وكيف نجحوا في كتم أصوات نشر قضبان الحديد وتمكنوا من الإختباء في الساحة الداخلية للسجن بعيداً عن أعين الحراسة , ومن ثم الهروب والاختفاء خارج السجن.

واصلوا عطائهم ومقاومتهم للاحتلال في ساحة الجهاد والمقاومة، فمنهم من أعيد اعتقاله، ومنهم من استشهد ومنهم من ينتظر، أما الشهداء هم:

الشهيد القائد مصباح الصوري.. العقل المدبر والمخطط لعملية الهروب، وهو أسير سابق أمضى 15 عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني قبل أن يُطلق سراحه في إطار صفقة تبادل الأسرى عام 1985، ولديه خبرة سابقة بأساليب الحراسة، وهو أول من قفز من النافذة الصغيرة، ليقود إخوانه نحو الحرية والشهادة، وبعد أكثر من أربعة شهور من المطاردة والمقاومة نال الشهادة بتاريخ 1-10-1987م خلال كمين نصبته قوات الاحتلال بمنطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة واستشهد برفقته المجاهدين محمد أبو عبيد ومحمد المقادمة.

الشهيدين القائدين محمد الجمل وسامي الشيخ خليل استشهدا برفقة الشهيدين زهدي قريقع وأحمد حلس، في اشتباك مسلح مع دورية صهيونية في معركة الشجاعية الشهيرة في السادس من تشرين أول/أكتوبر عام 1987، وكان استشهادهم بمثابة شرارة الانتفاضة الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى