عمليات جهادية

عملية الخضيرة 21/10/2002

 

 

يظن الكيان الصهيوني أن لن يستطيع أحد من اختراق حصونه وترساناته، لتأتي عملية سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تنسف هذه الحصون وتخترق كافة الإجراءات الأمنية الصهيونية المشددة. وتؤكد أنه أمام المقاومة تنهار كل ماهو زائف ومعتدي، فأصحاب الحق دائماً هم الأقوى.

في الساعة الرابعة والثلث من بعد ظهر يوم الاثنين 21/10/2002، بأقرب نقطة من بلدة برديس حنا بين العفولة والخضيرة القريبة من مفترق كركور الواقع بين مستعمرتي العفولة والخضيرة المتاخمتين للخط الأخضر شمال الضفة الغربية. كانت تسير حافلة من حافلات شركة أيجد الصهيونية، في تلك الأثناء كانت السيارة المفخخة بحوالي 100 كيلو غرام من المتفجرات تلتصق بالحافلة. ما هي إلا ثوان قليلة ليقع الانفجار وتتفحم الحافلة بالكامل وعدد من السيارات التي كانت موجودة لحظة الانفجار، الأمر الذي زاد من عدد القتلى والجرحى، حيث اعترف العدو الصهيوني بمقتل 16 صهيونياً معظمهم من الجنود والعسكريين وأصيب على الأقل حوالي 59 آخرين حالة احدهم حرجة و5 خطيرة .

نفذ المجاهدان الاستشهاديان محمد حسنين (19 عاما) وأشرف الأسمر (18عاما) في ذلك اليوم عملية وضعت العدو في موقف لا يحسد عليه أما أسطورة الترسانة والإجراءات المشددة. فقد تركت العديد من الأسئلة، وأهمها: كيف استطاعت المقاومة أن تنفذها بكل هذه الدقة والنجاح؟.

حياة الشهيد محمد حسنين
نشأ الشهيد محمد فوزي حسنين في أسرة متدينة وفقيرة، تسكن حي السيباط في جنين. ترك محمد المدرسة وقرر مساعدة والده الذي كان يعمل بائع كعك، فعمل في نفس مهنة والده بائع متجول. كرس حياته للعمل ثم فتح صالون حلاقة وعمل به، ورغم صغر سنه التف حوله عدد كبير من الشبان الذين أحبوه وأصبحوا زبائن دائمين له، كان علاقته بالناس مميزة مما جعله قريبة من همومهم ومشاكلهم من ممارسات الاحتلال الصهيوني.

يقول والد الشهيد أنه مع اندلاع انتفاضة الأقصى تغير محمد وأصبح يصلي بشكل منتظم ويمضي وقته بالعمل وقراءة القرآن والكتب الدينية وحضور حلقت االوعي والإرشاد فأصبح متدين ولا يقطع فرض وتغير حديثه ونظرته للحياة، كان حساساً يبكي بشدة في وداع الشهداء فيتمنى أن يصبح مثلهم.

ويقول رفاق الشهيد أنهم قد عثر في خزانته الخاصة على رسوم مختلفة قام برسمها خط عليها رايات الجهاد الإسلامي وكلمات تؤكد انتمائه للحركة وحبه لها ولفلسطين والشهداء.

الشهيد أشرف الأسمر
إن الشهيد أشرف الأسمرهو الابن السابع في أسرته، وقد احتل مكانه خاصة بين أشقاءه وأسرته كونه أصغر أخوته ولاختلافه عن جيل شباب فقد كان ملتزماً ديناً وأخلاقياً، دائم التحدث عن عرس الشهادة الذي كان يحلم بأن يزف فيه. ففي مرحلة مبكرة قرر تحمل المسؤولية وترك المدرسة وعمل في دكانة صغيرة قرب منزل رفيقه محمد حسنين، كان أمينا ومخلصاً ومحباً لعائلته وشعبه.

ارتبط محمد حسنين مع رفيقة أشرف الأسمر بعلاقة وطيدة، كانا كالتوأم لا يفترقان إلا للعمل أو النوم فهما يتنقلان معا ويصليان بنفس المسجد بل أن علاقتهما كانت أكبر وأكثر من الأخوة.

وعندما نضج حلم محمد وأشرف انطلقا في صبيحة يوم الاثنين معاً من نفس الحي الذي انتميا إليه حاملين أرواحهم على أكفهم ليزلزلوا الأرض تحت أقدام المحتلين فيصونان عهدهما الذي قطعاه معاً في ساحة المسجد الحياة والشهادة معاً.

لقد تبنت “سرايا القدس”- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية الاستشهادية التي نفذها المجاهدان محمد حسينين واشرف الأٍسمر، لتعيد إلى أذهاننا عملية مجدو الاستشهادية التي قتلت اكثر من 16 صهيونياً. لتأكد دوماً أن المقاومة مستمرة في  زلزلة الكيان الصهيوني لكي لا يشعر بأي نوع من أنواع الارتياح والأمان.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى