«عملية الخضيرة» الرد الأول على اغتيال القائد لؤي السعدي
هم الأبطال الذين أذاقوا العدو الويلات بعملياتهم النوعية والبطولية، فاقتحموا السدود والحصون وضربوا العدو في عقر داره، رغم الاحتياطات الأمنية المشددة، ليؤكدوا من جديد أن لا حدود تمنعنا من الوصول إليكم أيها الصهاينة الجبناء في كل زمان ومكان، كي نذيقكم كاس المنون، ونمزق أجسادكم إلى أشلاء، ولنقول لكم أن لا وجود لكم فوق هذه الأرض المباركة.
تطل علينا اليوم الثلاثاء 26-10 الذكرى السنوية السادسة عشر لعملية الاستشهادي “حسن أحمد أبو زيد” من سرايا القدس والتي نفذها في السوق التجاري لمدينة الخضيرة المحتلة، وأدّت إلى مقتل 6 صهاينة وإصابة العشرات، واخترقت الحصن الأمني للكيان الصهيوني وضربته في العمق.
تفاصيل العملية
بعد إقدام العدو الصهيوني على اغتيال القائد لؤي السعدي ومساعده ماجد الأشقر، قررت سرايا القدس الرد على الجريمة وكان الرد سريعاً وموجعاً حيث لم يمض 48 ساعة على عملية الاغتيال الجبانة، ففي الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء الموافق 26 أكتوبر 2005م تمكّن الاستشهادي المجاهد حسن أحمد أبو زيد من ضاحية قباطية بمخيم جنين من تفجير حزامه الناسف الذي كان يرتديه تحت ملابسه وسط تجمع للصهاينة بالقرب من مجمع تجاري يكتظ بالصهاينة في وسط مدينة الخضيرة المحتلة، واعترف العدو الصهيوني بمقتل 6 صهاينة وإصابة 55 آخرين، منهم خمسة في حالة خطيرة.
السرايا تتبنى العملية
أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها الكاملة عن العملية الإستشهادية في مدينة الخضيرة المحتلة والتي نفذها الاستشهادي المجاهد حسن احمد أبو زيد (21 عاماً) من قباطية قضاء جنين.
وقالت سرايا القدس:” أن العملية تأتي في إطار الرد الأولي على اغتيال الشهيد لؤي السعدي (32 عاما) قائد سرايا القدس في الضفة الغربية والذي استشهد في عملية اغتيال صهيونية بطولكرم شمال الضفة المحتلة وارتقى برفقته مساعده الشهيد المجاهد”ماجد الأشقر”.
وأضافت «لن يرى العدو منا الا ما رآه من شهيدنا لؤي السعدي وسيخرج له استشهاديونا من كل مكان ليحيلوا ليله إلى نهار وسيندم على جريمته حيث لا ينفع الندم ولتذهب التهدئة إلى الجحيم بلا رجعة».
الاستشهادي أبو زيد في سطور
ولــد الشــهيد المجاهــد حســن أحمــد أبــو زيــد في 5 أكتوبــر (تشريــن الأول) 1985م في قباطيــة بجنــين في أسرة بســيطة ميســورة الحــال، وهــو خامــس إخوتــه الثمانيــة.
درس المرحلــة الابتدائيــة والإعداديــة في مدرســة عــزت أبــو الــرب، وتابــع دراســته حتــى الصــف العــاشر، وبســبب ظــروف الأسرة الصعبــة انتقــل لمســاعدة والــده الــذي يعمــل ميكانيكياً، ونشــأ شــهيدنا المجاهــد حســن وترعــرع في أحضــان هــذه الأسرة التــي زرعــت فيــه حــب الوطــن وواجــب الجهــاد منــذ الصغــر.
شــجاعة قلبــه وإيمانــه العميــق باللــه دفعــه لتنفيــذ عمليــة استشــهادية ناجحــة، وحســه الإنســاني جعلــه يشــارك والــده في عملــه لإعالــة الأسرة الكبـيـرة، وحســن فــوق ذلــك مــرح خفيــف الــدم ســهل العــشرة، وتقــواه جعلتــه محافظ علــى صــلاة المســجد، متصفــاً بالأخــلاق الإســلامية التــي تحــث علــى فعــل الخـيـر والبعــد عــن الإســاءة، وهــو مطيــع لأبويــه محســن لــكل مــن يخالطــه، شــخصية بهــذه النوعيــة نوقــن بــأن لصاحبهــا مــن اســمه نصيب.
عندمــا كبــر شــهيدنا الفــارس حســن وأصبــح فتيــاً كبــرت في قلبــه محبــة الوطــن والجهــاد والشــهادة وصــار كلــما ســمع صــوت الرصــاص أو الدبابــات ســارع مــع أمثالــه مــن الفتيــان يرمــون القــوات الصهيونيــة بالحجــارة؛ فهــم أشــبال ليــس أمامهــم خيــار آخــر، فأخــذ يرشــق الحجــار بوجــه البندقيــة؛ فهــو يؤمــن في داخلــه بــأن ذلــك الحجــر أقــوى وأصــدق وأعظــم مــن تلــك البندقيــة.
وهنــا عــزم الشــهيد المقــدام حســن علــى أن يكمــل مشــوار جهــاده، ولم يكــن يتضــح لأي شــخص مــا يخطــط لــه ومــا يحتفــظ بــه داخــل قلبــه، إنــه يطلــب مــن اللــه عــز وجــل الشــهادة في ســبيله، وهــذا مــا لم يعلــم بــه إلا اللــه، وليكــون جهــاده فاعــلا في مواجهــة العــدو التحــق بسرايــا القــدس الجنــاح العســكري لحركــة الجهــاد الإســلامي.
قباطية تحتضن جثمانه
سلّم العدو الصهيوني جثمان الاستشهادي حسن أبو زيد بتاريخ 31-5-2012م، بعد أن احتجز جثمانه الطاهر لمدة 7 أعوام في مقابر الأرقام، وشيع آلاف من أهالي بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة جثمان الاستشهادي أبو زيد.