14 عاما على العمليةالاستشهادية ” اختراق الحصون المشتركة”
لتكن رجلاً حين تطلبك اللحظة أو تموت كما يموت الناس ”
ميلاد الشهيد ونشأته
في تاريخ 12/7/1988م كان مخيم الصمود والبطولة مخيم الشاطئ على موعد مع أول بصيص نور لعثمان أحمد محمد أبو حجر ،
ترعرع وكبر بين جنبات المخيم مع أسرة فلسطينية هجرت في العام 1948م من قضاء يافا ، أسرة مؤمنة كريمة لطالما عرفت بالالتزام
والأخلاق وارتياد المساجد .
تدرج عثمان في المراحل الدراسية حتى الصف السادس الابتدائي في مدارس وكالة الغوث ، ولم يتمكن من إكمال تعليمه ،
ليمتهن بعد ذلك مهنة الخياطة ، ليعيل عائلته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا من حصار وظلم .
تميز شهيدنا المجاهد بعلاقاته الاجتماعية الحميمة مع الناس حيث كان اجتماعيا لدرجة عالية فكان يتمتع بحب الناس جميعا
فقد كان محبوبا بين أهله وإخوانه وكان ودودا ورحيما بوالديه وقد ميزته ابتسامته الروحانية الدائمة التي لا تفارق محيّاه ،
إلى ذلك اتصف بالشجاعة ، فكان لا يهاب مواجهة الأعداء ولا يخاف في الله لومة لائم .
مشواره الجهادي
لأنها فلسطين الغالية الذي لا نوفيها من دماء لنعيد لها قدرها .. لأنه أحبها وعشق ترابها .. فجلس مع نفسه للحظات
وتحدثه نفسه هل نسكت على تدنيس فلسطين وقدسها أم ماذا نفعل ؟؟!! ليجيبها قائلاً أقدمك فداءاً لقدسها و وفاءاً
لأسراها .. ليحمل هموم أمته وتهتز مشاعره وأحاسيسه لدى رؤية ما يلحق بشعبه من دمار وتنكيل وظلم وجور على
يد العصابات الصهيونية المحتلة لوطنه فلسطين .
ومع ازدياد العمل الجهادي في الانتفاضة الأولى وروعة العمليات الجهادية التي كان يخطط لها الشهيد محمود عرفات الخواجا
فمن عملية بيت ليد إلى عملية ديزنقوف وعمليات أخرى ، ازداد اطلاع الشباب المسلم على كل هذه الأحداث والعمليات
وتأثرهم وإعجابهم بهذه المسيرة والفكر وهذا النهج الواضح ،انتمى عثمان لصفوف حركة الجهاد الإسلامي أوائل العام 2003م
، فالتزم الصلاة في المسجد الأبيض القريب من سكناه ، ليتسلسل في العمل التنظيمي ليكون من الشباب البارزين
في جميع الفعاليات الخاصة والعامة للحركة في المخيم ، فعمل في لجنة الفعاليات العامة في مخيم الشاطئ والتي كان مسئولها
الشهيد القائد أكرم عقيلان ، بعد تأسيس مسجد عمر بن الخطاب ” عسقلان ” كان الشهيد المجاهد عثمان أبو حجر من أبرز
الشباب المحافظين على المسجد والمواظبين على الصلاة فيه والالتزام في جلسات الذكر وتحفيظ القرآن الكريم ، ليكلف ويكون
أحد أعضاء أسرة المسجد .
درب الجهاد
تدرب عثمان على أنواع مختلفة من الأسلحة، وتخرج من عدة دورات عسكرية بنجاح ، بالإضافة إلى نشاطه الهائل والذي دفعه ليعمل
في أكثر من مجال في العمل الجهادي،فعمل ضمن صفوف الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس ويشارك في العديد من عمليات
إطلاق الصواريخ القدسية وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية المحاذية لشمال قطاع غزة.
علم عثمان مقدار أجر الرباط على الثغور فكان لا يدخر جهداً إلا واستثمره في سبيل الله، كانت سريته وحرصه على أداء مهماته
حتى أنه لم يكن أقرب المقربين إليه يطلع على تفاصيل عمله ما أعطاه تقديراً من قبل إخوانه في القيادة العسكرية، ليسجل بعد
ذلك أبرز المهمات الجهادية التي قام بها شرق بيت حانون مع بعض أخوانه وهي نصب كمين محكم للقوات الصهيونية الخاصة ،
أدى إلى إصابة العديد من الجنود الصهاينة .
حبه الشديد للقاء ربه وعشقه للشهادة جعله يلح على قيادته لينال شرف الانضمام لوحدات الاستشهاديين .. وكان له ذلك ليغدو ويروح في عدة عمليات استشهادية إلى أن كانت الشهادة من نصيبه في عملية ( خرق الحصون ).
الهجوم الاستشهادي
ليلة الاثنين الموافق 4/21/ 2008م، كان الشهيد ورفيق دربه الشهيد المجاهد ( فادي سالم ) من سرايا القدس والشهيد الفارس
( إبراهيم شلاش ) من كتائب شهداء الأقصى
على موعد مع الشهادة .
فبهذا التاريخ انطلق الأبطال مخترقين حصون مبنى المخابرات الصهيوني شمال قطاع غزة ممطرين العدو الصهيوني بوابل من
القنابل اليدوية والطلقات النارية واستمر الاشتباك مع قوات قرابة الساعتين وقد أسفرت العملية إصابة العديد من جنود العدو
الصهيوني ولا شك بأن العدو مارس كعادته التعتيم الإعلامي على العملية ونتائجها.
ارتقى المجاهدين إلى العلا.. تاركين خلفهم وصية : أن استمروا يا أخوتنا بالجهاد.. وهذا دمنا يناديكم أن تواصلوا طريق الشهداء..
أن تواصلوا طريق الحرية على درب الأطهار الأحرار ليعيش أبناء فلسطين أحراراً وليخرج الغزاة مندحرين من أرضنا .
( لتكن رجلاً حين تطلبك اللحظة أو تموت كما يموت الناس ) ، هذه المقولة يا عثمان لطالما عهدناك ترددها..
فكنت سيد الرجال قولاً وفعلاً..