عماد مغنية … ألف وجه ووجه … والهدف واحد الشهادة أو النصر
عماد مغنية، الذي أعطاه المراقبون والخبراء ألقابا من قبيل “الثعلب” و”الحاج القاتل” ، هو ليس “عماد المغنية” الذي ظهر في الصور المنشورة في كل مكان، ولم يكن في يوم من الأيام في حراسة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
مغنية، القيادي في حزب الله، الذي لاحقته استخبارات دول كبرى في العالم، واغتيل بدمشق هذا الشهر، كان يلعب كرة القدم بشكل دائم في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية في بيروت، كما يقول النقاش المقرب له.
وأنيس النقاش كان من الأصدقاء المقربين جدا إلى عماد مغنية، وتعود بداية الصداقة بينهما إلى سبعينات القرن الماضي، عندما جاء مغنية إلى النقاش طالبا أن يدرّبه حيث كان مسؤولا في حركة فتح.
وسبق أن سجن النقاش 10 سنوات في فرنسا، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار في باريس وأفرج عنه عام 1990، كما شارك مع “كارلوس” في عملية اختطاف وزراء النفط في فيننا عام 1975. وهو حاليا “منسق شبكة الأمان للدراسات الإسلامية” في لبنان.
عماد مغنية.. لاعب كرة
بداية، أكد أنيس النقاش، أنه كان صديقا مقربا من عماد مغنية ويلتقيه بشكل دائم. ويقول عنه “لم تكن لديه هموم شخصية أو عائلية أو أهداف سياسية يسعى إليها بل كان يركز دائما على إسرائيل”.
وعن حياته اليومية، يقول “كانت طبيعية أكثر مما يتصور البعض، واحترازية بأقصى أنواع الاحتراز. كان يحب لعب كرة القدم في الضاحية (الشياح) بشكل دائم ينزل إلى هناك ويلعب الكرة مع بعض الشباب من دون أن يعرفوا أنه عماد مغنية، كما كان يهوى ركوب الدراجة والسفر إلى الجنوب، وكان يتسوق بشكل طبيعي مع عائلته”.
واللافت أيضا في كلام أنيس النقاش أن الكثيرين في حزب الله لم يعرفوا عماد مغنية. يقول النقاش الأكثرية كانوا يلتقون به بأسماء متعددة ولا يعرفون أنه عماد، فقد كان يقدم نفسه بأسماء أخرى مثل مرتضى ومصطفى، ويقوم بمباحثات أمنية وسياسية، ويلقي محاضرات وندوات فكرية داخل الحزب من دون أن يعرفوا أن المتحدث هو نفسه الحاج رضوان أو عماد.
الصور وعمليات التجميل
وعن سر الصور المتعددة والمختلفة لمغنية، وقصة عمليات التجميل التي خضع لها. يقول النقاش لم يخضع عماد أبدا لعمليات تجميل، وهذا كلام قاطع أقوله لكم. هناك صور نشرت له وأصلا ليست له. والصور الصحيحة له هي فقط التي نشرها إعلام حزب الله. وقريبا سيظهر فيلم وثائقي عنه، وأصلا في إعلام حزب الله لم يكن لديهم صور له بسبب التكتم عليه.
ويضيف “أعرفه مذ 1976 ولم أحس أبدا أنه خضع لعملية التجميل، وإنما تغير وزنه وملامحه نتيجة التقدم في السن، والصورة الصحيحة له هي تلك في الثياب العسكرية، والتي التقطت له قبل حرب تموز 2006 بأسابيع”.
مسؤول استخبارات الحزب
وبخصوص التقارير المتضاربة حول منصب عماد مغنية في حزب الله، يقول النقاش “هو مسؤول الأمن في الحزب، أي الاستخبارات”. يضيف “كانت عنده مسؤولية عسكرية وأمنية بنفس الوقت، لكنها لم تكن مسؤولية فردية”.
وكان حزب الله أعلن عن تعيين شخص جديد في المنصب الذي كان يشغله مغنية، وهذا ما وصفه النقاش بأنه “إجراء للتطمين أكثر مما هو تعيين.. لأن كل شخص يعرف موقعه، وفي حال فقدان أي قيادي فإن قيادة الحزب تعرف من هو خليفته بوقت مبكر”.
وأشار النقاش إلى أن عماد مغنية كان يمضي “أكثر وقته في لبنان”، نافيا أن يكون مغنية اشترك معه في أية عملية، بما فيها عملية اختطاف وزراء النفط في السبعينيات، قائلا إن هذه العملية تمت عام 1975 وكان مغنية ولدا آنذاك.
وقال “لم أسأله عن العمليات التي اتهم بها. الذين كان يعطيهم الثقة لم يكونوا يسمحون لأنفسهم بالسؤال عن هذ العمليات. ورغم كل علاقتي الوطيدة به، ردعت نفسي عن سؤاله عنها وهو أصلا لم يكن يتحدث عن أي عمل يقوم به”.
وبخصوص الأسلوب الذي قتل فيه عماد مغنية، يقول أنيس النقاش “صحيح أنهم وصلوا إليه ولكن ليس فجأة، فما حصل هو ثمرة ملاحقته سنوات”. وأضاف “ليس هناك تكنولوجيا عالية في عملية اغتياله، هي كانت سيارة مفخخة وضعت خلال مسيره في الطريق إلى سيارته.