عدو يجتاح جنوب لبنان بعملية “الليطاني” لضرب الفدائيين الفلسطينيين

هذه العملية اتخذها العدو ذريعةً ليبدأ إحتياحه للبنان بعد ثلاثة أيام، إذ تركز العدوان ودام سبعة أيام ليس فقط لأن ثمة عملية نضالية أو كفاحية من قبل فدائين قاموا بعملية وإنما كانت القضية ذريعة، دفعت على أثرها ماتسمى “إسرائيل” بثلاثين ألف جندي وتقدمت برا ًوبحرا ًوجواً وإحتلت حوالي 1100 كلم مربع من أرض لبنان
الاجتياح الصهيوني لم يقتصر على الإعتداءات، إنما عمد العدو إلى إرتكاب الجرائم بحق اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين ..
رداً على الغزو، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 425 والقرار رقم 426 داعياً إلى انسحاب القوّات الإسرائيلية مِن لبنان. وشُكِّلَت قوة فصل للأُمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لفَرض هذا القرار ولتُعيد السلام والسيادة إلى لبنان. وَصلتْ قوات اليونيفيل إلى لبنان في 23 آذارِ 1978، ليتخذ مقراً في الناقورة.
انسحبت القوات الصهيونية لاحقاً في 1978، وسلّمت مواقعها داخل لبنان إلى حليفها، ميليشيات جيش لبنان الجنوبي بزعامة الرائد سعد حداد. وقد هاجم جيش لبنان الجنوبي اليونيفيل بشكل دوري. في 19نيسانِ 1978، قَصف جيش لبنان الجنوبي مقرِ اليونيفيل، وقتل 8 من جنود الأُمم المتحدة.

ولندرك مدى فشل الاجتياح للجنوب اللبناني فيما يتعلق بالقضاء على بنية الثورة الفلسطينية، يمكن أن نقرأ ما كتبه أحد المعلقين الصحفيين الصهاينة، وهو «يوري أفنيري» حيث نشر ذلك في مجلة «هاعولامهازيه» العدد 2117 تاريخ 29 آذار، تحت عنوان «حرب الليطاني»:
«يستطيع جيش الدفاع أن يتقدم إلى الشمال والشرق والجنوب، وبإمكانه أن يدفع الفلسطينيين أمامه من بلد إلى آخر، ولكنه لن يحل بهذه الطريقة مشكلتهم. إن نصف الشعب الفلسطيني قد دُفع إلى خارج البلد، الذي كان يسمى فلسطين . وإن مخيمات اللاجئين هي التي أنجبت الفدائيين. لقد بدأت حرب الاستقلال بالاصطدام بين السكان اليهود والسكان الفلسطينيين، كما أن حرب سيناء نشبت على أساس الحكاية الرسمية التي تقول بضرورة القضاء على أوكار الفدائيين. ونشبت حرب الأيام الستة بسبب العمليات الفدائية من الأراضي السورية والتهديد بالرد الصهيوني