الشهيد أحمد عوض محمد الندر
ميلاد الشهيد
بزوغ الفجر في العشرين من شهر نوفمبر لعام 1984م، كانت مدينة جبالياشمال قطاع غزة على موعد مع ولادة ثائر
من ثائري هذه الأمة والعاشقين الى فلسطين، فلأسرة مجاهدةمرابطة أحبت وطنها فلسطين ، تربى وترعرع الشهيد
أحمد بين أزقة وشوارع مدينة جباليا على حب الوطن وعلى قصص الذاكرة وقهر شعبه بفعل وحشية العدو الصهيوني
بحق كل فلسطيني متجذر فيأرضه، ترعرع وكبر مع إخوته الثمانية وكبر حب فلسطين في وجدانه، فأضحى شاباً يافعاً
مقاوماً.ودرس شهيدنا أحمد الندر مرحلتي الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة جباليا شمال قطاع غزة، ونظراً
للظروف المعيشية الصعبة التي عايشها الفلسطينيين بفعل سياسات الاحتلال الصهيونية على قطاع غزة،
ترك دراسته الثانوية لمساعدة عائلته في كسب قوت يومهم، فأتقن مهنة الخياطة، وتزوج برفيقه دربه فرزقه
الله بأربعة من الأبناء.مدرسة الإيمان والوعي والثورة بدوره قال شادي الندر شقيق الشهيد أحمد:” كان للفكر
الإسلامي المقاوم والثوري دور في تحديد وجهة الشهيد أحمد، فالتحق بمدرسة الإيمان والوعي والثورة،
حيث صدق النهج وطهارة البندقية، قصد الشهيد مسجد الصديق شرق جباليا وواظب على حضور الدروس الإيمانية،
مشاركاً إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي الفعاليات الجماهيرية على مستوى مدينة جباليا وشمال قطاع غزة
وشارك بفعالية في المسيرات والمهرجانات المركزية التي تنظمها الحركة”. وشارك الشهيد أحمد الندر مسيرات العودة
وكسر الحصار شرق قطاع غزة بشكل دوري، فضلاً عن دوره البارز في علميات الإرباك الليلي التي شهدتها المناطق
الشرقية لمدينة جباليا والتي قضت مضاجع المغتصبين وحولت ليلهم إلى جحيم.
رحلته الجهادية
حمل الشهيد المجاهد أحمد الندر اللواء وشعار المرحلة “الإسلام، الجهاد، فلسطين” وهو الشعار الذي رفعه الأوفياء
وعبدوا بدمائهم مصداقيته ومصداقية بندقيته وخيار حركته وأكد على صوابية هذا النهج المقدس، فالتحق الشهيد
أحمد في صفوف سرايا القدس عام 2002م، ليبدأ العمل في ميدان الجهاد والمقاومة مع الشهداء القادة مقلد
حميد ومحمود جودة وحمدي البطش وغيرهم من الشهداء والمجاهدين.
وخلال رحلته الجهادية تلقى العديد من الدورات العسكرية، وشارك المجاهدين في الرباط على ثغور الوطن بالقرب
من السياج الزائل على الحدود الشرقية لجباليا، حيث عمل على زرع العبوات الناسفة لصد العديد من الاجتياحات
التي كانت تتعرض لها بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، حيث تمكن في العديد من المرات تفجير العبوات الناسفة
في الآليات العسكرية الصهيونية المتوغلة. ويسجل للشهيد المجاهد أحمد الندر مشاركته القادة الشهداء محمود
جودة وشادي مهنا وحمدي البطش عام 2004م، في دك حاجز إيرز بقذائف الهاون،فضلاً عن إطلاق صواريخ القدس
على مغتصبة سديروت ومدينة عسقلان المحتلة. كما شارك شهيدنا أحمد الندر
الشهداء القادة أحمد الشيخ خليل ورائد الغنام وإياد أبو العنين عام 2006م، في استهداف العديد من المواقع العسكرية
قرب السياج الزائل بقذائف الـ RBG، فيما كان له شرف مشاركة الشهيد القائد خالد شعلان في دك مغتصبة سديروت
ومدينة عسقلان وموقع ناحل عوز بعشرات صواريخ القدس وقذائف الهاون. استمر الشهيد المجاهد أحمد الندر بالعطاء
والتضحية في سبيل الله من خلال عمله في الوحدة الصاروخية لسرايا القدس، حيث شارك إخوانه المجاهدين في عمليات
تربيض صواريخ البراق والبدر3 والجراد والقدس التي أضاءت سماء فلسطين عزة وكرامة رداً على جرائم الاحتلال بحق
الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
كما شارك الشهيد أحمد الندر ورفيق دربه الشهيد أحمد النجار في قصف مدينة “تل أبيب” وعسقلان وأسدود بصواريخ
البراق والبدر خلال معركة صيحة الفجر؛ التي جاءت رداً على اغتيال قائد أركان المقاومة
الشهيد القائد بهاء أبو العطا، وكان كان للشهيد أحمد دور بارز في معركة بأس الصادقين التي خاضتها السرايا رداً
على الجريمة البشعة التي ارتكبتها الاحتلال بحق الشهيد المجاهد محمد الناعم. وفي معركة سيف القدس التي
أبلى فيها شهيدنا أحمد الندر بحمد الله بلاء حسنا شهد الميدان وساحة الجهاد والمقاومة للشهيد أحمد دوره البارز
في دك مدينة تل أبيب المحتلة ومدينة عسقلان وسديروت بصواريخ الجراد والبدر والبراق والتي أوقعت في صفوف
جنود الاحتلال قتلى وإصابات ناهيك عن الدمار الكبير في المباني والمنشآت الصهيونية.
رحيل الزهور
“وعجلت إليك ربي لترضى” على هذه الكلمات أرتحل الشهيد المجاهد أحمد الندر شهيداً إلى العلياء، بتاريخ 14 مايو
2021م، وخلال معركة سيف القدس التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية، رداً على جرائم الاحتلال بحق
الشعب الفلسطيني، ودفاعاً عن المسجد الأقصى والقدس، واستشهد المجاهد أحمد عوض الندر مع رفيق دربه بالدنيا والأخرى الشهيد