شهداء الأمة

شهداء حرب حزيران 1967م

#شهداء_الأمة

الشهيد “حسن محمد حامد عمر عوده”
شهيد معركة القدس 1967
شاب يتيم مولع بالسلاح منذ نعومة أظفاره … قناص ماهر … قاده ولعه بالسلاح إلى الانضمام إلى الجيش الأردني … ثم إلى حرب حزيران والرباط في بلد الرباط “القدس” فالشهادة.
ولد الشهيد “حسن محمد حامد عودة” في عام 1926م فقد والده في عام 1939م ، وصار الطفل يتيماً تعهدته والدته بالرعاية ومعه خمس أخوات عملت والدته بكل جد وحزم واقتدار عالي على رعاية الأسرة وكانت الأم والأب.
نشأ حسن “أبو حامد” مولعاً بالسلاح والعتاد يهوى الصيد ، ويفتخر بسلاحه واكتسب موهبة عظيمة في القنص شهد له في القاصي والداني ، وصار الشاب يتحسس طريقه لشراء السلاح ، ثم اشترى بندقية وعتاداً من قرية قوليه ، وكان ثمن بندقيته الكندية ثمانين ديناراً .
ومع اشتعال الحرب بين العرب واليهود عام 1948م توجه الشاب “حسن” للقتال برفقة الجيش العراقي مع مجموعة من المناضلين الفلسطينيين من كفر ثلث ، قلقيلية ، جلجولية ، كفر قاسم ، وغيرها من القرى وكان رباطه قرب بيارة الببان جنوب قلقيلية
بعد حرب 1948م انقطع حسن عمر حامد عودة “أبو حامد” عن أقاربه في قرية خريش الذين تعهدوه بالرعاية وساعدوه في الملمات ، وتوجه للعمل كمزارع في الأرض ، قام برعي بعض ما تبقى من ماشيته وتساعده أخواته وأولاده …
لكن الحياة الوادعة لم ترق في عينيه فقرر عام 1957م الالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية ، وتولدت الرغبة القوية لديه لتألمه من وجود اليهود في فلسطين وانطلاقاً من الشعار ” إن العسكرية والجيش هما مصنع الرجال “.
عمل في معسكر خو الأردني وكان رقمه في الجيش 71225 ثم في السلك السياسي للاستخبارات العسكرية ، وبرز دوره في الجيش كواحد من القناصة المتميزين ، وحصل على عدة أوسمة وميداليات في المسابقات العسكرية في الرماية على جميع الأسلحة من مسدس ولغاية رشاش 500 (مقابلة مع ابنه حامد حسن)
شهيد معركة القدس
تحرك الجنود إلى ثكناتهم بأوامر عسكرية وحالة الطواريء لها أجواء خاصة والمذياع يسمعنا هدير الحرب ومذياع صوت العرب من مصر الإعلامية تهدد وتتوعد العدو الصهيوني و “سيأكل سمك القرش اليهود” ولكن الهزيمة والنكسة الجديدة باتت قوسين أو أدنى . حضر الجندي الأول حسن عوده إلى قريته كفر ثلث يوم 23/5/1967م ليودع أولاده وزوجته وليقول لهم : “سأعود بعد أسبوع أو أسبوعين من الآن … نيال من دمه على كفه … إننا لا ننتظر اللحم المجفف أو علب السردين أو أن نتلقى راتب آخر الشهر ونحن معرضون للموت في كل لحظة ” وكأنه كان يتوقع استشهاده ويرى الشهادة ماثلة أمام عينيه لينتقل إلى عليين.
وعن استشهاده في معركة القدس – حيث كان يرابط عند باب راس العامود في القدس على الخط الفاصل بين العرب واليهود – كتب معن أبو نوار في كتابه “في سبيل القدس” .
وفي الساعة 12:00 اتصل الرئيس حمود أبو قاعود بقيادة الكتيبة وأبلغها باستشهاد أول جندي من كتيبة الحسين الثانية في معركة القدس ، الشهيد الجندي “حسن محمد حامد” وهو يرمي على مدفع 106 ويدك الإسمنت المسلح المقابل لدار المغربي .
المفقود أو الشهيد “غازي أحمد حسن عرار عودة “
ولد غازي أحمد حسن عرار “أبو رياض” في قرية كفر ثلث عام 1944م لأسرة فقيرة عمل والده في تربية الدواب وفلاحة الأرض وتميز بنشاطه واجتهاده وكدحه وعندما كان غازي ابن ثلاثة عشر ربيعاً توفي والده وكان ذلك في عام 1957م ، وتولى أخوه حسني الأكبر منه سناً رعايته وتربيته على حب الوطن وزرع الأخ الأكبر في نفس الأخ الأصغر أبعاد القضية الفلسطينية فعاش الأخوان على حلم تحرير فلسطين ووضعوا نصب أعينهم أن يفوزا بإحدى الحسنيين فإما الشهادة أو النصر وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لأمنيتهم وفازا بالأولى وسبق الأخ الأصغر مربيه وأخاه الأكبر بالشهادة .
في عام 1961م التحق غازي في صفوف الحرس الوطني الأردني أسوة بأخيه حسني الذي التحق قبله بسنوات، وكان حسني “أبو أحمد” في حينه يحمل رتبة عسكرية هي الأعلى بين أهل قريته ، وبعد ذلك بأربع سنوات أحيل غازي لقوات الاحتياط بناء على طلبه لظروف أسرية قاهرة ، حصل غازي بعد ذلك على رخصة سياقة عمومية من مدينة نابلس ونجح في الاختبار الأول نظراً لإبداعه وتفوقه ورغبته في مجال السياقة وقد عمل بعد ذلك سائقاً على الجرارات الزراعية إضافة إلى عمله في زراعة وفلاحة الأرض .
في عام 1963م تزوج غازي، طالب إحدى الحسنيين، من ابنة عمه ورزق ببنت عام 1965م استشهد غازي وزوجته حامل بالمولود الثاني وبعد استشهاده بثلاثة أشهر أنجبت ولداً أسمته “رياض” ، لقد كافحت زوجة غازي ابنة الثمانية عشر ربيعاً عند استشهاد زوجها وتكفلت بتربية أولادها ورعايتهم واكتسبوا الخلق الحسن ، حيث كبرت البنت وأنهت الدرجة الجامعية الأولى في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية وتعمل مدرسة في مدرسة بنات كفرثلث الثانوية ،و كبر الابن وأنهى الدرجة الجامعية الأولى في الهندسة الكهربائية تخصص اتصالات والكترونيات من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية،ومن أرباب العمل .
تم في الأول من حزيران عام 1967م استدعاء الجنود الاحتياط والنظاميين وقطعت الإجازات ، فكانت الفرصة التي طالما انتظرها شهيدنا حيث التحق بالجيش الأردني لتحرير بيت المقدس وكان رقمه (106806) وتسلم دبابة ، ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف مصيره .
وقد سرت أقوال وشائعات أن غازي فقد في ساحة الحرب وهكذا أبلغت القيادة العامة أهله وذويه ، ورغم أنهم لم يدخروا جهداً في البحث الدءوب عن مصيره ، وفي عام 1968م وقعت معركة الكرامة بين جيش العدو الصهيوني من جهة وقوات الثورة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة أخرى وفيها مني جيش العدو بهزيمة نكراء، وقد أزالت هذه المعركة بعض ما خلفته هزيمة عام 1967م ، وتم الاتفاق في حينه بأن يجرى تبادل للأسرى بين العدو من جهة ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن من جهة أخرى بحيث تعاد للعدو جثث قتلاه الذين قتلوا في ساحة المعركة مقابل أن يحرر العدو (65) أسيراً كان من بينهم اسم غازي (أبو رياض) ولكن هذه المبادلة لم تتم لنكوص العدو عن الوفاء بتعهداته، وبعد ذلك توجهت أسرة أبي رياض إلى الصليب الأحمر للاستفسار وطلب البحث عنه ، ثم توجهوا للسجون الإسرائيلية ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل ولا زال مصيره مجهولاً رغم انتشار عدة روايات بعضها أشار إلى استشهاده في معركة حامية وقعت قرب فصايل وأخرى ذكرت أنه قاد دبابة في معركة حامية جرت في وادي التفاح ( مقابلة أجريت مع ابنه المهندس رياض غازي ).
المفقود أو الشهيد “محمد أحمد عبد الرحمن داغر شواهنة “
ولد أبو محمد ” ابو السعيد ” عام 1943م في قرية كفر ثلث ، تلقى تعليمه الابتدائي في قريته والإعدادي في قرية عزون والثانوي في قلقيلية ، ونظرا لسوء الحالة المادية لم يلتحق بمعهد أو جامعة آنذاك ، فالتحق بالجيش الأردني مدة ستة أشهر ثم سرّح من الجيش برتبة عريف ، استغل جهده بزراعة أرضه مع والده وأخيه وفي شهر أيار عام 1967م استدعي للخدمة العسكرية ، وكان يعمل آنذاك محاسباً في الجمعية الزراعية التعاونية في قلقيلية ، فالتحق حالاً بالمعسكر الأردني في رام الله “بيتين” دون أن يرى أهله وطفليه وزوجته، حسبما ما ذكره أحد أبناء القرية الذي أجيز من الجيش قبل الحرب ببضعة أيام وطمأن أهله عنه .
وبعد الحرب عاد الجنود إلى بيوتهم ولم يعرف الأهل عن ابنهم محمد “أبو سعيد” شيئاً ، وترددت شائعات آنذاك أنه استشهد في “عين السلطان” وقال آخرون يروون أنه استشهد في “وادي شعيب” ، وآخرون أنه استشهد في “المخروق” غرب جسر داميه ، قام أهله بالاتصال بالقيادة العامة في العبدلي بوساطة شقيقه الأكبر حيث كان جندياً في سلاح الجو الملكي الذي أعلمهم أنه قرأ اسمه في قائمة الشهداء في القيادة العامة، أما أهله في فلسطين فقد اتصلوا بالصليب الأحمر والحاكم العسكري الإسرائيلي وما يسمى “وزارة الدفاع” دون أن يحصلوا على رد أو جواب.
استشهد “أبو سعيد” عن طفل عمره ستة أشهر يعمل اليوم معلماً وعن طفلة عمرها ثلاث سنوات واليوم هي أم لسبعة أطفال، وزوجة لا تزال على قيد الحياة أرملة تعاني مرارة العيش، وصدق الشاعر قال:
بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا ( مقابلة أجريت مع أخيه الأستاذ عبدالحافظ )(7)
ومن المفقودين أو الشهداء أيضا عبدالعزيز محمد يوسف عودة من كفرثلث من مواليد 1935 وفي حرب حزيران كان في خربة وادي الرشا، وبعد احتلال الضفة الغربية وسقوطها حضرت دورية من جنود الاحتلال،وسألوه عن اسمه،وقاموا بخطفه وذهبوا به إلى مكان مجهول ومصيره مجهول حتى اليوم.!
زر الذهاب إلى الأعلى