أخبارقصص الشهداء

ستظل تخفق راية العودة

الخامس عشر من أيار لم يعد مجرد يوم لذكرى اغتصاب فلسطين بل غدا تاريخاً محفوراً في ذاكرة الأجيال..,وشاهداً على مجزرة العصر في قيام كيان غاصب لإلغاء صورة الفلسطيني وشطبه من خارطة الصراع.وهنا برز تحد وجودي لشعب لم تنل منه أيام الهجرة القاسية وما تركته من جراح أدمت جسده,فظل عنيداً على النسيان.سقط رهان المحتل الصهيوني في شطب ذاكرة العودة,ولم يستطع رغم كل إعلامه وتزويره للتاريخ والدعم اللامحدود من أميركا وغيرها من دول أسهمت في شرعنة وجوده أن يجعل شعب فلسطين مجرد أرقام في ملفات الأمم المتحدة.

ذاكرة ولود جعلت من الأجيال المتعاقبة أكثر تمسكاً بحقها في العودة إلى أرضها فارتقى الشهداء في مسيرة طويلة جعلت من أيام المحتل ناراً تحرقه وتحرق مغتصباته.وعلى طريق العودة انطلقت حشود اللاجئين في يوم العودة في  أيار 2011 لتؤكد أن فلسطين لا تسقط من ذاكرة أبنائها… وكان للمخيمات الفلسطينية كلمتها – في الحشود التي تجاوزت الحدود – كل المخيمات وبكلمة سر واحدة اندفعت لتعانق القرى التي حرمت منها.

مسيرة العودة التي انطلقت من مخيمات سوريا باتجاه الجولان في 15 ايار 2011 أرعبت المحتل الذي ظن أنه وفي عقود تهويده للأرض وحربه الاستيطانية وجرائمه أنه تسيد والغى ذاكرة المقاومة..لكن المشهد في مجدل شمس كان مختلفاً لشباب فلسطيني أعاد الصراع الى ثوابته …صراع الوجود…حشود هائلة اقتحمت الحدود يومها وعلم فلسطين يرفرف عالياً والحناجر تهتف لتحرير الارض..مشهد قل مثيله…رعب حقيقي دب في أوصال المحتل حين زحفت الحشود…ساحة حرب حقيقة أشعلها المحتل وهو مذهول من أبناء المخيمات الذين تصدوا لرصاصه….كان فزعاً وهو يرى شباباً يتجاوزون الاسلاك الشائكة ويدخلون الى الجولان – مجدل شمس لا يهابون حقول الألغام وهو يهرب تاركاً ملالاته ليرفع عليها أبطال العودة أعلام فلسطين.

أحفاد المجاهد سلطان باشا الاطرش فتحوا سواعدهم لاستقبال أبطال العودة في لقاء أرعب المحتل.لكنه كعادته جبان لا يقاتل إلا من خلف جدر فأطلق ناره على شباب العودة ليرتقي الشهيد بشار شهابي الذي رفع علم فلسطين  فوق سيارة تاركها جنود الاغتصاب هاربين والشهيد عبادة زغموت والشهيد قيس أبو الهيجاء وعشرات الجرحى.دماء شباب العودة روت أرض المقاومة في لبنان  ايضاً ففي ذلك اليوم من العام 2011 استشهد على أرض مارون الراس الرابضة عند الحدود مع فلسطين المحتلة ستة شبان فلسطينيين وجرح العشران برصاص جنود العدو الصهيوني، في أبشع مجزرة بحقهم.

مسيرة العودة لن تكون الأخيرة…سيبقى على عهد وصايا بشار وعبيدة وقيس أبو الهيجاء..سيظل على العهد قابضاً وهو  يشهد فصول مؤامرة التهجير وإفراغ المخيمات الفلسطينية التي استهدفتها وتستهدفها العصابات التكفيرية في حرب على سوريا المقاومة التي وقفت وتقف الى جانب فلسطين وقضيتها.

زر الذهاب إلى الأعلى