حتى لا ننسى

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا

يصادف اليوم الأحد 17 أيلول / سبتمبر، ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت عام 1982 بمخيم صبرا وشاتيلا في لبنان.

مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة من أسوأ ما شهد العالم من المذابح، ارتُكِبت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين

الفلسطينيين في 16 / 17 أيلول / سبتمبر 1982، واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية

المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش “الإسرائيلي”.

عدد شهداء المذبحة لا يُعرَف بوضوح، وتتراوح التقديرات بين (750 و3500) شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ

المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضاً.

في ذلك الوقت كان المخيم مطوَّقاً بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الصهيوني الذي كان تحت قيادة أرئيل

شارون ورفائيل إيتان، أما قيادة القوات المحتلة فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ.

وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم، ودونما رحمة وبعيداً عن

الإعلام كانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العُزَّل، وكانت مهمة الجيش

“الإسرائيلي” محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة، ومنع هرب أي شخص وعَزل المخيَّمَيْن عن العالم، و بهذا

تسهل “إسرائيل” المهمة على القوّات اللبنانية، وتقتل الأبرياء الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة، وبوحشية لم

يشهد العالم نظيراً لها منذ مئات السنين.

عدد الشهداء:

هناك عدة تقارير تشير إلى عدد الشهداء في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين التقارير حيث يكون الفرق بين المعطيات

الواردة في كل منها كبيراً.

في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال أن تعداد الجثث بلغ (328) جثة، ولكن لجنة التحقيق

“الإسرائيلية” برئاسة إسحاق كاهان تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد (460) جثة في موقع المذبحة.

وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الصهيونية من مصادر لبنانية و”إسرائيلية” أن عدد الشهداء بلغ ما بين

(700 و800) نسمة، وفي تقرير إخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى (800) شهيد في المذبحة.

قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها “صبرا وشتيلا – سبتمبر 1982″، عدد الشهداء بـ1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى.

كما أفاد الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال: إن أفراد الميليشيا قتلوا (2000) فلسطيني.

أما الصحفي “الإسرائيلي” الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة: “إن الصليب الأحمر جمع (3000) جثة بينما جمع أفراد الميليشيا (2000) جثة إضافية مما يشير إلى (3000) قتيل في المذبحة على الأقل”.

الأحداث:

في منتصف أيلول عام 1982 بدأت مذبحة صبرا وشاتيلا في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد الجيش

الصهيوني بالتعاون مع حزب الكتائب اللبناني.

صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل إيتان رئيس أركان الحرب الصهيوني وآرييل شارون وزير الحرب آنذاك.

دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين مسلح إلى المخيم؛ بحجة وجود (1500) مسلح فلسطيني داخل

المخيم، وقامت المجموعات المارونية اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم، وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة،

أطفال في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى بدمائهم، حوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال

وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران

القنابل المضيئة.

أحكمت الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يسمَح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد

انتهاء المجزرة، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية.

لجنة كاهان:

في 1 تشرين الثاني / نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الصهيونية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس

المحكمة العليا، إسحاق كاهان، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت “لجنة كاهان”.

في 7 شباط / فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث، وقررت أن وزير الحرب الصهيوني أريئل شارون يتحمل مسؤولية

مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها، ولم يسع للحيلولة دونها.

كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ووزير الخارجية إسحاق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة

المخابرات، قائلةً: إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.

رفض أريئيل شارون قرار اللجنة، ولكنه استقال من منصب وزير “الدفاع” عندما تكثفت الضغوط عليه.

بعد استقالته عيِّن شارون وزيراً بلا حقيبة وزاريّة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة لإسرائيل)، إلا أنه بعد ذلك

تم انتخابه رئيساً للحكومة وقام بمجازر غيرها في الأراضي الفلسطينية، ولم يتم محاكمته رغم ثبوت التهم عليه.

اقرأ أيضاً: اقتحام واسع للمسجد الأقصى واعتداءات على المرابطين في “رأس السنة العبرية”

زر الذهاب إلى الأعلى