أخبارقصص الشهداء

ذكرى مجزرة سطيف 8/5/1945

شهدت الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي الكثير من المجازر والمآسي الكبرى، إلا أن أحداث مدينة سطيف عام 1945 تبقى الأكثر دموية وهمجية.

تزامنت تلك الأحداث بانتهاء الحرب العالمية الثانية التي قّدم الجزائريون في مختلف جبهاتها ضد النازية أعدادا كبيرا من الضحايا وكانوا شركاء في هذا الانتصار، بل وأسهموا في تحرير فرنسا ذاتها من الاحتلال النازي، ومع كل ذلك تحوّل يوم الانتصار في ذاكرة الجزائر إلى ذكرى أليمة لمأساة كبرى.

خرج الجزائريون في مدينة سطيف شمال شرق البلاد في تلك الأيام في مظاهرات مطالبة بحقوقهم الطبيعية وبالاستقلال وبإنهاء الاستعمار الذي جثم على بلادهم منذ عام 1830، فكان أن واجهتهم الجندرمة الفرنسية بالقوة المفرطة وبقسوة لا حدود لها.

وتدهورت الأوضاع بسرعة كبيرة وقُتل أكثر من 100 من الأوروبيين في أعمال العنف والصدامات، فجن جنون فرنسا وأرسلت قوات كبيرة من الجيش مدعومة بالسفن الحربية والطائرات لإخماد الانتفاضة الوطنية.

بدأت قوات الجيش الفرنسي عملياتها ضد المتظاهرين الجزائريين في سطيف في 14 ايار، فأرسل الطراد (Duguay-Trouin ) حممه على المدينة، إضافة إلى المدفعية الثقيلة، دخلت عقب ذلك ساحة المجزرة الطائرات الحربية التي حولت سطيف إلى ركام مرسلة عليها 41 طنا من القنابل، وبالنهاية دخل المشاة إلى المنطقة لتنظيفها من الأحياء.

تراكمت إثر ذلك آلاف الجثث في القرى والوديان المحيطة على مدى شهرين، وامتلات بهم الآبار، ما دفع الأهالي إلى جمعها ودفنها في مقابر جماعية، وبدا المشهد برمته تعببيرا صارخا عن إبادة جماعية حقيقية.

انتهت المجزرة البشعة التي تخللتها فظائع لا يمكن وصفها من شدة وحشيتها، بمقتل 45 ألف جزائري، إلا أن السلطات الاستعمارية الفرنسية أعلنت بعد انتهاء العمليات العسكرية مباشرة عن مقتل 55 أوروبيا وإصابة 150 آخرين، ومقتل ما بين1020 – 1340 جزائري فقط لا غير.

زر الذهاب إلى الأعلى