ذكرى مجزرة بيت دراس
يوافق اليوم الأحد -21 أيار / مايو- ذكرى مجزرة قرية بيت دراس التي راح ضحيتها 260 شهيداً فلسطينياً؛ برصاص ونيران
عصابات العدو الصهيوني عام 1948م.
قرية بيت دراس:
تقع القرية شمال شرقي مدينة غزة، على بعد 32 كيلومتراً عنها، وترتفع حوالي 50 متراً عن سطح البحر، محاطة بحدائق
وبساتين الزيتون.
تبلغ مساحة أراضيها 16357 دونماً، وبنيت فيها المنازل من الطوب، والتي قد بلغ عددها 401 عام 1931م، فيما كان عدد
سكان القرية 2750 نسمة في عام 1945م، وفيها مدرسة ابتدائية تضم 234 طالباً في ذلك الوقت.
أما أراضيها الزراعية فقد كانت مقسمة عام 1945م إلى:
- 832 دونماً مخصصة لزراعة الحمضيات والموز.
- و14436 مخصصة لزراعة الحبوب.
- و472 مروياً أو للبساتين.
وإلى جانب الزراعة كان يعمل بعض سكان قرية بيت دراس بالتجارة والصناعة.
تحيط بها أراضي قرى (المجدل، والسوافير، والبطاني، وأسدود، وحمامة)، وقد كانت القرية قلعة أيام الحروب الصليبية،
كما كانت مركزاً للبريد بين غزة ودمشق في عهد المماليك، وبالإضافة لذلك كانت مركزاً ريفياً.
التسمية:
“بيت دراس” يعني مكان دراسة الحنطة؛ حيث تم تحريف كلمة “مدرس”، كما يقول البعض أن الاسم نسبة إلى بيت
إدريس النبي، وقد ذكرت باسم “تدارس” في بعض المراجع القديمة.
التاريخ النضالي للقرية:
نظراً لوقوع عدد من المستعمرات الصهيونية بجوار القرية، فقد خاضت الكثير من المعارك مع الصهاينة والانتداب
البريطاني، وعُرِف أهلها بشجاعتهم، وقد انتصروا على اليهود أربع مرات ابتداء من 16 آذار / مارس عام 1948م إثر
محاولتهم للاستيلاء عليها؛ حيث صدوهم وأخرجوهم في كل مرة، وكانت بريطانيا تهب لنجدة اليهود من الهزيمة في كل
مرة، حتى تمكنوا من الاستيلاء عليها في 21 أيار / مايو عام 1948م، ودمرتها كلياً عصابات الإجرام الصهيونية في 11
حزيران / يونيو 1948م، وأقاموا على أراضيها مغتصبات “مستوطنات” “جفعاتي وأمونيم وازريقام”؛ وذلك عام 1950م،
وفيما بعد أقيمت مزرعة باسم “زموروت” على أراضيها.
وقائع المجزرة:
في تاريخ 21 أيار / مايو عام 1948م، وصلت قوة صهيونية من “لواء جفعاتي” معززة بالمصفحات العسكرية إلى قرية
بيت دراس، شمال شرقي مدينة غزة، وطوقتها لمنع وصول النجدات إليها، ثم بدأت تقصفها بنيران المدفعية وقذائف
الهاون بغزارة كبيرة.
شعر رجال القرية بصعوبة الموقف لكنهم قرروا الصمود والدفاع عن منازلهم مهما كلف الأمر؛ لذلك طلبوا من النساء
والأطفال والشيوخ مغادرة القرية عبر الجانب الجنوبي منها، في الوقت الذي لم يكونوا فيه على علم بأن القرية مطوقة
من مختلف الجهات؛ فما إن بلغوا المشارف الخارجية للقرية حتى وجدوا العصابات الصهيونية تتصدى لهم بالرصاص
والنيران؛ رغم أنهم نساء وأطفالاً وشيوخاً عُزَّل، فكانت حصيلة المجزرة 260 شهيداً.