ذكرى عملية نوعية مشتركة للمقاومة تستهدف موقع “كيسوفيم”
تفاصيل العملية الاستشهادية
في مساء يوم الاثنين الموافق 28 شوال 1424هـ الموافق 22/12/2003م انطلق الاستشهاديان/ أسعد العُطي (من سرايا القدس) ومحمد مصطفى (من كتائب شهداء الأقصى) بعد صلاة المغرب مباشرة للعملية، متسلحين ببنادق من نوع كلاشينكوف ومخازن للرصاص وقنابلهم اليدوية، وجلسوا بانتظار الهدف الصهيوني وهو عبارة عن جيب عسكري يترجل منه الجنود الصهاينة بالقرب من مغتصبة كيسوفيم.
وفور وصول الهدف بدأت المعركة بين جند الحق وجند الباطل، حيث تمكن الاستشهاديان أسعد العطي ومحمد مصطفى من مفاجئة القوة الصهيونية والسيطرة الكاملة على زمام المعركة حيث قتل بدايةً الضابطان الصهيونيان وأصيب الجندي الثالث بجراح خطيرة، وقد صرحت المصادر الصهيونية أن القوة الصهيونية لم تتمكن من إطلاق رصاصة واحدة؛ وذلك لمفاجئة المجاهدين لهم.
واعترفت تلك المصادر بدقة التخطيط والتنفيذ، وبعد ذلك توالت التعزيزات الصهيونية لمكان العملية حيث دار اشتباك أدى إلى مقتل جندي آخر واستشهاد المجاهد” محمد مصطفى”، وقد تمكن الشهيد ” أسعد “من الانسحاب بعد إصابته في أقدامه وتحصنه في أحد البيوت القريبة، حيث قامت القوات الصهيونية بمحاصرة المنزل فدار اشتباك آخر بين المجاهد أسعد وتلك القوات المحاصرة للمنزل، أدت إلى وقوع عدد آخر من الإصابات الصهيونية حسب ما صرح به شهود عيان؛ حيث شاهدوا سيارات الإسعاف تنقل المصابين من أرض المعركة. وفي تمام الساعة العاشرة انقطع الاتصال مع الشهيد وارتقى الارتقاء الأجمل نحو وجه الله الكريم – فرحمة الله الواسعة على شهدائنا المجاهدين الأبطال.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد “أسعد إبراهيم محمد العُطي” في اليوم الثالث عشر من شهر يناير لعام 1977م في معسكر دير البلح وسط قطاع غزة، فكان أخ لخمسة من الأخوة والأخوات. وتربى الشهيد المجاهد أسعد إبراهيم محمد العُطي في أسرة محافظة تعود أصولها إلى قرية “ياسور” من قرى فلسطين. حيث هاجر أهله في العام 1948م ليستقر بهم المقام في معسكر دير البلح، ولتعيش الأسرة حياة مليئة بالألم والمعاناة كما كل الأسر المهاجرة التي سلب الصهاينة أراضيها.
ودرس الشهيد اسعد في مدارس دير البلح، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والإعدادي كما حصل على الثانوية العامة من مدرسة المنفلوطي الثانوية. التحق بعدها بالجامعة الإسلامية بغزة ليحصل منها على بكالوريوس في التمريض.
وبعد تخرجه من الجامعة عمل الشهيد المجاهـد” أسعد إبراهيم محمد العُطي” في مجال تخصصه ممرضاَ في مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى.
صفاته
تميز الشهيد المجاهد”أسعد إبراهيم محمد العُطي” بدماثة خلقه وأدبه المتفرد وتواضعه الجم، وكان كثير الابتسامة ولا يُرى إلا مبتسماً للصغير والكبير؛ لحبه للجميع، فأصبح محبوباً من الجميع. و كان الشهيد المجاهد” أسعد العُطي” متفانياً في عمله خدوماً جداً لدرجة لا تتصور؛ حيث كان الناس كثيراً ما يوقظوه من نومه في الليل ليساعد المرضى، ويقف بجوارهم، فكان لا يتوانى عن مساعدتهم.
عرف الشهيد المجاهد “أسعد إبراهيم محمد العُطي” بمداومته على الصلوات في مسجد الرحمن القريب من مكان سكناه في معسكر دير البلح.
وقد أطلق عليه الأطباء والممرضين في مستشفى شهداء الأقصى بفدائي المستشفى من شدة ما كان يواجهه من أخطار في الاجتياحات، وكثيراً ما تعرض للموت في هذه الاجتياحات، كما كان الوحيد الذي يقدم نفسه لإحضار الشهداء من المستوطنات الصهيونية برغم الخطر الشديد من قبل جنود الاحتلال. مواقف ومواقف كثيرة لا نستطيع والله من ذكرها لكثرتها، ولا يتسع المقام هنا لها.
مشواره الجهادي
عمل الشهيد المجاهد” أسعد إبراهيم محمد العُطي” مع الجماعة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي) منذ العام 1996م حيث كان الشهيد يدرس في الجامعة الإسلامية، وشارك في كثير من النشاطات الطلابية الخاصة بالجماعة بشكل غير علني: مثل انتخابات مجلس الطلبة والمهرجانات.
انتمى الشهيد المجاهد” أسعد العُطي” إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وشارك بفعالية وبشكل – ملحوظ مع بداية انتفاضة الأقصى الحالية في العام 2000م، فكان عضواً فاعلاً ومن الشباب النشيطين في كافة الميادين.
في شهر يونيو من العام 2003م التحق الشهيد المجاهد” أسعد إبراهيم محمد العُطي” بصفوف سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وتدرب على استخدام الأسلحة الرشاشة وإلقاء القنابل اليدوية وفنون القتال.