ذكرى عملية «نافذ النذر» الاستشهادية
نوع العملية: استشهادية.
مكان العملية: شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
تاريخ العملية: 09-07-2001م.
خسائر العدو: عدد من القتلى والجرحى.
المنفذ: الاستشهادي/ نافذ النذر.
ولد الشهيد في منطقة جباليا البلد عام 1973م وبيلغ من العمر 28 عاماً ، نشأ وترعرع ، في أحضان أسرة مسلمة ، بسيطة محافظة على الدين و العادات ، والتقاليد الإسلامية ، وتربى التربية الإسلامية الصحيحة.
توفي والده ، وعمره تقريباً عشر سنوات وهو متزوج من ابنة خاله ، وكان زواجه في عام 1996م ورزق بولدين .. توفي أحدهما بعد استشهاده على إثر إصابته في حمة دماغية أصابته في الدماغ … أخيه الكبير محمد سجن لمدة ثلاث سنوات في سجون الإحتلال الصهيوني ، وله أخ آخر سجن سنتين أيضاً .. خرج عدة مرات لتنفيذ عملية استشهادية ، لكنه لم يوفق ، فيعود لعدم تمكنه من الوصول إلى الهدف ومكان العملية …عاش مع أسرته الحياة المريرة ، التي فرضتها دولة الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، بعد أن شرد آلاف الأسر الفلسطينية من موطنها الأصلي ، واحتل الأرض وانتهك كل الشرائع والقوانين الدولية ، وما يزال إلى يومنا هذا ، يقتل ، ويجرف الأراضي الزراعية ، ويهدم المنازل ويشرد عائلاتها الآمنة ، ويعيدها إلى حياة النكبة الأولى منذ العام 1948م ..أهدى أخيه قبيل استشهاده بيوم 20 دينار أردني ، لتساعده في قضاء حاجياته ، ومستلزماته الضرورية .
فارس المواجهة في انتفاضة ال87
-وفي الإنتفاضة الأولى عام 1987م وبعد إندلاعها من مخيم جباليا مخيم المجاهدين القساميين ، أبلى الشهيد القسامي أبا أحمد ، بلاءا حسناً في مقارعة الجيش الصهيوني عبر شوارع وأزقة مسقط رأسه في جباليا البلد ، حيث شارك إخوانه شباب المنطقة في رشق قوات الإحتلال ودورياتها الراجلة وعرباتها العسكرية المختلفة بالحجارة والزجاجات الفارغة ، والزجاجات المعبأة بالبنزين ويطلق عليها القنابل الحارقة “المولوتوف ” .
وأيضاً عمل على إشعال النار في الإطارات المطاطية “الكوشوك” ووضع المتاريس والصفائح المعدنية على الطرق والأماكن التي تمر منها سيارات وآليات العدو ، لإعاقة تحركاتها ومرورها عبر الشوارع والطرقات في جباليا البلد ، وشهد له أهالي الحي بالشاب الجريئ والشجاع ، صاحب القلب القوي والحديدي ، وكان يبقى بينه وبين الجيش الصهيوني عدة أمتار وهو يواجههم ويلقي عليهم الحجارة ، وتميز شهيدنا في تلك المرحلة بالشاب سريع الجري خفيف الحركة وهذا ما قهر جنود العدو ، وردهم خائبين يجرون ذيول الخيبة دون الإمساك به أثناء مطاردتهم له عدة مرات عبر شوارع وأزقة الحي .
فقد إحدى عينيه
– وخلال أيام الإنتفاضة وفي يوم ذكرى استشهاد الشيخ المجاهد، عبدالله عزام ، كان ذلك اليوم قد شهد اندلاع مواجهات عنيفة بين أبطال الإنتفاضة راشقي الحجارة و جيش العدو الصهيوني ، وكان الشهيد المجاهد نافذ من ضمن الشباب الذين انتفضوا على العدو وقارعوا العدو وقهروه ، مما أدى إلى إصابة العديد من الشباب إصابات متنوعة في الجسم وكان القدر والنصيب أن يصاب نافذ في عينه بحديدة على شكل دائرة مغلف بالمطاط والبلاستيك ويطلق عليها ” المطاط ” وعلى إثر هذه الإصابة فقد نافذ عينه ، واحتسبها رحمة الله عليه عند الله سبحانه وتعالى ، ولم تؤثر الإصابة على قوة وصلابة معنويات نافذ الجهادية ومشواره المقاوم للإحتلال وجنوده ، خلال الإنتفاضة ، بل واصل مقارعته للصهاينة بقوة ، وتمتع بمعنويات عالية .. معنويات أقوى مما كان عليه قبل أن يصاب .
صباح يوم العملية
في صباح يوم العملية والتي كانت بتاريخ 9\7\2001م ، قابله الشهيد القسامي سهيل زيادة ، وقال له إذا متردد أن تخرج يا نافذ لتنفيذ العملية ، أنا أخرج مكانك ، فرفض الشهيد نافذ طلب سهيل زيادة ورد عليه قائلا:” إن شاء الله سأقوم بتنفيذ العملية “و كانت أمه موجودة خارج المنزل عند دار ابنها الأكبر من نافذ ، وسمعت النبأ حول تنفيذ عملية إستشهادية على مفترق المطاحن ” أبو العجين “في دير البلح واستقبلت النبأ كباقي الناس ، وما إن غادرت منزل إبنها وتوجهت إلى البيت حتى قابلها شباب العائلة والجيران ، وأخبروها بأن الشاب منفذ العملية الإستشهادية هو إبنها ” أبا أحمد ” وما كان منها إلا أنها احتسبت إبنها شهيداً في سبيل الله ، وأخذت تحمد الله وتشكره على أنه إصطفى ولدها ، وأكرمه بالشهادة ….في صباح يوم العملية خرج الشهيد نافذ من المنزل مبكراً في تمام الساعة الثالثة صباحاً ، وقال لزوجته أم أحمد أنه سيذهب إلى الصلاة في المسجد ومن ثم بعد صلاة الفجر سيتوجه إلى عمله في الجامعة ، وعلى عادتها لم تعلم الزوجة أن حديث زوجها معها سيكون آخر كلام يدور بينها وبين زوجها ، فخرج وواصلت هي نومها بعد ان صلت الفجر ، وكان شهيدنا القسامي يستعد للقاء ربه شهيداً من خلال عملية إستشهادية ، وأخذ يزود نفسه بعد صلاة الفجر بالعبادة والتقرب إلى الله ليوفقه في عمليته ، ويقتل على يديه العديد من أبناء القردة والخنازير الصهاينة الكفرة الجبناء ، وتوجه إلى إخوانه في الجهاز العسكري في كتائب القسام ليقوموا بتجهيزه لتنفيذ العملية الإستشهادية ، وكان مقرراً له أن ينفذها على طريق المطاحن ” مفترق أبو العجين ” على طريق دير البلح ، وما أن جهزه المجاهدون ، وبعد أن سجل وصيته لأهله وأحبابه ، صعد إلى السيارة المفخخة التي سيقودها لغاية مفترق أبو العجين ، ليفجر جسده الطاهر في قافلة سيارات رصدت تحركاتها من قبل أجهزة الرصد من كتائب القسام وأثناء سيره في السيارة وقبل أن يصل إلى الهدف أوقفه عدد من رجال الأمن الوطني الفلسطيني وحاولوا منعه من مواصلة طريقه إلا أنه رفض التوقف وأخبر الجنود من الأمن الوطني أنه استشهادي من كتائب القسام وعزم على تفجير نفسه في قافلة للمغتصبين ، إلا أن الجنود أعاقوا حركته لعدة دقائق ، ويقال أنهم أبلغوا عن العملية عبر جهاز اللاسلكي ، مما كان له الأثر في اكتشاف العملية ، وتأخير القافلة للمغتصبين ، وأيضاً قبل ان يصل إلى المكان باشره جنود الإحتلال بإطلاق النار عليه فأصيب وانفجرت السيارة بالقرب من باص نصف نقل ينقل المغتصبين وحسب ما شوهد من خلال الشريط المصور للعملية أبيد الباص عن بكرة أبيه