ذكرى عملية «مجدو» التي دمّرت الحافلة رقم (830)
وقعت العملية بتاريخ 5-6-2002 في تمام الساعة 7:15 بتوقيت القدس المحتلة قرب باص رقم 830 التابع لشركة ايغد الصهيونية. حيث تجاوزت السيارة المفخخة والتي يقودها المجاهد الاستشهادي حمزة سمودي أحد مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قبل تقاطع مجدو الحافلة التابعة لشركة «إيغد» للنقل لتنفجر فيها، وغطى الحطام وقطع المطاط المحترق وأجزاء الحديد الملتوية الأرض بدائرة يبلغ قطرها أكثر من 200 متر. اختلطت فيها قفازات الأطباء المغطاة بالدماء وأكياس المصل التي استخدمتها أجهزة الإنقاذ.
وقد حدثت عدة انفجارات داخل الباص بعد الانفجار الأول وتعلل شرطة العدو هذه الإنفجارات لانفجار الذخيرة التي كان يحملها الجنود داخل الباص، وجميع من كان داخل الباص قد تطايرت أجسادهم وأشلائهم إلى خارج الباص والعديد من الجثث، وكان الانفجار من القوة بحيث قفزت الحافلة البالغ وزنها 12 طناً لتحط على الحاجز الأمني من جهة اليمين والذي سوته بالأرض لمسافة 50 متراً قبل أن تتوقف وإطارها الخلفي في حفرة على بعد 100 متر من مكان الانفجار.
وأكدت المصادر العسكرية الصهيونية أن منفذي عملية مجدو اختاروا مكان العملية بشكل محكم. ونقلت الإذاعة الصهيونية عن مصدر عسكري صهيوني قوله أن السيارة المفخخة رافقت الحافلة التي كانت تقل الجنود الصهاينة مسافة كبيرة وان كان بإمكان سائق السيارة أن يفجرها بالقرب من الحافلة قبل أن تصل إلى منطقة سجن مجدو، لكنه اختار أن ينفذها بالتحديد قرب السجن لتحمل رسالة إلى كل من المعتقلين مفادها أن المقاومين الفلسطينيين لا ينسون المعتقلين ورسالة إلى الكيان مفادها أن اعتقال الآلاف من الفلسطينيين والزج بهم إلى السجون لن يقضي على المقاومة الفلسطينية التي ستتواصل.
واستيقظ مئات المعتقلين الفلسطينيين في سجن مجدو الذي يبعد فقط ثلاثمائة متر فقط عن مفرق مجدو الذي وقعت فيه عملية التفجير الفدائية على صوت انفجار مجدو, حيث ما أن علم الأسرى بأن الانفجار ليس إلا عملية استشهادية حتى تعالت صيحاتهم بالتهليل والتكبير تعبيراً عن الفرحة التي اعتبروها هدية من السماء.
الاستشهادي حمزة في سطور
ولد الاستشهادي المجاهد حمزة عارف سمودي بتاريخ 17-4-1984م، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية, وسط أسرة متدينة ومحافظة على تعاليم الإسلام, عاش مع والديه وأشقاؤه رحلة العذاب المضنية, فلقد انتقل والده من بلدة اليامون الواقعة شمال غرب مدينة جنين إلى جنين المدينة.
درس حمزة المرحلة الابتدائية والاعدادية والصف العاشر في مدارس مدينة جنين, وترك الدراسة وقرر العمل لمساعدة والده في مصروف البيت, فعمل بائعاً متجولاً في مدينة الناصرة قبل أن ينتقل للعمل في منشار حجر بقرية سالم في الداخل الفلسطيني المحتل.
نشأ وترعرع حمزة في رحاب بيوت الله في الأرض ” المساجد” فكان مثال المسلم الصادق الإيمان, فكان دائم التردد على مسجد الرحمة بحارة الجابريات القريب من منزله فكان من أكثر المصلين التزاماً في المسجد, وكان دائم المحافظة على صلوات الجماعة وخاصة صلاة الفجر.
لقد شاهد بأم عينيه قوات الاحتلال وهم يرتكبون المجازر في مخيم جنين, ولكنها الصورة التي طبعت في ذاكرته حتى كانت حافزاً قوياً في إشعال نار التمرد في نفس حمزة, وشاهدهم مرة أخرى وهم يقتلوا الأبرياء في نابلس, وهكذا نشأ شهيدنا في جو ممزوج بالإسلام, وظلم بني صهيون الذي أجج احتراق شهيدنا.
لحظات الشهادة
بعد سلسلة المجازر والاعتداءات الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا في جنين ونابلس وغزة، وعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي جماهير شعبنا بعدة عمليات عسكرية رداً على هذه المجازر، وضمن سلسلة الردود التي وعدت بها السرايا رداً على مجزرة جنين ورداً على المجازر الصهيونية، جاء الرد الأول من الاستشهادي “راغب جرادات” في حيفا بتاريخ 10-4-2002م ليوقع (10) قتلى من العسكريين الصهاينة ويصيب أكثر من (30) آخرين وبعد سلسلة عمليات استشهادية لسرايا القدس داخل الأراضي المحتلة عام 1948م جاءت عملية الاستشهادي المجاهد “حمزة سمودي” في مفرق “مجدو” بتاريخ 5-6-2002م ليقتل (17) جندياً ومغتصباً صهيونياً ويصيب العشرات بجروح مختلفة.