ذكرى تأبى النسيان……..مجزرة عائلة البطش…….12/7/2014
في ذلك اليوم بكت مدينة غزة شارع البطش بحي التفاح شرق المدينة ، ففي الحرب العدوانية الشرسة التي شهدها قطاع غزة قبل عامين، لم يكن لدى الاحتلال خطوط حمراء، كما هي طبيعتهم الهمجية، لا حرمة للنساء ولا الأطفال أو الشيوخ، ديدنهم قتل كل ما يتحرك، انطلاقا من مقولة المؤسسين الصهاينة الأوائل “العربي الجيد هو العربي الميت” فاستباح جنوده كل شيء، وأطلقوا العنان لفوهات المدافع، وراجمات الطائرات لإلحاق أوسع مدى من التخريب والتدمير والقتل بقطاع محاصر ضيق لا يزيد عدد سكانه عن المليونين .
في ليلة الرابع عشر من رمضان في تمام الساعة العاشرة مساء يوم الأحد 12 تموز2014 ، وتحديدًا الساعة العاشرة والنصف داخل المنزل، فيما كان رجال البيت المكون من ثلاثة أدوار، ذاهبين لأداء صلاة التراويح في مسجد الحي (الحرميين)، وأثناء عودتهم من الصلاة باغتتهم طائرة حربية من طراز (أف16)، أطلقت جام حممها صوب المبنى فدمرته على رؤوس قاطنيه.و لم يكتف بذلك بل تابع باطلاق مزيد من الصواريخ على منازل العائلة القريبه من المكان مما أوقع العدد الاكبر من الضحايا لا سيما الاطفال والنساء.فأصيب من أصيب وقتل من قتل، ليرتفع عدد الشهداء إلى 18 شهيدًا وأكثر من خمسين جريحًا بجراح خطرة، ومع قوة الانفجار فُقدت أشلاء عدد كبير من الشهداء، جراء تطاير أجسادهم وطحن الركام لعظام الآخرين .
منزل عائلة البطش أمسى واحداً من النماذج على جرائم العدو، وخاصة ان العائلة آثرت أن تواري بقايا أجساد الشهداء الثرى في أرض المنزل المدمر، فتحول هذا المكان إلى مقبرة ومزار، فكل نسمة تهب تنبعث رائحة الذكريات لتبقى الشاهد على المجزرة.
تقول أم عبد الله، إحدى نساء العائلة المكلومة، في ذكرى المجزرة “لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها” فالفتيات قد صعدت أرواحهن إلى السماء، أما الجسد فذاب بين الأنقاض”، وتضيف بعد أن مسحت الدمعة الجارفة على خدها:
” لقد ذهبن إلى الجنة كالعرائس. كن يحلمن بالمستقبل المشرق، لكنه القدر أراد لهن أن يقمن في السماء بعيدًا عن صوت الرصاص والموت الحائم فوق رؤوسنا ”
كثيرة هي قصص المجازر والمذابح الشاهدة على همجية وبربرية الإحتلال ،فمن مجزرة دير ياسين و مجزرة اللد والحرم الإبراهيمي وصبرا وشاتيلا….. ولكن هذه الدماء لن تجف تحت التراب لأنها ستتحول إلى براكين ثائرة تتفجر تحت أقدام الطغاة وتقتلعهم من أرضنا….