شهداء فلسطينعمليات جهادية

ذكرى العملية الثلاثية في باب العامود القدس 2016

ذكرى العملية الثلاثية في باب العامود القدس

أحدثت العملية التي نفذها الشبان الثلاثة هزةً كبيرة في كيان الاحتلال، لقوتها وتجاوزها كل تحصينات الاحتلال

التي يفرضها على مدينة القدس من الحواجز والجدار الفاصل بين مناطق الضفة الغربية، ووصول الشبان الثلاثة

إلى منطقة الهدف بكامل أسلحتهم وعتادهم من الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية محلية الصنع.

 

لذلك سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع أمني طارئ عقب عملية باب العامود وأصدر أربعة قرارات

: أبرزها حصار بلدة قباطية مسقط  رأس الشبان الثلاثة، وتكثيف موجة الاعتقالات ضد الفلسطينيين.

قامت قوات الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء ورفضت تسليمها لذويهم، وفي عقاب جماعي لهم، اقتحمت قوات الاحتلال

في صبيحة اليوم الثاني للعملية، منازل عائلات الشهداء الثلاثة ودمرت محتوياتها وأخذت مقاساتها، في مؤشر لنية الاحتلال هدمها.

وقد ترك الشهداء أجهزتهم الجوالة في منازلهم، وقد ترك الشهيد محمد أحمد كميل وصيته على جهاز هاتفه الجوال، طالب فيها

عائلته ألّا تحزن عليه وتفخر به،وترفع رأسها بشهادته، لأنه سيشفع لهم يوم القيامة.وأوصى أن يدفنوه وبقية رفاقه إلى جانب قبر الشهيد أحمد أبو الرب.

 

الشهداء الثلاثة

الشهيد أحمد ناجح أبو الرب (21 عاماً)

والشهيد محمد أحمد كميل (21 عاماً)

والشهيد أحمد ناجح زكارنة (21 عاماً)

 

 

 

ثلاثة شهداء وصلوا عند ساعات الظهر ، إلى منطقة باب العامود في القدس المحتلة، قادمين من بلدتهم قباطية جنوب جنين، مسلحين ببندقيتين

مصنعتين محلياً، وسكاكين وعبوات ناسفة محلية الصنع، أخفوها تحت سترهم.

بعد انتهاء صلاة الجمعة، يتوجه  صديقه أحمد ناجح أبو الرب  نحو المقبرة بحثاً عن قبر الشهيد أحمد، يجلس عند القبر ويقرأ الفاتحة ثم يغادر.

هذا ما يحدث كل يوم جمعة منذ استشهاد الفتى أحمد عوض أبو الرب برصاص الاحتلال عند حاجز الجلمة، إذ تعلّق قلب أحمد ناجح أبو الرب

بصديقه ولم يعد يفارق شيئاً يذكره به. عاد أحمد ذات مرة إلى المنزل سائلا إحدى شقيقاته عن إمكانية استنبات ورود في تربة خاصة كي

يضعها عند قبر صديقه. زُرعت الورود وبعد أن نجحت وأطلقت أزهارها لم يعد أحمد موجوداً هناك ليأخذها إلى قبر الشهيد، لأن أحمد كان قد التحق بركب الشهداء.

تقدم الشبان الثلاثة وصولاً لباب العامود نحو تجمع لمجندات صهيونيات هناك، وما أن وصلوا نحوهن حتى طلبت إحدى المجندات منهم إبراز بطاقات هوياتهم،

فقام اثنان من الشبان بإشهار بنادقهم مباشرةً وإطلاق عيارات نارية نحو المجندات، وقام ثالث بسحب مشرطه والضرب به يمنة ويسرةً، ما أدى لاستشهادهم

ومقتل مجندة وإصابة ثلاث أخريات بجراح، حسب قول المصادر الصهيونية.

انتقاماً  لرفيقهم أحمد أبو الرب

لم  يفهم أحد من الحضور، الكلمات التي همس بها الشهيد محمد أحمد كميل، في أذن صديقه الشهيد أحمد عوض أبو الرب عند تغسيله

تلك الكلمات تحولت إلى فعل، وفهم الجميع قوله لصديقه بأن ثلاثة من رفاقك سيلحقوا بك قريباً شهداء وهو ما كان.

الشهداء الثلاثة كانوا يواظبون على الذهاب لقبر أحمد، ويبكون عنده. زاروا قبر أحمد قبل يوم من العملية، وفي مساء ذلك اليوم كانوا سوية،

وتوجهوا لأداء صلاة العشاء في مسجد البلدة وتجولوا في شوارع وأزقة البلدة قبل تفرقهم ليلاً إلى بيوتهم.

الشهيد أحمد

استشهد برصاص الاحتلال على حاجز الجلمة شمال جنين، مؤلماً جداً على نفوس رفقاءه  لذلك اختاروا يوم عمليتهم في يوم الأربعين

لدفن صديقهم الشهيد أحمد الذي واى جسده الثرى في (23-12-2015) بعد خمسين يوماً من احتجازه بعد استشهاده.

رحيل الشهيد أحمد أثر على حياة رفقاءه فتتحدث  والدة الشهيد أحمد ناجح أبو الرب أن نجلها البِكر، كان محباً للحياة، وكان يعمل مع عمه في الزراعة،

وبعد عودته للبيت يخرج مع أصدقائه، وبعد رحيل أحمد بات كثير الشُرود، وكثير التأثر لمناظر القتل والإجرام الصهيوني التي يراها عبر وسائل الإعلام

حيث  أنه في أيامه الأخيرة كان يواظب على طلب الرضى منها، وقال لها قبل أيام من استشهاده إنه يشعر بالفرح والسعادة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى