عمليات جهادية

ذكرى الثالثة لعملية عوفرا الجهادية

نوع العملية: إطلاق نار.

مكان العملية: قرب مغتصبة “عوفرا” شمال رام الله.

تاريخ العملية: 09/12/2018

خسائر العدو: إصابة 11 مغتصباً بينهم حالة خطيرة.

تفاصيل العملية 

في مساء يوم الأحد الموافق 09/12/2018، تمكنت خلية عسكرية تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام يقودها الشهيد القسامي صالح البرغوثي من إطلاق النار بشكل مباشر من سيارة كانت تستقلها الخلية صوب مجموعة من المغتصبين كانوا يحيون ذكرى قتيل بحادث سير قرب مغتصبة “عوفرا” شمال مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة .
ووفق مصادر صهيونية لم تتعدّى عملية “عوفرا” الفدائية زمن الثواني الست، حيث تمكن المنفذ من توجيه رصاصات سلاحه صوب المغتصبين بوجود جنود العدو، وأن الجنود فشلوا بالرد على المنفذين أو ملاحقة مركبتهم.
وأضافت أن السلاح المستخدم بالعملية “أوتوماتيكي وليس يدوي”، وغالي الثمن وقليل الانتشار في الضفة بل يعتبر “نادرًا”.
ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” المنفذين بأنهم اتسموا بالجرأة والشجاعة في عمليتهم “فلم يردعهم وجود الجنود في المكان عن تنفيذ عمليتهم”، مؤكدة: “من نفذ العملية يعرف هدفه جيداً”.
أصيب في العملية 11 مغتصباً بينهم إمرأة بحالة حرجة فيما شرعت قوات العدو الصهيوني عمليات المطاردة للخلية واستطاعت بعد أيام من الوصول لأحد أفراد الخلية وهو الشهيد القسامي صالح البرغوثي.

الميلادالشهيد صالح البرغوثي ونشأته

ولد الشهيد القسامي صالح عمر البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله بتاريخ 16-8-1988م، فعمت الفرحة ربوع القرية بقدومه، وازاد بيت العائلة توهجا بسنا وجهه الذي أطلّ على عائلة البرغوثي المجاهدة.
عائلة البرغوثي وكما يعلم الجميع قدّمت الكثير على طريق الحرية، فعمه هو نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم، ووالدة قبع في سجون الاحتلال 26 عاماً، وشقيقه أمضى في سجون الاحتلال 12عاماً ونيف، بالإضافة إلى سنوات المطاردة لوالده، وما صاحبها من تنكيل ومداهمات يومية لمنازل العائلة.
كان شهيدنا القسامي صالح مميزاً في طفولته، فهو الشاب الملتزم صاحب البشاشة الدائمة المرتسمة على محيّاه، يحبُّ أن يداعب الجميع ويضاحكهم، وعن بره بوالديه فحدث ولا حرج فكان على علاقة مميزة بوالديه وزوجته وطفله، وأرحامه، وإخوانه وبالأخص شقيقته يافا التي تليه في ترتيب الأبناء، فتراهم دوماً كأنهم جسد واحد يفرحون معاً ويتألمون معاً.
ومن المواقف التي تذكر لشهيدنا في صغره، أن والدته إذا عاقبت صالح في صغره داخل غرفته فيجلس يبكي داخلها، وكانت شقيقته تجلس أمام الباب على الجهة الأخرى تبكي أيضاً، وكان دائم الترديد “أمي يافا نصفي”، أما عن علاقته بزوجته فقد كانا كالعصفورين في قفص الزوجة وربّى نجله صغيرا على الرجولة والشهامة.

تعليمه وعمله

تلقى صالح البرغوثي تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قرية كوبر، وأنهى الثانوية العامة في الفرع الأدبي، وكان الجميع يشهد له من زملاء ومعلمين بحسن خلقه وبشاشته الكبيرة التي تأسر القلوب.
بعدها قرر الشهيد صالح  الانخراط في سوق العمل ليتعلم قيادة الشاحنات الكبيرة، وعمل لفترة في هذا المجال، وبعدها قام بشراء (مركبة) وعمل عليها حتى استشهاده كسائق (تاكسي) في مكتب (الرافدين) في مدينة رام الله، وفي عمله أحبه الزبائن وزملائه في مكتب (التاكسيات)، وكان في صبا كل يوم عمل له يضع صدقة لوجه الله تعالى.

الاحتلال ينغّص

ما أن شبّ شهيدنا القسامي صالح أن حتى قررت العائلة البحث له عن عروس، فخطب لإحدى الفتيات الملتزمات وقد كان والده داخل السجن بحكم إداري، وتأّجّل حفل زواجه لأكثر من ثلاث مرات بانتظار خروج والده من المعتقل.
لكن الاحتلال كان كل مرة ينغص عندما يقرر موعد الزفاف فيجدد الاعتقال الإداري لوالده، حتى أنهم في آخر مرة قالوا لوالده (تريد أن تزوج ابنك أم نقوم بالتجديد لك مرة أخرى) فهم أرادوا أن لا يفرح بزفاف نجله صالح”.

قهرهم بابتسامته

وفي أحد المواقف لصالح مع جنود الاحتلال في المداهمات الليلية لمنزلهم، حضر (الكابتن)- ضابط مخابرات- وأعطى لصالح وشقيقه تبليغات بالحضور لمقابلة مخابرات الاحتلال، فما كان من صالح إلا تمزيق التبليغ أمام جنود الاحتلال وإلقائه على الأرض، وقال للضابط أن لا أحضر لك طواعية أينما تريد، إن كنت تريدني اعتقلني، وإلا فلن أحضر.
حينها قُهِر الضابط وازداد قهره، عندما ضحك صالح بصوت عال أمامهم في المنزل، فقال له الضابط أنت لا تخاف من _دولتنا_ بتضحك! فرّد عليه القسامي صالح ربّي خلقني هكذا، إذا فرحت أضحك، وإن حزنت أيضاً أضحك، مقهور أضحك، ماذا تريد؟ “.

أذلهم باستشهاده

وتشير عائلة الشهيد صالح إلى أن جنود الاحتلال ومنذ زمن حين كانوا يقتحمون المنزل للتفتيش وكان ضباط مخابرات الاحتلال يوجهوا للعائلة ذات التهمة بالقول “أنتم تربون أبناءكم على الإرهاب” فكان الرد دوماً “أنتم احتلال وطالما هناك احتلال حتماً ستكون هناك مقاومة”.
وفي ليلة استشهاده تقول والدته :” الليلة الفائتة حضر (الكابتن) للبيت، وقال لي صالح نفذ عملية (عوفرا) فرددت عليه، أنتم قتلتموه بدم بارد، فرد صالح قتل جنودنا، فقلت له في قراننا القاتل يقتل، ودليل حبه الله لصالح حدثت خمس عمليات انتقاماً لدمائهم”.
قائلة:” عندما أخبرني ضباط جيش ومخابرات الاحتلال الليلة الماضية بهدم المنزل، قلت لهم أنا نشرت على الانترنت أن بيت أبو عاصف بحاجة لنقل الأثاث إلى مكان آخر بسبب تهديد الهدم، فما هي إلا خمس دقائق وبسرعة البرق، وجدت أثاث المنزل نقل للمكان الذي أريده، وقلت له خذ وعداً مني ليست سنة أو سنتين سأبقى دون منزل، خلال أربعة أشهر سأستلم مفتاح المنزل الجديد”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى