شهداء فلسطينقصص الشهداء

ذكرى استشهاد “وسام محمد أبو زرقة”

ولد  وسام محمد أبو زرقة ” أبو محمد” في المملكة العربية السعودية بتاريخ 7/2/1987م، لأسرة فلسطينية متواضعة وملتزمة بتعاليم الإسلام تعود أصولها إلى بلدة بئر السبع التي هجر أهلها منها عنوة في 48م، ليستقر بها المقام بعد رحلة طويلة من المعاناة والشتات بمخيم خان يونس الشاهد الحي على جريمة بني صهيون بحق شعب بأكمله، تتكون من  والديه و سبعة أولاد وثلاثة بنات وشاء القدر أن يكون ترتيبه الثالث . 

درس شهيدنا مرحلته الابتدائية والإعدادية في مدارس المملكة العربية السعودية، وكان من الطلبة المتفوقين في جميع المراحل، وبعد عودة الأسرة لأرض الوطن أنهى المرحلة الثانوية بتفوق ونجاح، وسجل للالتحاق بالجامعة الإسلامية غير أن استشهاده حال دون إكمال مشواره التعليمي.        

كان الشهيد وسام يتمتع بشخصية وبنية جسدية قوية، كان يتمتع بالأخلاق الحميدة ومحبوبا بين أهله وأصحابه وجيرانه وأشبال مسجد الشافعي.

التحق شهيدنا وسام بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بداية عام 1998م وكان من الملتزمين بالمسجد الشافعي التزاما واضحا مما أهله ذلك إلى اختياره مجاهدا ومقاتلا في صفوف سرايا القدس في منتصف عام 2002م.

تدرب شهيدنا وسام وفق الإمكانات التي كانت متوفرة لدى سرايا القدس في ذلك الوقت، حيث كان الشهيد بارعاً في تصنيع القنابل اليدوية والعبوات الأرضية التي طالما استخدمها ضد الاحتلال الصهيوني.

الشهيد وسام كما أشار رفيقه أبو عبيدة كان معروفا بين زملاءه بالعناد في مقارعة الاحتلال وكان دوما مرابطا على ثغور الوطن وحاميا للمشروع الوطني والإسلامي ومدافعاً عن مخيم خان يونس العصي على الاحتلال.

يقول والد الشهيد وسام أبو زرقة “أبو حسام” “لقد منح الله ابني وسام صفات عالية منها الأمانة والاحترام والشجاعة والصبر “.

وأضاف:”كان ابني يتمنى الشهادة وكنت أقرأها في عيونه وإنني فخور جداً باستشهاده والحمد لله الذي شرفني باستشهاده وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى”.

في فجر يوم السبت الموافق 04/9/2004م، أصرت عائلة الشهيد وسام أبو زرقة كما الكثير من العائلات الفلسطينية البقاء داخل منازلها غير آبهين بالاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحقهم، والخطر الذي كان يتهددهم ليل نهار بسبب قربهم من مستوطنة غوش قطيف التي تم تحريرها ودحر الاحتلال منها، حيث أصيب الشهيد وسام في تلك الليلة بشظية لغم فجره جنود الاحتلال على مقربة من منازل المواطنين، فاخترقت إحدى الشظايا سقف منزل عائلة وسام المسقوف ” بالكرميد” واستقرت في رأسه، لترتقي روحه إلى العلياء في مجمع الشفاء الطبي بعد أسبوع من إصابته، نحسبه إن شاء الله شهيداً ولا نزكي على الله احد.

زر الذهاب إلى الأعلى