ذكرى استشهاد ماهر صبحي بلبيسي
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد ماهر صبحي عبد الكريم بلبيسي في بلدة عنبتا بتاريخ (1/10/1973م)، في كنف أسرة فلسطينية محافظة على دينها وعاداتها وتقاليدها تأبى إلا أن تزرع أبناءها في فلسطين كما يزرعون التين والزيتون، أرضعته أمه حليب العزة والإباء .
نشأ الشهيد وترعرع بجو عائلة محافظة درس في مدارس بلدته حتى الثانوية العامة إلا أن هموم الأهل ولقمة العيش جعلته يعمل ليعيل أهله فأقام مشروع تربية دواجن ليكون له ولأهله مصدر رزق يعيشون منه، فالشهيد البطل ماهر ذو إرادة عالية وهمة جبارة لا يمكن أن تنكسر وهذا ما كان يعرف عنه لصلابته وقدرته العالية على التحمل، ومما ميز الشهيد رحمه الله أنه كان على درجة عالية من الحياء كان صادقاً ووفيا ًمع إخوانه وما يكفي على ذلك هو عدم تخليه عن أخيه الشهيد القائد معتصم حماد حيث بقي معه بشكل واضح حتى استشهدا مع بعضهما البعض، كان ملتزماً بالمسجد يسعى دائماً لأن يصلي كل فرض فيه أحب الشهادة في سبيل الله وكان له ما تمنى .
مشواره الجهادي
إن الشهيد رحمه الله كان على درجة عالية من السرية والكتمان خاصة مع اندلاع انتفاضة الأقصى، وأبى الشهيد أن يعلم أحداً بدوره الجهادي فانضم بشكل سري إلى سرايا القدس عن طريق أخيه معتصم رحمه الله وأخذ يعمل مع الشهيد وجعل مزرعته الخاصة به ملاذاً للمطاردين وكذلك موقعاً لإعداد العبوات والمتفجرات، لم يخشى يوماً على حياته بل كان دوماً حريصاً على أن يلحق بالشهداء من إخوانه، لم يقف العجز الجسدي حاجزاً بوجهه ومنعه من خوض الجهاد والمقاومة ضد المحتل، فكان لدوره السري فضل واضح في نشاط سرايا القدس في منطقته فكانت مزرعته مأمناً للمطاردين إياد صوالحة وغيره من المطاردين والشهداء بعد ذلك .
الاستشهاد
كان الشهيد ماهر كذلك فعلاقته بالشهيد معتصم الذي كان مطلوبا بارزاً للاحتلال بعد عملياته الاستشهادية وعمليات زرع العبوات، كان الشهيد على قائمة المنوي اغتيالهم حتى جاءت اللحظة التي كان فيها الشهيد مع الشهيد معتصم فقبل يوم من الاستشهاد تعرضا لمحاولة اغتيال من خلال وحدة خاصة، حيث قامت طائرات الأباتشي بقصف المزرعة الخاصة بالشهيد ماهر حيث كان يوجد معه الشهيد معتصم فاستشهدا مباشرة بعد أن أصابتهم صواريخ الاحتلال فقطعت أشلاءهما التي تناثرت على ربوع الوطن لتعلن أننا نفديه بالأرواح والمهج، لبيك يا قدس لبيك يا فلسطين لبيك يا إسلامنا فنحن الجند الأوفياء، لا ولن نسقط الراية وإن سقطنا شهداء وجاء مجاهد آخر يحمل اللواء.